رجال دين ومفكرون: تكريم الملك والملكة بالجائزة يمثل بعداً إنسانياً وحضارياً
يأتي تكريم جلالة الملك عبد الله الثاني، بجائزة زايد للأخوة الإنسانية في نسختها لعام 2022، تقديراً لدور جلالته البارز في تعزيز الحوار بين الأديان في أرجاء المنطقة كافة، ومبادراته في الحد من الانقسامات ودعم القضايا الإنسانية، والعمل على تعزيز العلاقات بين الشرق والغرب.
فقد حمل الملك،رسالة السلام والمحبة على مدى عقود متتالية، وبذل جلالته جهوداً دؤبة في الحفاظ على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف،إضافة إلى استقبال الاردن للاجئين.
جلالة الملك مثل همزة وصل بين الثقافة الشرقية ومثيلتها في الغرب، كما ان جلالته يعد نموذجاً وقدوة في التسامح في المنطقة، وداعماً لحوار بين الأديان والثقافات.
كما ان تكريم الملكة رانيا بهذه الجائرة لهذا العام يعد تقديراً لدفاعها المتواصل عن حقوق اللاجئين حول العالم وحقوق النساء والأطفال، وجهودها الدؤوبة في تشجيع التسامح وقبول الآخر من خلال إطلاق عددٍ من المبادرات الخيرية والإنسانية.
فجلالتها شكلت نموذجاً متقدماً ورائداً للمرأة العربية من خلال إسهامات كثيرة لها في تمكين الفتيات الأردنيات،فضلاً عن أنشطتها الدائمة في خدمة الطفل واللاجئين والأعمال الخيرية، وتسخير جزء مهم من جهودها للارتقاء بالتعليم في المدارس والجامعات، وتحقيق المساواة بين الجميع.
وأكد رجال دين مسلمين ومسيحيين ومفكرين على أن جائزة زايد للأخوة الإنسانية التي أعلن عن فوز جلالة الملك عبد الله الثاني والملكة رانيا العبدالله بها الخميس الماضي، تُعد محطة مهمة وفارقة في مسيرة جلالته الميمونة وتقديراً لجهود ه في تحقيق الوئام والتآخي بين الأديان ورعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف وحماية الحريات الدينية.
الباحث والمفكر الإسلامي الدكتور حمدي مراد قال إن تكريم جلالة الملك بجائزة الشيخ زايد للإخوة الدينية يشكل استحقاقا،فجلالته حفيد لبيت النبوة وعميد لآل البيت الأطهار حاملاً لرسالة الآباء والأبناء من اجل القدس الشريف والمقدسات الإسلامية والمسيحية،مشيراً الى نداءات جلالته الدائمة من خلال المنابر والمحافل العالمية والتي تشكل بوصلة لهذا القرن من اجل كرامة الإنسان،وعلاقة الانسان بأخيه الإنسان وعلاقة المؤمنين في ما بينهم.
واضاف أن «رسالة عمان» 2004،و"كذلك سواء» كلمة2007،إضافة الى «مشروع الوئام بين أتباع الديانات» 2010 والذي تبنته الأمم المتحدة وجعلته يوما للتآخي بين أصحاب واتباع الديانات السماوية وأصحاب المعتقدات في المجتمع الانساني من أجل أن يعيش هذا الإنسان الذي كرمه الله عز وجل حالة من الامن والاستقرار والمحبة والوئام بعيداً عن ظلم الحروب وويلاتها.
وقال انه لاغرابة أن يُكريم جلالة الملك بهذه الجائزة، فجلالته يحمل لواء المحبة والتآخي،معبراً عن الاعتزاز والفخر بجلالة الملك الذي يحمل بعداً إنسانياً وحضارياً.
وقال مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام الأب رفعت بدر إن تكريم جلالة الملك بهذه الجائزة هو إشادة بجهود جلالته والاردن بخصوص حوار الأديان، لافتاً الى أ ن جلالته حظي على مدار السنوات السابقة بالعديد من الجوائز العالمية،جائزة تمبلتون لحوار الاديان ومصباح السيسي للسلام وغيرها من الجوائز، لافتاً الى هذه الجائزة تأتي تتويجياً لكل المبادرات النبيلة والخيرة والمسيرة المشرفة التي يقودها جلالة الملك والذي نظراً دائما الى الدين كعامل سلام بين البشر.
وأضاف أنه وبعد مئة عام من عمر الدولة الأردنية نجد هذه الجهود تكللت في العديد من المبادرات التي تولتها الأسرة الدولية وأصبحت مناهج عمل في الكثير من دول العالم، مشيراً أنه في عهد جلالته تم افتتح المغطس كوجهة رئيسة للحج المسيحي واستقبال ثلاثة باباوات.
وقال الأب بدر أن جائز الشيخ زايد للإخوة الإنسانية تمثل جهداً مباركاً من دولة الإمارات العربية الشقيقة التي أبدعت في موضوع حوار الأديان،وان تكريم جلالة الملك والملكة لهذا العام يمثل تشريفاً للأردن والأردنيين وتكريماً للجهود التي بذلها القادة الهاشميون مع شعبهم على مدار مئة عام.
شاغل كرسي سمير الرفاعي في جامعة اليرموك الدكتور محمد العناقرة قال إن جلالة الملك عبدالله الثاني حرص دائما على ترسيخ نهج المحبة والوئام والتسامح بين أتباع الديانات، مشيراً الى دور جلالته البارز والفاعل في نشر وتعزيز قيم العدالة والمساواة على المستويين الإقليمي والعالمي.
وبين العناقرة أن هذه الجائزة بما تحمله من معان إنسانية نبيلة قد جسدها جلالته لتحقيق الوئام بين الأديان، وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وحرصه الدائم على ضمان وحماية الحريات الدينية، مشيراً الى جلالة الملك يمثل نموذجاً عالمياً مشرفاً في دعم قيم الخير والانسانية.
وأضاف أن جائزة زايد للتآخي الإنساني تأتي ترجمة صادقة وحية استحقها جلالته بجدارة لما قدمه من أفكار ومبادرات وتوجيهات واهتمام.
ولفت العناقرة إلى أن ما يبذله جلالته الملك والملكة من جهود تمثل دورهما البارز في نشر المحبة و بذل الخير وتعزيز الأخوة الإنسانية ونشر التعايش والتسامح، مؤكداً أهمية جهودهما الدائمة في هذا السياق سواء محليا أو على المستوى الدولي والذي أكسبهما مزيداً من احترام وتقدير قادة وشعوب العالم.
الرأي