كيف أتعامل مع طفلي العنيد العصبي؟

جفرا نيوز - سؤال حائر يتردد على ألسنة كثير من الأمهات والآباء؛ الطفل يظل على عناده وعصبيته ولا يستجيب لما يطلب منه، بل يداوم على ما يفعله، يريد كل شيء وإن لم يُنفذ طلبه؛ يغضب ويكسر الأشياء حوله، وعندما يواجه الآباء مشكلة؛ نجد البعض منهم يستخدم أسلوب الضرب والتعنيف، ما يجعل الطفل عصبياً ويزيد من العند، والبعض الآخر يفضل التعامل بذكاء مع الطفل.



مرحلة العناد والعصبية 


 تبدأ مرحلة العناد في السنة الثانية من عمر الطفل، وعلى الوالدين معرفة أن الطفل العنيد يكون عصبياً غالباً، وهما صفتان إيجابيتان لصيقتان بالذكاء والنشاط، ودورهما كبير في تنمية مهارات الطفل.. حيث يشيران لاستقلالية الطفل والاعتماد على النفس، بدليل إصراره على عمل الأشياء وحده دون تدخل الأم، ولكن لا يمكن أن ننكر أهمية التعامل الصحيح مع الطفل العنيد العصبي، حتى لا يزيد الحال.

العناد والعصبية مرحلة لابدّ أن يمر بها كل طفل، وهي سلوك وقتي - وليس مكتسباً - إذا تمت معالجته وتفادي استمراره، وللطفل يمثل بدايةً تعرّفه على مفهوم "أنا".

ومن ثم الرغبة في التصرف بالطريقة التي يرغبها دون تدخل الآخرين، مع رفض الأوامر التي لا تعجبه، وهو ما يعتبره الأهل عناداً ودخولاً في مرحلة التصرف الخاطئ الذي يستوجب العقاب والعلاج.



العناد أسلوب احتجاج

وهنا تكون النقطة الفاصلة، إما أن يتعامل الأهل مع عناد الطفل بطريقة تجعل من هذه الصفة عاملاً يدعم تنمية شخصية الطفل القوية والمستقلة، أو أن يتعامل الأهل بطريقة تدمّر شخصية الطفل وتجعل منه صاحب شخصية ضعيفة مهزوزة تفضّل الانسياق للأوامر، ويستعصى عليه القدرة على اتخاذ القرارات.

العناد والعصبية والبكاء الشديد.. أحد سبل الاحتجاج والتعبير عن عدم الرضا لدى بعض الأطفال، والذين يكتسبون هذه الخبرات من خلال الآخرين، وهي إشارة أو صوت يريد الطفل أن يُسمعكم إياه، ونوع من الاحتجاج، وفي المقابل لا تستطيع كل أم تحمُّل بعض هذه التصرفات، لأنها تقارنهم بإخوتهم، لكن الأطفال ليسوا بشريحة واحدة.



أسباب نفسية وتربوية ومرضية وراء العناد والعصبية

يحدث العناد والعصبية بسبب شعور الطفل بالاضطهاد الدائم من أقرانه، وشعوره أيضاً بالإهمال، وفقد الحنان والألفة في المحيط الأسري.

أو تنتج الحالة من تمييز الأهل لطفل عن آخر، أو حرمانه من مشاركته لرأيه، أو عصبية أحد الآباء؛ فالأطفال كالإسفنج يمتصون كل السلوكيات التي تحدث أمامهم.

بسبب تدليل الطفل أكثر من اللازم، أو إشعاره أنه مصدر قلق في العائلة، كما يتأثر الطفل بكبت مشاعره ومنعه من البكاء.

وقد تكون العصبية بسبب مرضي مثل التهاب الجيوب الأنفية واللوز، أو نقص فيتامين د ، مرض الصرع، الإمساك المزمن.

أو بسبب مشاكل الإدراك، وأيضاً صعوبة النطق ومشاكل التخاطب؛ كالتوحد وفرط الحركة واستهزاء الآخرين منه.



أسباب استمرار عناد وعصبية الطفل


الدلال المفرط للطفل وراء عناده وعصبيته

الدلال المفرط أكثر ما يفسد سلوكيات الطفل، وله دور كبير في عناد الطفل وعصبيته واستمرارهما، فالطفل مدرك بأنه في النهاية سيحصل على مبتغاه.. وأسباب أخرى منها:

مقابلة عناد الطفل بعنادٍ من قبل الأهل، وعدم تقبل الأهل لفكرة التنازل والوصول لمستوى الطفل في الحوار، أو التفاوض معه.

يحتاج الطفل بعامة للاهتمام والوقت والمجهود لينشأ بطريقة صحيحة، ولتتكون لديه شخصية سليمة خالية من الاضطرابات النفسية.

تعتبر المشاكل الأسرية العامل الأكبر الذي يسبّب الاضطرابات النفسية لدى الطفل، وفي مرحلة العناد تزيد هذه المشاكل من رغبة الطفل في كسب الاهتمام.

