أخصائي: أخذ المسحة بطريقة عنيفة قد يسبب النزيف لمن لديهم مشاكل بالدم

جفرا نيوز - تسبب التعامل الخاطئ مع مصابة بفيروس كورونا عند اجرائها مسحة الأنف المخصصة لفحص (البي سي آر) للكشف عن الفيروس في حصول نزيف أنفي حاد لها لم يتوقف لساعات مما استدعى دخولها للمستشفى.

ووفق رواية الستينية  فإنه بعد مرور أسبوع على إصابتها بالفيروس توجهت لإجراء فحص كورونا بأحد المستشفيات الخاصة بعمان، وقبل أخذ مسحة الأنف لها من قبل إحدى الكوادر الموجودة هناك، أبلغتها المريضة بوجود مشاكل سابقة عندها بالأنف وحدوث نزيف سابق فيه، كما أنها تعاني أيضاً من أمراض متعلقة بالأوردة والشرايين.

وتابعت: » طلبت من الممرضة التي ستجري لي المسحة الأنفية باستبدالها بمسحة الحلق، منعاً لحدوث أي مضاعفات لها جراء ذلك، إلا أنها أصرت على أخذها عن طريق الأنف، مؤكدة لي بأن ذلك لن يتسبب بأي ألم أو أذى، لكن ما حصل بعد أخذ العينة وعودتي للمنزل هو نزيف سريع واحد بالأنف لم يتوقف لساعات، مما استدعى دخولي المستشفى، ومن ثم عمل الاجراءات الطبية اللازمة من إغلاق لفتحتي الأنف لدي، ومراقبتي لمدة يومين الى حين توقف النزيف».

وتساءلت عن مدى تطبيق الأسس المطلوبة عند أخذ المسحات المتعلقة بفحص كورونا لدى الكوادر في مراكز الفحص، سيما ان هناك حالات لا يناسبها اجراء المسحات عن طريق الأنف، بالإضافة للتأكد من تدريبهم للتعامل مع الحالات المشابهة لها، والتي لديها مشاكل وتاريخ مرضي معين، وضرورة عدم التهاون بذلك.

مستشار رئاسة الوزراء للشؤون الصحية وملف كورونا الدكتور عادل البلبيسي أكد الى «الرأي» ان مراكز الفحص بالمملكة تتوفر لديها نوعان من المسحات عند اجراء فحص كورونا، منها الأنفية البلعومية وأخرى عن طريق الحلق، لكن مسحة الأنف هي المتبعة لدينا، إلا إذا كانت هناك حالات يوجد لديها ما يمنع من إجراء الفحص عن طريق الأنف، ففي هذه الحالة تُجرى عن طريق الحلق.

وأضاف أن جميع الكوادر لدينا مؤهلة ومدربة على أخذ العينات، وذات كفاءة ومهارة عالية، وعند أخذ المسحة لا يُترك الأمر عادة لاختيار الشخص، إنما للكادر الموجود في مراكز الفحص، باعتبارهم الأقدر على تقدير حالة المراجع.

الرأي 

وعن الحادثة التي مرت بها السيدة، أوضح البلبيسي انها تعتبر من الحالات الفردية، ويجب عدم التعميم او القياس عليها، فهناك ملايين المسحات الأنفية التي يتم اجراؤها ولم تتسبب بأي مشاكل بعدها، وربما أن السيدة كانت تعاني من حساسية شديدة أو التهابات بالأنف، مما فاقم حالتها، مشيراً في الوقت ذاته أن الكثيرين باتوا الان يجرون هذا الفحص بمنازلهم عن طريق فحص كورونا السريع، ويأخذون مسحات من الأنف دون التسبب بأي مضاعفات لديهم.

من جهته أكد استشاري أمراض وجراحة الأنف والأذن والحنجرة الدكتور علي الجندي، بأن لا شيء يمنع من أخذ مسحة الانف عند اجراء فحص كورونا إذا تم اجراؤها من قبل طبيب أو أحد الكوادر المؤهلة والمدربة.

وبين أن هناك أشخاصأ لديهم قابلية لحدوث النزيف أكثر من غيرهم، وفي هذه الحالة يجب أن يكون من يقوم بأخذ العينة على دراية في ما اذا كان المصاب يعاني من مشاكل متعلقة بهذا الشأن، ليقوم بالاجراءات اللازمة، وتجنب حدوث أي ألم أو مضاعفات له، وعليه يجب سؤال المراجع عن اي مشاكل يواجهها في أنفه أو أمراض متعلقة بالدم، للتأكد من عدم إصابته بتهيج أو نزيف.

وركز على أن آلية أخذ المسحة لها دور في حدوث أي مشاكل من عدمه، لافتاً إلى أن هناك كوادر فعلاً مدربة ومؤهلة وتأخذ العينات بخبرة عالية وطريقة سلسة، وفي الوقت ذاته يوجد أيضاً كوادر للأسف تتعامل وتجري المسحة بطريقة عنيفة تتسبب بآلام كبيرة ونزيف بالأنف، فالأمر يتوقف على كفاءة من يأخذ المسحة.

ولفت الجندي الى وجود بديل لمسحة الأنف، مثل المسحة التي تؤخذ من آخر الحلق، لكنها غير معتمدة بشكل كبير لدينا، مطالباً الاشخاص الذين يعانون من مشاكل متعلقة بالنزيف عدم اجراء مسحة الأنف، إلا اذا كانوا مجبرين على اجراء الفحص.

أما الخبير واختصاصي الوبائيات الدكتور عبد الرحمن المعاني، أكد أن آلية أخذ عينات فحص كورونا تلعب دوراً مهماً في عدم حدوث أي آلام او مضاعفات للأشخاص، خصوصاً من يعانون من أمراض الدم أو مشاكل بالأوعية الدموية والشرايين أو أمراض مثل السكري، لأن أي حركة عنيفة بالأنف قد تتسبب بحدوث نزيف لديهم.

وأشار الى حالات عديدة تعرضت لنزيف من الأنف، كنتيجة أخذ العينات بطريقة عنيفة، حيث لم يتم تطبيق الأسس المطلوبة لأخذها، وبالتالي ضرورة أن تكون الكوادر مدربة بدرجة عالية، وأن تستطيع التعامل مع الحالات التي لديها تاريخ مرضي، مع اهمية سؤالهم فيما إذا كانوا يعانون من أمراض نزفية أو أمراض بالدم وغيرها قبل أخذ العينة، لاستبدال مسحة الأنف بالحلق، داعياً من يجرون فحص كورونا السريع بالمنازل الانتباه والحذر من طريقة أخذ العينة، حفاظاً على صحتهم وسلامتهم.