الوحدات والفيصلي ما بين الرياضة والسياسة


جفرا نيوز - بقلم الإعلامي العميد المتقاعد هاشم المجالي .

لقد شاهدنا قبل أيام ما حدث في مباراة الفيصلي والوحدات في البطولة الكروية التي جرت في الضفة المحتلة ، وكان المشهد على المدرجات وعلى السوشال ميديا يشابه إلى حد ما المشهد السياسي  الروسي الأوكراني والحرب الدائرة بينهما ، ولكن عندنا كان من أجل  الطابة الكروية فقط ، ويا للأسف لم نرى إلا حالة مخيبة للظن ومقززة ومقرفة صارت بين مشجعين الفريقين على المدرجات وعلى وسائل السوشال ميديا ، وظهروا كأنهم  ليسوا أندية اردنية ولا هم شعب أردني وفلسطيني قد اندمجوا في روابط الدم والجغرافيا والدين ، وهذه الحالة كانت معاكسة كليا لما شاهدناه من الجمهور الذي تواجد في البطولة العربية بالدوحة والتي شجع فيها الجمهوران   المنتخبان  ، حيث كانا مضرب مثلا لكل وسائل الإعلام العربية والدولية .

لقد شاهدنا قبل أيام تصريح السلطة الفلسطينية في استقبالها لجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين وسمو ولي العهد والحكومة الأردنية ، وكيف أن السلطة الفلسطينية اعلنت أن موقفها من ما يجري من احداث على الساحة السياسية  هو نفس الموقف الأردني الذي يتباه جلالة الملك حفظه الله ورعاه بخصوص القضية والشعب الفلسطيني .

ومع أنه كان هناك وبنفس الوقت اجتماع سياسي أخر  يعقده الكيان المحتل مع بعض من عربان الخليج والمهرولين إلى التطبيع ، وبالرغم من أنه كانت هناك دعوه للجانب الأردني لحضور هذه الاجتماعات إلا أن الموقف المشرف لجلالة الملك  والحكومة الأردنية التي فضلت التخندق في خندق الحق ووحدة المصير والابتعاد عن خندق التآمر والغطرسة والظلم والقوة الغاشمة .

وهنا أنا أتساءل  ؟؟
ماذا لو كان الموقف  الرياضي على المدرجات والسوشال ميديا يطابق الموقف السياسي والإجتماعي الأردني والفلسطيني  ، بحيث أن جمهور الوحدات يلبس الفانيلا  الزرقاء ويشجع الفيصلي ، وجمهور الفيصلي يتوشح عبر صفحاته  ومدرجاته باللون والفانيلا الخضراء  ويشجع الوحدات .

 تخيلوا معي  لو أنها هذه الحالة هي التي صارت ، لكانت ردود فعلها اقوى من طعن السكاكين وهروب المساجين  وصواريخ غزة على محتلين فلسطين ،و تخيلوا معي ماذا سيكون  ردودها على المستوطنين و الصه يو ني المحتلين .

والله العظيم بأنني أجزم بأنها ستكون نقطة فارقة يتغير فيها المسار التاريخي كله ، ولسوف تكون نقطة البداية للإنهيار  في منظومة الإحتلال وزوال كيانه الغاصب .

وأخير فإنني أخاطب  المتعنصرون و العنصريون الفتانون الذين لا يرون أبعد من خشومهم  ، وأقول لهم ""
 اتقوا الله في شهدائنا من الضفتين ، اتقوا الله في اخوالنا وأخوال أولادنا وأولاد أخواتنا  وأخوتِنا من الآباء أو من الأمهات.
ارحموا تاريخنا ومقدساتنا وأخلاقنا وتعاليم دياناتنا ، ارحموا  تاريخ نضال ابطالنا من الضفتين واتقوا الله فينا نحن الأردوفلسطينيون ، لأننا سنبقى نحن المرابطون بالاردن السند والدعم لإخواننا  المرابطين  على خط النار في فلسطين الحبيبة .

فليذهب نادي الوحدات ونادي الفيصلي ومن يثير الفتن العنصرية  إلى الجحيم والهاوية ، وليحترقوا بنار  الخيانة  إن لم تتطابق روحهم الرياضية مع الروح الوطنية السياسية والروح الفلسطواردنية  .