عناد الطفل يظهر من خلال رفضه الانصياع لما يُطلب منه، وقد يصل الأمر بالطفل إلى إعطاء ردود أفعال عصبية مبالغة، مثل الصراخ والبكاء.

على الأهل إدراك مدى الاضطرابات النفسية التي تصيب الطفل عند مقارنته بالآخرين، هذا السلوك بأي شكل من الأشكال لا يعمل على تحفيزه، بل دائماً ما يتسبّب بتدمير ثقته بنفسه.

وبمجرد أن تقارن هذا الطفل العنيد العصبي بأحد إخوته أو أصدقائه، فلن يعطي الطفل إلا ردود أفعال عكسية، مثل العناد والإقدام على عمل عكس ما يُطلب منه، أو أن يبدي سلوكيات عصبية وعدائية.

تركيز الوالدين على موضوع عناد الطفل، وطرحه في المجالس أمام الأهل والأقارب بوجود الطفل، وكثرة تكرار الأمر سيجعل الفكرة راسخة في ذهن الطفل، بل وستصاحبه حتى عمر أكبر.

الطفل العنيد والعصبي يتصف بالذكاء، وفي حال لم يتفق الأهل على طريقة تربية معينة أو صلاحية اتخاذ القرارات، فسيستغل الطفل بذكائه هذا الأمر. ويستغله لصالحه، ويظل مصراً عليه.



كيفية التعامل مع الطفل العنيد العصبي

لابد من المرونة مع الطفل واحترام قراراته

اسمعي لطفلك واهتمي بآرائه؛ حتى يكون ذا إرادة قوية، أما غضبك وتعنيفك له قد يزيد من العناد.

تواصلي مع طفلك دائماً وتعاملي معه وكأنكما صديقان، وقدمي له النصيحة بهدوء دون تعنيف أو ضرب.

اطرحي أمامه الخيارات دائماً، وحفزيه وشجعيه على كل الأمور الإيجابية التي يقوم بها.

يجب أن تكون هناك مرونة في التعامل مع مواقفه العنيدة، واستبدال الصوت العالي والضرب بالصبر والليونة في التعامل.

تدريب طفلك على ممارسة الرياضة والتأمل للحد من مشكلة العصبية والعناد عنده.

احترمي رأي طفلك وقراراته، وشجعيه حتى لو كانت آراؤه بسيطة، فربما يأتي بفكرة عبقرية ومفيدة.

شاركيه تفاصيل حياته، سواء الدراسة أو اللعب أو مشاهدة التلفزيون، فذلك يشعره بالثقة والحب.

تجنبي تماماً شكوى الطفل أو تعنيفه أمام الآخرين، ولا تقارني بين الطفل وأصدقائه أو أشقائه.



العناد ..يعني استقلالية الطفل

التجاهل.. يعتبر من أكثر الأساليب فاعلية ونجاحاً، فحين يبكي الطفل أو يقوم بأي تصرفات عصبية وعدوانية، على الأم أن تتجاهله حتى يهدأ.

ألا تقوم بتوبيخه أو الصراخ عليه؛ بهذه الطريقة يعرف الطفل أنه لا يمكن أن تؤثر تصرفاته على أهله.
إشغال الطفل بأي شيء آخر ..كلعبة مثلاً أو برنامج تلفزيوني، ويفضل استخدام هذه الطريقة إذا حاول الطفل إيذاء نفسه بأي شكل.

بعض الأطفال يلجأون للعناد لإثبات وجودهم وآرائهم، فيرفضون اتباع الأوامر، وعلى الأهل تجنب صيغة الأمر في الكلام واتباع صيغة ولهجة لطيفة ومرنة.

اشرحي للطفل كيف يجب أن يتصرف، وأن يطلب ما يريده ويفاوض دون بكاء وصراخ، فعلى الرغم من صغر سنه، إلا أنّ هذه الطريقة تزرع فيه أساليب الحوار والنقاش الصحيحة.

على الوالدين تشجيع الطفل باستمرار ومدح السلوكيات الحسنة التي يقوم بها ومكافأته عليها وذكر محاسنه أمام الآخرين.. حتى يشعر بالتقدير من قبل أهله.

قدمي لطفلك الفرصة لأن يلعب مع بقية الأطفال؛ لأن هذا يجعله يستفيد من طاقاته النفسية ويتعامل مع الأطفال الآخرين بالصورة التي يتعاملون بها معه.

هناك طبيعة لبعض الأطفال؛ تكون لديهم زيادة في الحركة، ويكون الطفل اندفاعياً وانفعالياً ويكثر لديه البكاء أيضاً، ولكن ليس هنالك مؤشر يشير إلى أية معاناة.

تحفيز الطفل حين يكون غير متوقع أنه سوف يثاب أو يحفز، يبني لديه سلوكيات وخبرات جديدة، من الممكن أن تغير من العناد وأسلوب العصبية.