الحوثيون يعلنون تعليق "ضرباتهم" باتجاه السعودية لـ 3 أيام
جفرا نيوز - أعلن الحوثيون السبت، أنهم سيوقفون "ضرباتهم" على السعودية و"المواجهات" في اليمن "لثلاثة أيام"، غداة سلسلة هجمات استهدفت المملكة العربية المجاورة للبلد الذي يشهد نزاعا منذ أكثر من 7 أعوام.
ويشهد اليمن واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم على خلفية النزاع بين الحكومة المعترف بها دوليا التي يدعهما تحالف بقيادة السعودية والحوثيين المدعومين من إيران منذ منتصف 2014.
وكتب المتحدث باسم المتمردين محمد عبد السلام عبر تويتر "تعليق الضربات الصاروخية والطيران المسير وكافة الأعمال العسكرية باتجاه السعودية براً وبحراً وجواً لمدة ثلاثة أيام، واستعدادنا لتحويل هذا الإعلان لالتزام نهائي ودائم في حال التزمت السعودية بإنهاء الحصار ووقف غاراتها على اليمن بشكل نهائي ودائم".
وأضاف: "نعلن وقف المواجهات الهجومية في عموم الجبهات الميدانية لمدة ثلاثة أيام ومستعدون لتحويل وقف المواجهات إلى التزام نهائي ومستمر إذا أعلنت السعودية سحب جميع القوات الخارجية للتحالف من أراضينا ومياهنا ووقف دعم مليشياتها المحلية في بلادنا".
وأوضح أن المبادرة تتضمن "تعليق العمليات الهجومية في جبهة مأرب" التي تشهد قتالا عنيفا منذ أشهر وكذلك تبادلا للسجناء.
وتأتي مبادرة الحوثيين المدعومين من إيران غداة شنهم 16 هجوما في أرجاء السعودية بينها هجوم استهدف منشآت نفطية لشركة أرامكو في مدينة جدة، عشية الذكرى السابعة لبدء التدخل العسكري بقيادة السعودية في اليمن لمواجهة الحوثيين.
ورد التحالف الذي تقوده الرياض بشنّ غارات جوية في صنعاء (شمال) والحديدة (غرب) كما أعلن تدمير 4 زوارق مفخخة مجهزة لشن هجمات.
ويأتي هذا التطور في اليمن، فيما توقّع وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل خلال مؤتمر في الدوحة السبت، التوصل إلى اتفاق مع إيران في شأن برنامجها النووي "خلال أيام".
7 سنوات من النزاع
ومنذ سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء في 2014، شنّ المتمردون حملة للسيطرة على أجزاء أخرى في أفقر دول شبه الجزيرة العربية المجاورة للمملكة الخليجية.
لكن التحالف العسكري بقيادة الرياض يسيطر على المجال الجوي والبحري للبلاد، ويسمح فقط برحلات الأمم المتحدة عبر مطار صنعاء. ولطالما جعل الحوثيون رفع هذا "الحصار" شرطا لأي محادثات.
بعد 7 سنوات على الضربات الأولى في 26 آذار/مارس 2015 في اليمن، تمكن التدخل العسكري بقيادة الرياض من وقف زحف الحوثيين جنوبا وشرقا، لكنه لم ينجح في دحرهم من شمال البلاد، وتحديدا من العاصمة صنعاء.
وفي وقت سابق السبت، أكّد مسؤول سعودي رفيع المستوى أنّ الحوثيين قدّموا مبادرة لوقف إطلاق النار تتضمن هدنة وفتح مطار صنعاء ومرفأ الحديدة عبر وسطاء.
وقال المسؤول أن الرياض لن تعلن موقفها من المبادرة حتى إعلانها رسميا.
وأكّد دبلوماسي مقيم في الرياض، أنّ المبعوث الخاص للأمم المتحدة هانز غروندبرغ قاد جهودا في الفترة الأخيرة للتوصل لهدنة خلال شهر رمضان الذي يبدأ مطلع نيسان/أبريل إلا أنها لم تكلّل بالنجاح.
وقال المتحدث الحوثي إن على السعودية "إثبات جديتها نحو السلام بالتعاطي الإيجابي مع مبادرة السلام اليمنية ... وذلك بالاستجابة لوقف إطلاق النار وفك الحصار وإخراج القوات الأجنبية من بلادنا".
وتابع "وعندها يحل السلام ويحين الحديث عن الحلول السياسية في أجواء هادئة بعيدا عن أي ضغط عسكري أو إنساني".
ورفض الحوثيون منتصف آذار/مارس، مبادرة طرحها مجلس التعاون الخليجي لتنظيم حوار للقوى المتحاربة في اليمن تعقد بين 29 آذار/مارس و7 نيسان/ابريل في الرياض بسبب إجرائها "في دول العدوان" في إشارة للسعودية.
كما سبق أن رفضوا مبادرة لوقف إطلاق النار طرحتها السعودية العام الماضي.
وتقود السعودية منذ 2015 تحالفا عسكريا في اليمن دعما للحكومة المعترف بها دوليا التي تخوض نزاعا داميا ضد الحوثيين منذ منتصف 2014.
وتسبّبت الحرب في اليمن بمصرع أكثر من 377 ألف شخص بشكل مباشر أو غير مباشر، في أسوأ أزمة إنسانية في العالم حسب وصف الأمم المتحدة.
أ ف ب