من يصنع الغضب ويستهدف الملك؟!
جفرا نيوز - د. ضيف الله الحديثات
كان الله في عون الملك؛ لم يترك ساعة من وقته دون أن يوجه ويأمر ويرسل رسائل ويتابع الصغيرة والكبيرة، ويعمل ليلا نهارا، من أجل أن نكون بمستوى الدول المتقدمة والشعوب المتميزة، ونحجز مكانا يليق بنا تحت الشمس، لكن علينا أن نكون أكثر شفافية، ووضوح وان نعترف ان أعدادا لاباس بها منا، خذلوا الملك وارهقوه، ولسان حالهم يقول كقول قوم موسى عليه السلام له "اذهب انت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون"
استمعت لاحد اللقاءات المسجلة لجلالة الملك عبد الله الثاني قبل فترة، وهو يخاطب كل واحد منا في مكان عمله، ويقول "اتقوا الله، خافوا الله اعملوا بإخلاص واللي ما بده يعمل مزبوط يروح على بيته" ، وهذا يعطي إشارات واضحة ان المقصرين اتعبوه، وارهقونا في الوقت نفسه، فجلالته لا يستطيع ان يعين شرطيا مع كل موظف او مسؤول يراقب تصرفاته ونشاطاته.
اقولها دائما، الله يعطي الملك الصحة والعافية َوطول العمر، لكن بعد تجربة مع بعض المسؤولين في الدولة اقول أيضا، ويكون بعونه الف مرة ومرة، فهل يعقل ان يتخندق مسؤول في مكتبه ولا يلتقي الناس ويؤجل معاملاتهم لاشعار اخر؟! رغم أن الملك قالها كثيرا بلسان عربي لا اعجمي، ساعدوا اخوانكم وتفقدوا احتياجاتهم، وما بدي مسؤول مرتجف متردد في اتخاذ القرار، بعد هذا الكلام يأتي مسؤول اخر يتحصن في دائرته، ولسان حاله يقول الوظيفة "مشمشية" يمارس غطرسته وتعاليه من خلالها ويخالف توجيهات الملك ويصنع الغضب.
المتخاذلون عن خدمة الناس، هم من يسعون لاضعاف الوطن، وجلالة الملك ونحن جميعا، كما انهم أول من ينمي الإشاعات بيننا، ويعظم الدسائس ويبني عليها قصص وحكايات، ويشيطن شبابنا، ويعطل الإنتاج ويوقف الاستثمارات عندنا، وهؤلاء اعداء الداخل وهم أكثر خطرا من اعداء الخارج .
من يعتقد ان الملك يجب أن يعمل لوحده مخطىء، فكل فرد في الدولة عليه واجبات تجاه مجتمعه، وهذا يرتب عليه أن يبحث عن الجديد في عالم المعرفة والعلم، لنبني دولة قوية قادرة على الولوج للمستقبل بأمان.
فالشعوب الحية هي التي تنتج وتبدع، فمثلا تشتري الحكومة الأردنية اغلب طائراتنا ومعداتنا الحربية من السوق الأمريكية، وهي من انتاج القطاع الخاص، كما تشتري من أوروبا وكوريا وغيرها السيارات والاجهزة والمعدات الدقيقة وهذه أيضا ينتجها القطاع الخاص عندهم، ودور تلك الدول تنظيم ومراقبة الصناعات وجني الفوائد فقط.
ففي ظل هذه المعادلة المتقدمة، هل من المعقول ان يجلس بعضنا في مكانه ينتظر من الدولة ان تقدم له كل شيء؟! وليس له دور الا في ترويج الإشاعات هنا وتنمية الفتن هناك؟!
اما شرعية قيادتنا الهاشمية الدينية في الحكم، ورعايتها للأقصى والمقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس، ووقوفها منفردة في وجه الاطماع والغطرسة الإسرائيلية، خلق لها عداوات كثيرة، من باب الغيرة والحسد، واصبحنا كل يوم ننام ونصحوا على اخبار مفبركة، تستهدف نسيجنا الوطني وتخلخل جبهتنا الداخلية؟!