هل اقترب موعد الانتهاء من الجائحة؟
جفرا نيوز - مع إلغاء دول كثيرة القيود المتبقية لمكافحة كورونا والاقتراب من إعلان انتهاء الجائحة أثيرت تساؤلات عدة حول أهمية الدور المناط بالمركز الوطني لمكافحة الأوبئة خصوصا في المرحلة القادمة؟.
ورغم وجود مديرية خاصة بالأمراض السارية والمزمنة في وزارة الصحة، وتنفيذ الدراسات الوبائية ومكافحة الأمراض المستجدة، إلا انه تم استحداث مركز وطني لمكافحة الأوبئة والأمراض السارية، وحسب أطباء متخصصين تحدثوا الى «الرأي» فإن هذا المركز لم يأخذ دوره الفاعل حتى الآن، مطالبين أن لا يكون قائما بأعمال مديرية الأمراض السارية في «الصحة»، إنما أن يأخذ دورا جديدا ليكون إضافة ونواة في خلق بؤرة علمية بالأردن.
عضو اللجنة الوطنية لليقظة الدوائية ولقاحات كورونا واستشاري العلاج الدوائي السريري للأمراض المعدية الدكتور ضرار بلعاوي، أكد على ان المركز الوطني للأوبئة هو من المراكز المهمة التي يجب ان يكون موجودا في اي بلد، ويجب دعم وجوده ليشكل بؤرة بحثية تعطينا المعلومات والبراهين والدراسات الوطنية في التخصصات المختلفة، وعمل شراكات مع الجامعات والأكاديميين.
ولفت الى ان المركز يجب ان يكون اسمه مركز السيطرة على الأمراض ومكافحتها، وليس كما هو الآن مركز السيطرة على الأمراض السارية والمعدية، لأنه لجميع الأمراض سواء السارية وغير السارية وللأمومة والطفولة والإعاقات المبكرة والصحة الغذائية وغيرها، فأقسام عدة تندرج تحت مظلة هذا المركز المهم.
وفيما يتعلق بدور المركز الذي يجب ان يأخذه، بين بلعاوي ان المديريات التابعة لوزارة الصحة مثل مديريات الأمراض السارية وغير السارية والصحة المهنية وغيرها، يجب ان تكون تابعة للمركز الوطني للأوبئة، حتى لا يكون هناك تقسيم للأدوار وإضعاف لها، وبذلك ضرورة ان يخرج تشريع ليكون المركز تابعا لوزارة الصحة، وان لا يكون منفردا.
ودعا الى أهمية استقطاب الأكاديميين من جميع التخصصات للعمل في المركز، بحيث يشكلون فريقا متكاملا كتخصصات التمريض والصيدلة والهندسة الطبية والصحة الغذائية وغيرها، فلا يجب ان تكون الكوادر والقيادات منوطة بمهنة معينة، بل التركيز على الأكاديميين في كافة التخصصات.
من جهته أكد أستاذ الوبائيات في جامعة العلوم والتكنولوجيا الدكتور أنور بطيحة، على ضرورة دعم وتطوير المركز الوطني للأوبئة، بحيث لا يكون قائما بأعمال مديرية الأمراض السارية في وزارة الصحة، إنما يعطى دورا جديدا وإضافة مهمة لخلق بؤرة علمية بالمملكة.
وأضاف ان المركز يجب أن يركز في المرحلة القادمة على إنشاء مختبرات متطورة، وتدريب فنيين وعلماء على استخدام أحدث أجهزة التكنولوجيا في مجال الأوبئة، وأن يكون مفتوحا للباحثين من كل مكان بالمملكة.
واعتبر انه إذا اعطي المركز الدعم الكافي والدور الصحيح، فمن الممكن ان يكون له دور في صناعة المطاعيم ومضادات الأمصال، والمواد التي تستخدم في الفحوصات للكشف عن الفيروسات المختلفة، وإذا وجدت المختبرات المتطورة لدينا سيكون للأردن دورا مهما في هذا الشأن.
وقال"لدينا بالمملكة كوادر مهمة قابلة للتعلم والتدريب ويجب استثمارها، وبالتالي يجب ان يكون للمركز مستقبلا دورا في خلق هذه الكوادر والتعاون مع الجهات المختلفة خارج الأردن، ودعمها لاكتساب الخبرة، وهذا ما سينعكس ايجابا على التطور بالمستقبل في مجال الوبائيات».
وعن المطلوب ليكون مركز الأوبئة فاعلا في المستقبل، شدد على ضرورة الدعم السياسي له، وتوفير الإمكانيات والدعم المالي له، كذلك أهمية خلق التعاون مع الجهات الخارجية، لافتا الى ان الأجهزة المستخدمة للفيروسات والبكتيريا في المختبرات البيولوجية مكلفة جدا، ولذلك يجب ان لا يكون هناك احتكارا لها من قبل أشخاص معينيين، انما ان يتدرب عليها عدد من الفنيين، ليقوموا بتدريب عدد اخر بعدها.
أما استشاري الأمراض الصدرية والتنفسية والعناية الحثيثة الدكتور محمد حسن الطراونة قال ان المركز الوطني للأوبئة أنشئ بإرادة ملكية، ليكون نواة لإدارة شؤون الأمراض والسيطرة عليها، وتقليل العبء عن وزارة الصحة، بالإضافة لوضع الخطط والاستراتيجيات اللازمة لتحسين الخدمات الصحية للقطاع العام.
وأوضح ان هذا المركز يواجع العديد من الصعوبات منها، انه يعتبر فكرة جديدة ويالتالي يجب تعريف السياسيين والنواب والقطاعي العام والخاص بأهمية دوره الاستراتيجي، كما انه بحاجة لدعم ليكون فيه كوادر وباحثين ولجان وذراع إعلامي لإيصال الرسائل التوعوية ووضع الخطط ونشرها.
وطالب الطراونة بإعطاء المركز مساحة من قبل وزارة الصحة، ليقوم بأعماله بالطريقة المناسبة، وان تكون لديه قاعدة بيانات مربوطة بالوزارة والأحوال المدنية والحكومة الالكترونية، حتى يستطيع الحصول على البيانات المتعلقة بمجال عمله واختصاصه، وإعطاء النتائج والتوقعات لوضع حلول لها، وعمل فروع له في أقليم الشمال والجنوب مربوطة في كليات الطب، لاسترشاد الخطط والقرارات التي يمكن التخاذها بالمستقبل، ومعرفة الخارطة الوبائية بشكل واضح ودقيق.
كما نادى بأن يكون للمركز تعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، لتشجيع وتطوير البحث العلمي بالمجال الصحي، بالإضافة لاتفاقيات وارتباط مع كليات الطب ومراكز الأبحاث في الجامعات الأردنية، وإعطاء الدورات التدريبية والبرامج التعليمية فيما يخص الأمراض السارية، وأن يكون دور للقطاع الخاص في دعمه.
وركز على أهمية ان يكون المركز نواة للباحثين والعلماء والأطباء، وذلك بأن يكون المركز المتخصص بالمنطقة بالتعامل مع الأمراض السارية والمزمنة، واعطائه المساحة المطلوبة بالمرحلة المقبلة لذلك، ودعمه بموازنة خاصة من جميع القطاعات، حتى يرى النور ويكون من المراكز المتقدمة بالشرق الأوسط.
الرأي