ما مصير الطلبة الأردنيين في ظل تداعيات الأزمة الأوكرانية ؟
جفرا نيوز - تلقي الازمة «الروسية -الاوكرانية» بظلالها السلبية على الطلبة الدارسين في الدولتين، نظرا لضبابية المشهد السياسي تجاه موعد حل الازمة والتي من المحتمل ان تمتد لوقت طويل يصعب التكهن به.
وتفاعلت ازمة الطلبة الاردنيين بعيد تصريحات رسمية ادلى بها وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور وجيه عويس بأنه لا يوجد قرار حتى اللحظة بقبولهم في الجامعات الاردنية، بعد ان خصصت وزارة التعليم العالي منصة بهدف حصر اعدادهم وجامعاتهم وتخصصاتهم ومستوياتهم الدراسية والتي طلبت منهم ادخال بياناتهم بشكل كامل وصحيح.
وبحسب آخر احصائية لوزارة التعليم العالي عن عدد الطلبة الذين وصلوا المملكة بلغ عددهم 727 طالباً وطالبة من مختلف التخصصات وان العدد بازدياد.
كل هذه التطورات في الازمة الروسية الاوكرانية انتجت تساؤلات مشروعة حول مصير الطلبة الدارسين في الدولتين في ظل تصاعد وتيرة الاحداث في الميدان وزيادة حدة العمليات العسكرية الذي انعكس بشكل مباشر على استقرار هذين البلدين وبالتالي صعوبة استمرار العملية التعليمية هناك.
خبراء سياسيون دعوا الحكومة الاردنية بوضع الطلبة الدارسين في اوكرانيا بصورة الاحداث والتطورات الجارية هناك لتدارك اثر الازمة على مسيرتهم التعليمية، مشيرين الى انه من الصعب التنبؤ حاليا بانتهاء الازمة في المرحلة الراهنة او القريبة.
المحلل السياسي واستاذ العلوم السياسية في الجامعة الاردنية- الالمانية الدكتور بدر الماضي توقع بان الازمة الروسية الاوكرانية ليست بقريبة الحلول في ظل التصعيد الكبير من قبل الجانب الروسي ولا يوجد اي حلول سياسية دون الالتزام بالشروط الروسية وعليه يصعب على روسيا التراجع عن موقفها الحالي ولا استطيع الاستمرار كذلك في الازمة وليس بامكانها خلق حالة من الاستقرار دون اجراء المفاوضات السياسية بين اوكروانيا والدول الاوربية من اجل انهاء الازمة.
وفي هذا قال الماضي انه بناء على هذه المعطيات فان الازمة ستطول مما سينعكس سلبياً على اوضاع الدراسة سواء للطلبة الاردنيين او الطلبة العرب او الطلبة الاوكرانيين انفسهم، وان هنالك عبئا كبيرا سيقع على عاتق الحكومة الاردنية في المرحلة اللاحقة في ايجاد بدائل دراسية لهؤلاء الطلبة.
ودعا الماضي الحكومة بتقديم اجراءات سريعة وحلول قابلة للتنفيذ تفاديا من ولادة ازمة جديدة تنعكس على واقع الطلبة الدارسين في اوكرانيا سواء السعي في ايجاد بدائل لقبولهم في الجامعات الرسمية الاردنية ضمن شروط معينة.
وقدم الماضي نصيحة للطلبة الدارسين في اوكرانيا وذلك بالتوجه الى الدول المجاورة كونها تمضي في عملية التعليم ضمن مسارات متوازية من حيث اللغة والمستوى الاكاديمي والتي تختلف كليا عن النظام الاكاديمي الاردني.
واعتقد الماضي ان الكثير من الطلبة سيتوجه لاكمال دراسته في روسيا او كازخستان او دول اوروبا الشرقية المجاورة او بعض من دول الاتحاد السوفيتي السابق.
