جفرا نيوز - فحمىّ السياسة تطال الحيوانات اللطيفة! وحَنَق الغرب الذي تناول كل ما يتعلّق بالروس وصل إلى قططها "الهانئة الوديعة" في مهاجعها!

وبعد البنوك والإعلام والرياضة، وسعّت الدول الغربية نطاق عقوباتها على خلفية العملية الروسية في أوكرانيا، وبعد إلغاء جامعة إيطالية أمس الأربعاء مادة عن عملاق الأدب الروسي فيودور دوستويفسكي ضمن سلسلة العقوبات الغربية على روسيا، وسعّت الدول الغربية نطاق عقوباتها على خلفية العملية الروسية في أوكرانيا، لتشمل القطّ الروسي!

ومنذ تأكيد الخبر انهالت التعليقات الساخرة والمستهجنة على مجريات هذا البيان النافر، حتى أـننا تواصلنا مع إحدى الناشطات في جمعيات الرفق بالحيوان في لبنان لنستفسر عن خصائص ومميزات هذا القط "المغضوب عليه غربياً"!

كان  الاتحاد الدولي للقطط (FIFE) نشر بياناً على موقعها الرسمي وصفحاتها الاجتماعية أنه لن يسمح لمنتسبي الاتحاد اعتباراً من آذار/ مارس الحالي باستيراد أي قطط من روسيا لتربيتها.

وأضاف أنه سيتم  منع مشاركة أي قطط  يربيها أشخاص يقيمون في روسيا في المعارض ، وأفاد بأن هذه القيود سارية حتى 31 أيار/ مايو 2022 وستتم مراجعتها عند الضرورة.

وفي المقابل، سيخصص مجلس إدارة الاتحاد المذكور جزءاً من ميزانيته لدعم مربي القطط الأوكرانيين، الذين يواجهون صعوبات بسبب الأوضاع الأمنية في البلاد.

وقال البيان: "يحاول زملاؤنا الأوكرانيون مربو الحيوانات الأليفة رعاية قططهم والحيوانات الأخرى في هذه الظروف العصيبة.. نحن سعداء للغاية لأن العديد من أعضاء أندية FIFe المتاخمة لأوكرانيا مثل بولندا ورومانيا وهنغاريا وسلوفاكيا ومولدوفا، يقدمون يد المساعدة لأصدقائهم من المربيين الأوكرانيين".

وأفضى ما صدر في "القرار"  إلى ردود فعلٍ متهكمة ساخرة ومستغربة، في شتى أنحاء العالم ووصل الأمر إلى حد السؤال: هل طالت العنصرية عالم الحيوان؟

أحدهم عبّر بقوله " لماذا وصلت عقوبات الغرب إلى القطط الروسية الصغيرة الوديعة. إنها أخبار مضحكة. إنهم أبرياء حقاً"!

وانبرى آخرون للسؤال عن هذا النوع من العقوبات على موسكو، مقارنةً بما فعلته الولايات المتحدة من تزوير لحقائق من أجل احتلال دول كما حصل في العراق.

تتحدث المهتمة بعالم الحيوان راجيا بيتموني للميادين نت  عن مزايا القطّ الروسي الأزرق، فهو من "سلالة القطط القديمة التي تأتي من الموطن الأصلي للقطط وهو روسيا، وهو قطّ متوسط الحجم ولديه معطف مزدوج كثيف وقصير وقد وصف بأنه يشبه الفقمة في الملمس، ويميل لون معطفه إلى اللون الرمادي المزرق، وله لمعان فضي واضح، وأطراف الشعر الفضي إلى الشفاف على الشعر ذي اللون الأزرق الداكن هي التي تمنحه مظهراً متألقاً".

أمّا بالنسبة لللشكل فهو "مميز ، الأنف وباطن أقدام القط الروسي الأزرق يميل لونها أيضا إلى الأزرق، ولديه عيون مستديرة الشكل على شكل لوز، مائلة قليلاً إلى الأعلى في الزوايا الخارجية وخضراء مثل الزمرد، وتعتبر البقع البيضاء أو الصفراء في العيون في مرحلة البلوغ من عيوب السلالة، والقطّ الروسي الأزرق لديه أنف قصير على شكل وتد، مع آذان مدببة عريضة، ويشبه وجهه  وجه ثعبان "الكوبرا"، وجسده طويل ورشيق، وكذلك ذيله".

ولكن ماذا عن خصائص هذه القطط؟ تشرح بيتموني "لها ابتسامة مميزة في معظم الأوقات، ويوصف بأنه قطّ يجمع بين القوة والطيبة في المظهر، وغالباً هو  من القطط الهادئة واللطيفة والمحبة، وهو إلى ذلك، وسيم لافت للنظر وفريد من نوعه بين القطط المنزلية في مزيج من اللون والمعطف والتكوين"

وإذا أراد الناس تربية  القطّ الروسي الأزرق  تطمئن أنه من "الحيوانات سهلة الانقياد وهو كذلك حساس ولطيف تتوافق مشاعره بشكل خاص مع عواطف أصحابه، ويكوّن روابط قوية مع أصحابه، وهو قط ّحنون ومخلص للغاية، ويعرف القطّ الروسي الأزرق أيضاً بأنه يميل بشكل ٍجيد مع الحيوانات الأليفة الأخرى ومع الأطفال الذين يعيشون في منزله المباشر".

وإذا كنت تبحث عن قطٍّ يرحب بك عند الباب، ويتبعك حول المنزل، ويجلس إلى جانبك على الأريكة، فسوف يكون القطّ الروسي الأزرق على مقربة منك، فهو يحب اللعب ومسلي، ويمكن أن يتفق مع حيوانات أليفة أخرى حتى الكلاب، وهو جيد مع الأطفال اللطفاء، ويصل وزنه إلى حوالى  12 رطل، و ارتفاعه حوالى 10 بوصة عند الكتف، ويمكن أن يصل عمره ما بين (15-20) عاماً".

وهنا تلفت إلى أنه "لا ينبغي الخلط بين القطّ الروسي الأزرق والقط البريطاني الأزرق، وأيضا مع قطّ "شارتروكس" أو  "كورات" وهما نوعان من السلالات الزرقاء المتميزة الأخرى التي تحدث بشكلٍ طبيعي".

ويعتقد كثيرون أن القطّ الروسي الأزرق جلب من روسيا  إلى إنكلترا وأيرلندا وإلى أوروبا قاطبة في عام 1860 من قبل البحارة والملاحين. وكان أول ظهور مسجل لسلالة القطّ الأزرق الروسي في عام 1875 في كريستال بالاس في إنكلترا.

ويبدو أن القطّ الأزرق سحب البساط من جميع القطط ومن ضمنهم الزرقاء، واستحوذ على أعجاب الكثير من الناس حتى عام 1912.

ونسأل الخبيرة راجيا، لماذا برأيك، فرضت "عقوبات" على القطّ الروسي؟ تضحك وتجيب "السياسة صارت غبية ومدمرة، وقد يأتي يوم تفرض فه عقوبات على الهواء الذي نتنفسه!".

يبقى ان نتعرّف إلى "القطّ الأوكراني" الذي نال الحظوة في بيان منظمة "الفيدرالية العالمية للقطط"، وحظيّ بجزء من ميزانيتها، فالأخير يسمى ليفكوي (بالإنجليزية: Ukrainian Levkoy)‏، وهو إحدى سلالات القطط ذات المظهر المميز حيث الأذن مطوية نحو الداخل ، والمعطف ذو شعر قصير أو بدون شعر .