المصري في لقاء لـ"جفرا": حكومتي ظلمت وعندما يكون الوضع فوضوي أفضل الابتعاد.. والخصاونة غير مهيئ لإطلاق برنامج...فيديو وصور



جفرا نيوز - أجرى المقابلة: موسى العجارمة وفرح سمحان.

تصوير ومونتاج: جمال فخيدة.

*حكومة طاهر المصري ظلمت

*الملك الحسين الراحل رفض استقالتي من الحكومة  

*لم تكن أفكاري متطابقة مع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات

"كفيت ووفيت" بكتاب الحقيقية البيضاء

*يتوجب أن نسير بالهوية الأردنية ولا نفتعل مشاكل نشغل أنفسنا فيها

*لا أعلم الغاية من إطلاق اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية وسمعت بأنني كنت مرشحاً لرئاستها

*حكومة الخصاونة غير مهيئة لإجراء برنامج طويل.

*عملية إعادة الثقة بين المواطن والحكومة تستغرق وقتاً طويلاً

*بقاء الأمور على حالها قد تدفع المواطن للجوء إلى الدوار الرابع


ما بين "نوستالجيا" الماضي وعبق الحاضر تستفيض الذكريات والمواقف وتخلق فرصة للحديث عن تاريخ  ولد أحداث آنية بات استرجاعها ضرورة كبيرة للاستفادة منها خلال هذه الفترة التي وصفت بالصعبة، بالتزامن  مع العديد من الأحداث والقضايا السياسية والمجتمعية والاقتصادية التي تمر بها المملكة اليوم.

رئيس الوزراء والأعيان والنواب الأسبق طاهر المصري يكشف النقاب خلال مقابلة خاصة أجراها مع "جفرا نيوز" عن ثلة من القضايا والملفات التي عدنا بها للوراء، مسترجعاً الكثير من الذكريات عندما كان رئيساً لحكومة وصفها بالمظلومة، إضافة لدوره التشريعي والرقابي عندما  كان نائباً في برلمان (1989) متحدثاً عن جوانب آنية تشهدها الساحة اليوم وأبرزها اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية والأوضاع الاقتصادية الصعبة، وغيرها من القضايا.

المصري لم يخفِ خلال لقائه مع "جفرا نيوز" بأن استمرارية هذه الظروف والأوضاع الاقتصادية الصعبة قد تحول للجوء المواطن إلى الدوار الرابع احتجاجًا على ما يمر به من أوضاع قاسية، مؤكداً ان عملية إعادة الثقة بين المواطن والحكومة تستغرق وقتاً لا بأس فيه.

ويعتقد رئيس الوزراء الأسبق أن حكومة الخصاونة غير مهيئة لإجراء برنامج طويل، وخاصة بأن المرحلة الحالية تتطلب وجود خطة بعيدة المدى مستمرة وتضم حلولاً حقيقية وهذا غير متوفر، بالإشارة إلى أن هناك محاولات من رئيس الوزراء د.بشر الخصاونة ولكن العوامل المحيطة  تفوق مسألة التغيير، منوهاً أن اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية وغيرها من الأمور مرت من تحت مظلة الحكومة، وهذا الأمر أضعف من قدراتها، وناهيك عن الأمور الأخرى التي هبطت في البراشوت على الحكومة.

*اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية 

يبدي رئيس مجلس النواب الأسبق، عدم معرفته من الغاية المرتبطة بإطلاق اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية؛ لكونه لم يكن هناك ضرورة من تشكيلها، فهي أخذت دور الحكومة وألغت كافة الأفكار السابقة، وجميع مقومات الإصلاح الموجودة في الأوراق النقاشية عبر الرسائل الملكية، معتقداً أن الهدف منها تغيير كافة الأفكار والوجوه وتحقيق إنطلاقة جديدة ومختلفة.

"وسمعت مثل غيري بأنني كنت مرشحاً لرئاسة اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية، ولكن لا أعلم حقيقة ذلك ولا أحد تواصل معي". هكذا رد على الأنباء التي أفادت بأنه كان مرشحاً لرئاسة هذه اللجنة.

*الفرق بين "تحديث المنظومة السياسية" ولجنة الحوار الوطني

لا يعلم المصري الأسباب التي آلت لعدم الأخذ بمخرجات "الحوار الوطني" التي ترأسها سابقاً، حيث إن مسألة اللجان بمثابة أمر نقاشي مستمر، ولجنة التحديث خرجت بتغييرات بقانون الانتحاب والأحزاب بشكل موسع، مشدداً على ضرورة الاستقرار على القانون دون إجراء تعديلات عليه، ويجب أن يكون القانون الجديد آخر تجربة.

