الهواري: الحكومة بصدد تحديث الخطة الوطنية للتصدي لمقاومة الميكروبات للأدوية
جفرا نيوز- أكد وزير الصحة فراس الهواري، على ضرورة توثيق التعاون بين كافة الجهات المعنية سواء أكانت حكومية أم أهلية للتصدي لظاهرة مقاومة الميكروبات للأدوية والمضادات التي تواجه الأردن ودول العالم.
وقالت وزارة الصحة في بيان صحفي الأحد، إن ذلك جاء لدى لقاء الهواري في مكتبه مساعدة مدير عام منظمة الصحة العالمية لشؤون مقاومة الميكروبات للأدوية بجنيف الدكتورة حنان بلخي والوفد المرافق لها في اجتماع ختامي لزيارتها للمملكة بهدف بحث مشكلة مقاومة الميكروبات للمضادات.
وأوضح الهواري خلال اللقاء الذي حضرته ممثلة منظمة الصحة العالمية في الأردن الدكتورة جميلة الراعبي وعدد من المسؤولين في المنظمة أنّ الحكومة بصدد تحديث الخطة الوطنية للتصدي لمقاومة الميكروبات للأدوية بالتوافق ما بين القطاعات المعنية تمهيداً لتحديد أولويات محددة للعمل على تنفيذها في المرحلة القادمة.
وأكد الهواري التزام الأردن بمجابهة ظاهرة مقاومة الميكروبات للأدوية والمضادات من خلال تعاون كافة مؤسساته المعنية بهذا الأمر من وزارات الزراعة والبيئة والمياه والري والمركز الوطني لمكافحة الأوبئة والأمراض السارية والمؤسسة العامة للغذاء والدواء والخدمات الطبية الملكية وغيرها من المؤسسات الرسمية والأهلية التي تدعم جهود وزارة الصحة في التصدي لهذه الظاهرة.
ولفت الهواري إلى ضرورة تفعيل التشريعات والقوانين واللوائح والسياسات المنظمة لاستخدام المضادات الحيوية في مجال صحة الانسان والحيوان والبيئة، بما يضمن الاستخدام الرشيد لها حتى نضمن الحفاظ على تأثيرها، خاصةً في ظل عدم وفرة خيارات المضادات الحيوية القادرة على التعامل مع الميكروبات.
وقال الهواري "بالرغم مما حققه الأردن من انجازات في التصدي لظاهرة مقاومة الميكروبات للأدوية التي تواجه الأردن والعالم وأجمع إلا أنه ما زال هنالك الكثير من الجهد و العمل المطلوب لمجابهة هذه الظاهرة من خلال زيادة الوعي بها والتعريف بمدى خطورتها والدور الذي يتوجب على الأطراف المعنية القيام به، وكذلك تطبيق الإدارة الرشيدة لمضادات الميكروبات عبر استحداث آليات واجراءات تضمن التوازن ما بين إتاحة مضادات الميكروبات بينما تحرص على مراقبة استخدامها وفعاليتها من أجل صحة الإنسان والحيوانات والغذاء".
وثمّن الهواري الدور الذي تقوم به منظمة الصحة العالمية في دعم الجهود الأردنية للتصدي لمشكلة مقاومة الميكروبات للأدوية وبناء قدرات العاملين في هذا المجال وإنشاء نظام وطني شامل لرصد مقاومة الميكروبات للأدوية منذ عام 2019.
من جانبها أوضحت الدكتورة حنان بلخي قيامها والوفد المرافق لها بالالتقاء مع وزراء الزراعة والبيئة وأمين عام وزارة المياه والري واللجنة الصحية بمجلس النواب ورئيس المركز الوطني لمكافحة الأوبئة والأمراض السارية ومدير عام الخدمات الطبية الملكية بهدف توحيد الجهود للتصدي لمشكلة مقاومة الميكروبات للمضادات، بالاضافة إلى اجتماع الوفد مع منظمات الأمم المتحدة الممثلة في الأردن، و منظمات المجتمع المدني ذات العلاقة بهذه المشكلة الصحية والنقابات المهنية مثل نقابة الأطباء والصيادلة والأطباء البيطريين.
وبينت بلخي أنه تم الإتفاق على أن التصدي لهذه المشكلة العالمية يجب أن يشمل جميع القطاعات والشركاء والخبراء بما في ذلك القطاع الخاص والنقابات المهنية، وأن منظمة الصحة العالمية بمستوياتها الثلاث (المكاتب الرئيسية والإقليمية والقطرية) على استعداد لتقديم الدعم الفني لتسريع تنفيذ خطط العمل الوطنية وتعزيز التعاون بين الأطراف المعنية للتصدي لهذه المشكلة.
ونوهت الدكتورة حنان البلخي إلى أن مقاومة الميكروبات للأدوية تشكّل تهديداً عالمياً للصحة والتنمية، ولذلك وضعتها منظمة الصحة العالمية من التهديدات العالمية العشرة الرئيسية للصحة العامة التي تواجه البشرية، وهي تستدعي اتخاذ إجراءات عاجلة متعددة القطاعات بشأنها من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وقالت "لن تستطيع هيئة أو بلد أو منظمة أن تتصدى بمفردها لها، بل يجب على الجميع وطنيا واقليميا وعالميا التعاون والشراكة لوضع حلول مشتركة ومتابعة تطبيقها".
وأوضحت أن الدراسات الحديثة عن العبء العالمي لمقاومة الميكروبات للأدوية والتي جمعت بيانات من 204 دولة في عام 2019 رصدت تسجيل نحو 5 مليون وفاة مرتبطة بالإصابة بهذه الميكروبات المقاومة، منها نحو 1.3 مليون وفاة كانت الاصابة بالميكروبات المقاومة للأدوية السبب المباشر للوفاة، متجاوزة بذلك الوفيات المسجلة من الامراض السارية المعروفة مثل الايدز والملاريا، مما يضع مقاومة الميكروبات للأدوية ضمن الأسباب العشر الأوائل للوفاة في العالم.
بدورها أكدت ممثلة منظمة الصحة العالمية في الأردن الدكتورة جميلة الراعبي أنّ هذه الظاهرة ليست مشكلة تواجه الإنسان فحسب، بل هي أيضاً مصدر قلق بالغ في مجالي صحة الحيوان والزراعة، وهذا ما حدا بمنظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزارعة (الفاو) والمنظمة العالمية لصحة الحيوان وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة إلى تشكيل تعاون مُوسَّع –باسم "نهج الصحة الواحدة" للتصدي معاً لهذه الظاهرة، وقد اتفقت المكاتب القطرية لهذه المنظمات في الأردن على العمل المشترك لتقديم دعم فني للوزارات المختلفة – كل في مجال اختصاصه- للحد من عبء هذه الظاهرة والتصدي لها بشكل أفضل.