قتلى وانفجارات في كييف قبل ساعات من استئناف المفاوضات مع موسكو
جفرا نيوز - أسفرت ضربة طالت مبنى سكنيًا في العاصمة الأوكرانية عن مقتل شخصين على الأقل الثلاثاء، وفق ما أعلنت أجهزة الطوارئ في وقت تعرّضت عدة مناطق في كييف لهجمات روسية، قبيل استئناف المفاوضات بين طرفي النزاع.
أعلنت السلطات المحلية في دنيبرو الأوكرانية عن تسجيل "دمار هائل" في مطار المدينة في شرق البلاد بعد قصف روسي ليل الاثنين الثلاثاء.
وكتب فالنتين ريزنيتشينكو، حاكم منطقة دنيبرو عبر تلغرام، "خلال الليل، هاجم العدو مطار دنيبرو. ضربتان. دُمّر مدرج الإقلاع والهبوط. تضرّر مبنى المطار. دمار هائل".
وفي ظل التصعيد الروسي ضد كييف، أعلنت الحكومة البولندية أن رئيس وزرائها ماتيوش مورافيتسكي ونظيره التشيكي بيتر فيالا والسلوفيني يانيز يانسا سيزورون العاصمة الأوكرانية الثلاثاء بصفتهم ممثلين عن المجلس الأوروبي حيث سيلتقون الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ورئيس الوزراء دينيس شميهال.
وفرّ نحو 1.4 مليون طفل من أوكرانيا منذ بداية الحرب في 24 شباط/فبراير، فباتت حرب أوكرانيا تحوّل طفلًا واحدًا إلى لاجئ كلّ ثانية، حسبما أعلنت الأمم المتحدة الثلاثاء.
وقال المتحدث باسم "يونيسف" جيمس إلدر لصحافيين في جنيف "في المعدّل، وكل يوم على مدى الأيام العشرين الأخيرة في أوكرانيا، تحوّل أكثر من 70 ألف طفل إلى لاجئين"، أي ما يعادل 55 طفلا كل دقيقة "أو تقريبا طفل كل ثانية".
ستفرض العاصمة الأوكرانية كييف حظر تجوّل لمدة 35 ساعة اعتبارًا من مساء الثلاثاء وسط "لحظة صعبة وخطيرة" بعد عدة ضربات روسية، حسبما أعلن رئيس البلدية فيتالي كليتشكو.
وقال في بيان "إنها لحظة صعبة وخطيرة"، داعيًا "كلّ سكان كييف إلى التحضير للبقاء في منازلهم ليومين، أو في الملاجئ إذا انطلقت صفارات الإنذار".
وسُمع دوي أربعة انفجارات من وسط العاصمة الأوكرانية صباح الثلاثاء.
"هل أنت على قيد الحياة؟"
وذكر جهاز الطوارئ الأوكراني عبر فيسبوك أن جثتين انتشلتا من تحت أنقاض مبنى مكوّن من 16 طابقًا في حي سفياتوشنسكي، مشيرا إلى إنقاذ 27 شخصًا في ذات الموقع.
كما تعرّض مبنى سكني آخر في منطقة بوديلسك إلى هجوم، وفق المصدر.
وقالت ليوبوف غورا (73 عامًا) لوكالة فرانس برس، بعد دقائق على سماح فرق الانقاذ لها ولابنتها بالخروج من الطابق الحادي عشر "عند الساعة 04:20 كان كل شيء صاخبًا جدًا. نهضت وركضت ابنتي نحوي وسألتني هل انت على قيد الحياة؟".
ونشرت النائبة الأوكرانية ليسيا فاسيلينكو عبر تويتر صورة دخان يتصاعد من مبنى سكني مُدمّر، بحضور فرق الإطفاء.
وكتبت "إنّ حي بوديل في كييف هو مكان لتناول القهوة والاستمتاع بالحياة. لكن ليس بعد الآن. وقعت انفجارات قبل ثلاثين دقيقة".
وقبل ساعات قليلة، نشر زيلينسكي مقطع فيديو يقول فيه، بنبرة تحدٍّ، إن روسيا بدأت تلاحظ أنها لن تنتصر في ساحة المعركة.
وأضاف "لقد بدأوا يفهمون أنهم لن يحققوا شيئًا من خلال الحرب"، لافتًا إلى أن جولة المحادثات الأخيرة بين المفاوضين الروس والأوكرانيين كانت "جيّدة".
وأوضح "كانت جيّدة، حسبما قيل لي"، متابعًا "لكن، فلننتظر. ستتواصل غدًا (الأربعاء)".
والطرفان متباعدان إذ تطالب موسكو أوكرانيا بالابتعاد عن الغرب والاعتراف بالمناطق الانفصالية التي تدعمها روسيا.
أمّا المفاوضون الأوكرانيون، فيقولون إنهم يريدون "السلام ووقف إطلاق نار فوري وانسحاب القوات الروسية".
