معركة الكرامة: القليل من السلاح.. والكثير من العزم!!

جفرا نيوز - كتبت - شهد العدوان

كل شعب من الشعوب لدية رصيد معنوي يستمده من أبرز الإنتصارات في تاريخه.. ونحن في الاردن نفخر بأن أهم رصيد معنوي نستمد منه الزهو والعزم تحقق من انتصار ذات واحد وعشرين آذار من عام الف وتسمعائة وثمان وستين، عندما سجل الجيش العربي (القوات المسلحة الاردنية) نصراً على العدو الصهيوني في معركة الكرامة، تلك الهزيمة للجيش الإسرائيلي كانت على يد الاشاوس من النشامى الاردنيين اللذين تشربوا البطولة والعز من إنتمائهم لتراب هذا الوطن الزاخر بالتاريخ العريق من الإنتصارات منذ مؤتة واليرموك وفحل والثورة العربية الكبرى، وكان التتويج ناصعا مجلجلا في معركة الكرامة .

هذا النصر في معركة الكرامة، تقدس بالشهادة والفداء على ضفة نهر الاردن الذي شهد انتصارات وبطولات الصحابة الأوائل في معارك الفتوحات الإسلامية وما زالت مقاماتهم مزروعة شرق النهر حيث شرحبيل ابن حسنة وعامر بن ابي وقاص ومعاذ ابن جبل، هؤلاء هم أجداد الأبطال الأردنين اللذين استمدوا عقيدتهم القتالية من أولائك القادة العظماء أيام الفتح الإسلامي، وكان قبل ذلك انتصارات ميشع الذيباني الذي واجه العبرانيين بتاريخ يعود إلى ما قبل الميلاد، ونستذكر الحارث الرابع ملك الأنباط وسيد البتراء في انتصاراته وحروبه ورفعة مملكته؛ كل هؤلاء يشكلون أيضا رصيدا معنويا للوطن يضاف عليه هذا الإنجاز الذي تحقق في معركة الكرامة التي نحتفل فيها كل عام، ونستعيد من خلالها صوت الملك الباني الحسين بن طلال وهو يعلن الانتصار: " كانت الأسود تربض في الجنبات على اكتاف السفوح وفوق القمم، في يدها القليل من السلاح والكثير من العزم، وفي قلوبها عميق الإيمان بالله والوطن.. وتفجر زئير الأسود في وجهه المد الأسود : الله اكبر".

ونسحضر ايضا صوت الجندي الشهيد خضر شكري يعقوب الذي وضع جسدة كإحداثيات لقيادة المدفعية ليكون هذا المكان تضحية منه ومقبرة للدبابات التي كانت تحاصره وتشكل خطرا على الوطن، ولتفتح مسلكا مشرفا لروحه كي تصعد الي السموات العلى، إنه الابداع في الشهادة، وكان أن تحقق مراده واستشهد البطل خضرالذي جعل من جسده هدفا للنيران من مدفعية جيشة.

وستبقى تلك الدماء الزكية التي سالت دفاعا عن كرامة الوطن مشعلا ينير درب الاجيال القادمة ...ونستذكره في كل عام بفخر في يوم الكرامة