استشاري اردني: العالم بدأ يستعد للإنتهاء من "كورونا"
جفرا نيوز - أكد استشاري تشخيص الأمراض النسيجية والسريرية الدكتور حسام أبو فرسخ ان معظم دول العالم بدأت تتعامل مع فيروس كورونا وكأنه أصبح من الماضي، حيث ألغت الكثير من الاجراءات الاحترازية بجرأة غير مسبوقة.
وأضاف، ان أسباب التخلي عن الاجراءات الاحترازية كالتباعد والإغلاقات وفحوصات (البي سي آر)، وحتى الزامية الكمامات أو الحجر الصحي للمصابين، تكمن في إدراك العالم ان أي اجراءات حاليا هي عبثية، ولن تستطيع ان توقف المتحور «أوميكرون» من الانتشار، كما انه بدأ برؤية التعافي من الوباء، ومع ان أعداد الإصابات ما زالت كبيرة، إلا ان إدخالات المستشفيات والوفيات قليلة، ولا تزيد عما نراه عن الانفلونزا الموسمية.
وبين أبو فرسخ ان «أوميكرون» هو أكثر فيروس عرفته البشرية في سرعة الانتشار الى الان، ففي المقارنة مع الحصبة مثلا، فإن حالة واحدة من الحصبة تستطيع إصابة 760 ألف حالة، بينما حالة واحدة من أوميكرون تستطيع ان تتسبب في 14 مليون إصابة خلال شهرين.
واعتبر ان إصابة واحدة من أوميكرون ستغطي الأردن كلها، إذا ما علمنا ان هذا المتحور جاء في بدايات شهر كانون الثاني من هذا العام للمملكة، أما باقي العالم بسكانه سبع مليار فهو يحتاج فقط لـ 500 حالة فقط، لتصيب جميع سكان الارض، متوقعا مع نهاية شهر نيسان الى حزيران أن يكون العالم تقريبا قد أصيب بالفيروس، سواء عرف الأشخاص انهم أصيبوا أم لا.
وعن التغيير العجيب الذي حدث على «أوميكرون» مقارنة مع السلالات السابقة لفيروس كورونا، أوضح ان ذلك جعله أسرع كثيرا بالانتشار، لكنه بالوقت ذاته أصبح أقل شدة، نتيجة تغيير الطريقة التي يدخل فيها الى الخلايا، فهو يتميز بأنه يبقى يتكاثر على أسطح الخلايا ويدخلها متأخرا، ودخوله للخلايا بطريقة مختلفة عن السلالات السابقة، إذ انه لا يؤثر على المستقبلات التي تدخله الى الرئتين، وبالتالي يبقى محصورا فقط في الأجهزة التنفسية العلوية.
ولفت أبو فرسخ الى ان نتيجة دخول «أوميكرون» المختلف للخلايا، أصبح أكثر عرضة لمناعة الانترفيرون الصادرة من الجسم، بالإضافة لسرعة انتشاره غير المسبوقة وفي توقيت متزامن لكل العالم، فالموجة الأخيرة بدأت تنحسر في كل العالم تقريبا، مما جعل التعافي لمعظم الدول في نفس الوقت.
وفي سؤال حول إذا ما سيبقى فيروس كورونا معنا كالتهاب موسمي، وحاجتنا الى لقاح ضده في كل موسم شتاء، قال أبو فرسخ:» من دراستي للموضوع، لا أتوقع ان الكورونا ستبقى في العالم كالتهاب موسمي، نتيجة ان معظم العالم قد أصيب بالوباء، ومن يصاب بأوميكرون يتمتع بمناعة لمدة تزيد على 20 عاما من جميع أنواع كورونا، وبرأيي فان الفيروس سيختفي نهائيا خلال 3 أشهر».
وأما بخصوص اللقاحات، فأشار الى انه مع انتشار الكورونا في كل العالم تقريبا، فإن فعالية اللقاحات تبقى محدودة، حيث انها لا تمنع من الإصابة، وإن كانت تمنع من الإصابة الشديدة، لكن مع بداية تعافي العالم الان لن تؤدي أي دور مختلف، لذا لا بد ان تكون اللقاحات في كل الدول من الان وصاعدا أمرا اختياريا وليس إجباريا.
وفيما يتعلق بإمكانية ظهور متحورات جديدة وانتشارها بشكل يجعلنا نبدأ من نقطة الصفر، شدد أبو فرسخ على انه لن يكون هناك متحور يستطيع أن يسود العالم الان مقارنة مع أوميكرون، ولكن هذا لن ينفي وجود بعض المتحورات الأخرى غير القادرة على الانتشار في باقي أنحاء العالم مثله، متوقعا إعلان نهاية الوباء في وقت قريب، وقبل بداية الصيف القادم.
الرأي