وبعد قرابة ثلاثة أسابيع عقب حشد أعداد كبيرة من القوات الروسية على الحدود مع أوكرانيا، قصفت وحاصرت قوات موسكو العديد من البلدات والمدن أوكرانية.
والعاصمة الأوكرانية كييف مُحاصرة من الشمال والشرق، وفرّ منها نصف سكّانها تقريبًا.
ولا تزال الطرق المؤدية إلى الجنوب فقط مفتوحة، وأقامت سلطات المدينة نقاط تفتيش في وقت يُخزّن السكان المواد الغذائية والأدوية.
وسيتوجّه رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي ونظيره التشيكي بيتر فيالا والسلوفيني يانيز يانسا "إلى كييف اليوم كممثلين عن المجلس الأوروبي، للقاء الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ورئيس الوزراء دينيس شميهال"، بحسب البيان.
وأشار بيان الحكومة البولندية إلى أن "هدف الزيارة هو تأكيد الدعم المطلق من جانب الاتحاد الأوروبي بكامله لسيادة أوكرانيا واستقلالها وتقديم حزمة واسعة من الدعم للدولة والمجتمع الأوكرانيين".
"لا تصدّقوا الدعاية السياسية"
وكان التقدم العسكري الروسي بطيئًا ومكلفًا فيما يبدو أن موسكو قللت من تقدير قوة المقاومة الأوكرانية.
ويعتقد عدد من الخبراء العسكريين أن الجيش الروسي بحاجة الآن إلى التجمّع وإعادة تزويد قواته بما يلزم، ما يُثير احتمال توقّف أو تباطؤ في القتال.
واعترف رئيس الحرس الوطني الروسي فيكتور زولوتوف بأن العملية "لن تسير بالسرعة التي نتمناها" لكنه قال إن النصر سيأتي خطوة بخطوة.
وذكرت تقارير أن موسكو لجأت إلى بكين للحصول على مساعدة عسكرية واقتصادية.
بدوره، حذّر وزير الخارجية الصيني وانغ يي من أن بلاده ترفض أن تتأثر بالعقوبات الغربية التي تُفرَض على روسيا حسبما أفادت وسائل إعلام صينية رسمية الثلاثاء، في وقت يزداد الضغط على بكين لتكفّ عن دعمها لموسكو.
وقال وانغ يي خلال اتصال مع نظيره الاسباني خوسيه مانويل ألباريس "إن الصين ليست طرفًا في الأزمة، ولا تزال ترغب بألّا تتأثر بالعقوبات".
وأفاد الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف الصحافيين بأن الرئيس الروسي فلاديمير "بوتين أعطى أوامر بالامتناع عن أي هجوم مباشر على المدن الكبرى نظرا إلى أن الخسائر المدنية ستكون كبيرة".
وواصلت القوات الروسية حصارها لجنوب مدينة ماريوبول الواقعة في جنوب شرق أوكرانيا، حيث قُتل نحو 2200 شخص بحسب مسؤولين.
وتمكّنت حوالي ألفي مركبة من الخروج عبر ممر إنساني من ماريوبول كما أعلنت بلدية المدينة الثلاثاء.
في غضون ذلك، زاد حلفاء أوكرانيا من ضغوطهم على نظام بوتين من خلال فرضهم عقوبات اقتصادية غير مسبوقة، فيما يواجه الكرملين ضغوطًا داخلية رغم الرقابة المُمارسة على المعلومات.
وخلال نشرة الأخبار المسائية الأكثر مشاهدة في روسيا، دخلت امرأة، خلف مقدّمة النشرة، لتظهر أمام الشاشة وهي حاملة لافتة كُتب عليها "أوقفوا الحرب. لا تصدّقوا الدعاية السياسية".
وتبّين أن المرأة، بحسب منظمة "أو في دي-انفو"، تُدعى مارينا أوفسيانيكوفا وتعمل كمحرّرة أخبار في المحطة، وتم اعتقالها لاحقًا.
وفي جميع أنحاء أوكرانيا، استمر الحرب الروسية في إحداث خسائر دموية، ودمّر المدن، ما يُنذر بأن الحياة لن تعود إلى ما كانت عليه.
وتقول ليديا تيخوفسا (83 عامًا) وهي تبكي، متأمّلة ما قال لها المسعفون إنها أشلاء ابنها فيتالي الذي قضى في قصف على كييف "يقولون إنه مصاب بحروق شديدة وإنني لن أتمكّن من التعرف إليه".
وتتابع "أتمنّى لروسيا نفس الحزن الذي أشعر به الآن".
وأُصيب مراسل لقناة "فوكس نيوز" بينجامين هول ونُقل إلى المستشفى بعد أن كان يقدّم تقريرًا من ضواحي المدينة، بحسب القناة، غداة مقتل الصحافي الأميركي برنت رونو في إربين، إحدى ضواحي كييف.
أ ف ب