وقال الماضي بان الحكومة قادرة على استيعاب هؤلاء الطلبة ضمن اربع الى خمس جامعات رسمية، الا ان اثر هذا الاجراء قد يكون بالغا على طلاب الطب، بخاصة وان النظام الاكاديمي الاردني يعتمد باولوياته في التدريس على صعيدين، الأول معدل شهادة الثانوية العامة، أما الثاني فهو عائق اللغة، حيث تعتمد جامعاتنا اللغة الانجليزية في دراسة المساقات الطبية والتي تختلف كليا عن اللغة في اوكرانيا، مبينا أن العائقين سيشكلان معضلة كبيرة امامهم.
واشار الماضي الى التحديات التي تحول دون قبول الطلبة في الجامعات الرسمية في حال رفضت وزارة التعليم العالي قبولهم على البرنامج الموازي الاهالي والطلبة من حيث الكلفة المادية والذي يعد تحديا آخر لهم.
واوضح بان الحكومة الاردنية في موقف حرج، حيث وضعت الظروف جميع الاعباء عليها، ولكن لابد من ان تكون الحكومة صريحة مع الطلبة الدارسين في الجامعات الاوكرانية ان لم تستطع قبول الطلبة وان تكون سريعة في اتخاذ الاجراءات بخاصة بعد اتخاذ السلطات الاوكرانية قرارا بالدراسة «عن بعد»، الامر الذي يمنح الحكومة الاردنية مساحة للتنفس لهذا الواقع لحين الوصول الى اجراءات تصب بمصلحة الجميع.
من جانبه قال المحلل السياسي الاستراتيجي الدكتور منذر الحوارات ان الجهود الاردنية المبذولة في حماية الجالية الاردنية في اوكرانيا سواء اكانوا طلبة أو مقيمين «واضحة وجدية» من خلال تشكيل خلية الازمة وتخصيص منصة لتسجيل بيانات الطلبة الدراسين في اوكرانيا لتحديد الاعداد الراغبة بالعودة من خلال توفير ممرات آمنة.
واضاف الحوارات انه لايمكن التكهن بعمر الازمة الروسية الاوكرانية في ظل اصرار الجانب الروسي على ضرورة الاعتراف بجزيرة القرم، بظل اصرار اوكرانيا في الحفاظ على سيادتها، الامر الذي ينذر بطول عمر الازمة ولا يمكن توقع نهاية قريبة للازمة في ظل هذه المعطيات على ارض المعركة في الوقت الراهن.
واشار الحوارات الى ضرورة توخي اقصى درجات الحيطة والحذر من قبل الاردنيين المقيمين والطلبة الدارسين في اوكرانيا وذلك بالتنسيق مع الحكومة الاردنية في معرفة الدول المجاورة الآمنة بعيدا عن المخاطرة بارواح الابرياء للوصول الى بر الامان ضمن الاطر الرسمية والتي حددتها خلية الازمة والتي تتواصل معهم بشكل دوري.
من جهته قال الناطق باسم وزارة الخارجية وشؤون المغتربين السفير هيثم أبو الفول، إن العدد الإجمالي للأردنيين في أوكرانيا نحو 3500 أردني، مشيرا لوجود أردنيين يحملون جواز السفر الأوكراني.
وكانت وزارة الخارجية قد اعلنت عن عدد الأردنيين المقيمين في اوكرانيا بحسب الإحصاءات الرسمية الأوكرانية نهاية العام الماضي بلغ 2606 أردنيين، وهناك عدد من الاردنيين يحملون جواز السفر الأوكراني.حيث يقدر العدد الإجمالي الكلي نحو 3500 أردني كمجموع عام.
وحول أعداد المسجلين على المنصة المخصصة اعلنت الخارجية إن هناك 1400 أردني سجلوا عبر الرابط الذي فعلته الوزارة حتى نهاية شهر شباط الماضي لغايات تسجيل بياناتهم للتواصل معهم بعد تحديث البيانات، وان الوزارة مستمرة في التواصل معهم.
الرأي - سرى الضمور