هل أثرت جائحة كورونا على السلوك اليومي للمواطنين؟


جفرا نيوز - أكد الخبير واختصاصي الوبائيات الدكتور عبد الرحمن المعاني ان جائحة كورونا وعلى مرور عامين ماضيين أثرت بشكل أو بآخر على سلوك المواطنين اليومي عما كان سابقا.

وأضاف ان البعض استطاع ان يستفيد من الجائحة، ويحولها من تحديات إلى فرص وتغيرات سلوكية مفيدة للمواطن والمجتمع، إذ انعكس هذا السلوك المتغير على الأسرة والمجتمع والصحة العامة إيجابيا، من حيث الالتزام بالإرشادات الصحية والوقائية المتعلقة بالسلوك اليومي كاحترام آداب العطس، وعدم مخالطة المواطن عندما تظهر علامات او اعراض الإصابة بنزلة البرد والرشح او الإصابة بالإنفلونزا الموسمية، وعدم مشاركة المواطنين المناسبات الاجتماعية.

ونادى المعاني بأن يكون هناك خطوات على أرض الواقع تعزز سلوك المواطنين، كالقيام بحملات توعية وتثقيف صحي، بهدف رفع نسبة التوعية الصحية والوقائية للمواطن، حتى يكون هناك وازع ذاتي لتغير السلوك اليومي للمواطن في مجال الوقاية الشخصية الوبائية والصحية، ويكون له دور إيجابي في تخفيف وتحسين البيئة الوبائية في جميع المجالات والقطاعات، سواء في المنزل أو العمل أو المدارس، والمحلات العامة والمولات بجميع انواعها، وبالمؤسسات الحكومية والخاصة.

وعن التوجه العام بخصوص الجائحة بالمملكة، بين المعاني ان التوجة الحكومي حاليا يتجه الى التخفيف التدريجي للاجراءات والوقائية، التي اتخذت خلال الجائحة في الفترة السابقة والممتدة خلال عامي ٢٠٢٠و٢٠٢١، وهي الفترة التي ظهرت فيها أربعة موجات وبائية، وظهور عدة متحورات للفيروس مختلفة الشدة والقوة والانتشار والعدوى، وعدد الدخولات للمستشفيات، وتفاوت النسب الإيجابية للفحوصات المخبرية لقراءة عينات كورونا.

واعتبر ان المملكة مرت بظروف أدت الى خلق بيئة مناسبة لاتخاذ هذه الاجراءات التخفيفية، ففي الفترة السابقة والممتدة خلال عامين، بدأت الجهات المختصة بالمباشرة بتطعيم المواطنين ضد فيروس كورونا، حيث شملت فئات مختلفة من المواطنين فوق ١٨ عاما، وتم افتتاح مراكز تطعيم في مختلف المراكز الصحية والمستشفيات بهدف الوصول إلى أكبر عدد وشريحة ممكنة من المواطنين.

كما تم اتخاذ قرار بزيادة الشرائح المستهدفة للتطعيم وفق المعاني، وذلك للفئة العمرية من ١٢-١٨ عاما، وشمول طلبة المدارس والبالغ عددهم مليونين وثلاثمئة الف طالب، وكل هذه الإجراءات ادت الى رفع أعداد المواطنين الذين تم تطعيمهم، ووصول النسبة إلى نحو ٤٥٪ من العدد الإجمالي للسكان في المملكة، بالإضافة لأعداد الأشخاص الذين أصيبوا بالفيروس، والذي بلغ عددهم نحو مليون وستمئة الف مواطن، مما ولد مناعة بنسب كبيرة سواء للمطعمين او الذين أصيبوا بفيروس كورونا المستجد من مختلف المتحورات.

وركز على ان المسؤولية الفردية للأشخاص وسلوكهم نحو الوباء هو الاهم بعد الاجراءات التخفيفية، ومن المفروض أن يكون المواطن حاليا على دراية تامة بكيفية التعامل إذا ظهرت عليه أية أعراض، من خلال عزل نفسه، والابتعاد عن بيئة العمل حتى يتم شفاؤه، مع ضرورة التذكير في وسائل المواصلات العامة، واحترام بيئتها وعدم رمي المناديل المستخدمة داخلها او في الشارع وإنما الاحتفاظ بها ورميها في المكان المخصص لها في سلة المهملات.

ولفت المعاني الى ضرورة الإقبال على المطاعيم بأعداد اكثر من الاعداد الحالية، حيث لوحظ ضعف الإقبال على مراكز التطعيم، مما يعتبر مؤشرا سلبيا للوضع الوبائي، مبينا اننا بحاجة لزيادة أعداد المطعمين.

وأوضح ان الفيروس لم ينته بعد ومازال موجودا، وأعداد الاصابات ليست بالقليلة، ونسبة الفحوصات الإيجابية الفحوص المخبرية لفيروس كورونا اكثر من ٢٢٪، مما يدعونا للتعامل بحذر مع الوضع الوبائي الحالي، ومع الانفتاح والعمل بالاجراءات التخفيفية، خصوصا مع قرب حلول اجراء الانتخابات البلدية التي ستشهد تجمعات، ناهيك عن اقتراب شهر رمضان المبارك.