*الهوية الجامعة 

"نحن نقترح تعابير ونشغل أنفسنا فيها، ويتوجب أن نسير بالهوية الأردنية الواحدة والقول الواحد، فنحن كل مرة نفتعل مشكلة من أجل قانون الإنتخاب والوحدة الوطنية والجنسية على الرغم من أن هذه الأمور انتهينا منها، لأننا دولة تمتلك مجتمعاً، والهوية تبقى هوية ولا نريد التشتت وأنا قابل بمفهوم (الهوية الأردنية). بحسب رئيس مجلس النواب الأسبق.

*العودة إلى حكومة طاهر المصري 

"حكومتي ظلمت" بهذه الجملة يصف المصري تصرف مجلس النواب عندما قام بحجب الثقة عن حكومته حينما كان رئيساً لها ، إلا أن مصلحة الوطن هونت وقع هذا الظلم . 

ويشدد بلهجة صريحة وواضحة بأن الحكومات لا تأتي ولا تعمل لنفسها ، بل لخدمة الوطن وإدارة شؤونه بالطريقة المناسبة، ومن هذا المنطلق ونتيجة العديد من الأزمات في المنطقة والعالم، فأصبح من الضروري الإلتفات لمسائل عديدة، والوضع في الأردن كان من الممكن أن يكون خطيراً حال الاستمرار بمحاربة الحكومة آنذاك، فمن باب أولى أرتأينا للحفاظ على الأمن والديمقراطية والوضع العام في الأردن وقدمت استقالتي . 

ويرى بأن علاقته مع  النواب في المجلس الـ (89) أصبحت قريبة من حيث التفاهم وتبادل وجهات النظر والتفكير  المتقارب في أمور عدة . 

*رد الحسين الراحل على استقالته 

يروي تفاصيل ما حدث معه آنذاك قائلاً: "إن جلالة الملك الحسين رحمه الله لم يكن موافقاً على استقالته من منصبه كرئيس للوزراء ، إلا أنني أقنعته بأن قراري صائباً وفي مكانه حفاظاً على العديد من الأمور في الدولة حينها، وهذا ما ظهرت نتائجه على الساحة من حالة الهدوء التي عمت البلاد". 

ويستذكر المصري دعوة الحسين الراحل له لحضور الإجتماعات الرسمية حتى بعد استقالته بأسابيع من الحكومة ، وهذا دليل على سير الأمور بسلاسة حينها . 

*كتاب "الحقيقية البيضاء" الرؤية العامة وسبب التسمية 

يلخص المصري دوافعه لطرح كتاب الحقيقة البيضاء في ثلاثة جوانب منها الفترة الزمنية ومعطياتها التي استدعت ذلك، وتراكم الخبرات لديه وعمق التجارب والأحداث بالنسبة له والتي مرت على الأردن أيضاً . 

ويقول إنه كان يكتب يوميات منذ فترة طويلة حتى قبل البدء في كتاب الحقيقية البيضاء الذي نشره في التوقيت المناسب بعد خروجه من الحكومة والبعد عن المنصب العام وهذا كان أحد دوافعه للنشر . 

*سبب التسمية 

يوضح المصري أنه ارتأى لتسمية كتابه بالحقيقة البيضاء كتلخيص لمجمل ما دار في الكتاب من حقائق كانت خالية من التلاعب والتزوير والمبالغة ، بل ذكر الأحداث كما حصلت بالضبط ، إلا أن ما ذكر لم يكن كل شيء اذ أن هنالك أمور وجوانب لم تذكر حيث فضل نشر ما يهم المجتمع والمواطن الأردني لمعرفته خلال تسلمه لمنصبه 

ويقول من الممكن أن اقوم بإصدار كتاب آخر لأغطي الجوانب التي لم أذكرها ، لكنني "كفييت ووفيت" في تسليط الضوء على الجوانب التي لخصت المشهد والحياة السياسية آنذاك . 

*"شكل العلاقة" بين  ياسر عرفات وطاهر المصري 

يشدد المصري في حديثه عن علاقته بالرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات، مؤكداً عدم وجود  خلافات أو توتر في العلاقات بينهما . 

ويتابع: إن البعض أساء الفهم في ذلك المحور المتداول في كتاب الحقيقة البيضاء؛ لكونه لم يقصد بتاتاً أن عرفات كان ينتابه خوفاً منه، معتبراً أن تفكيره كان بمنأى عن ذلك والدولة أيضاً . 

وفي التفاصيل يقول المصري إن الموضوع تم تضخيمه نتيجة ما قاله ياسر عرفات في إحدى الجلسات حول إعطائه سيارة مصفحة وحراسة عندما كان في مجلس الأعيان ، فلم يكن بنية أن يأخذ مكانه ولا هو كان خائفاً منه كما قيل سابقاً . 


*ملفات كنت ستعمل عليها لو كنت مكان ياسر عرفات 

في هذا الجانب يرد المصري بأن تفكيره لا يتطابق مع ياسر عرفات في عدة أمور ، لكنه بالمجمل كان سيعمل حينها على تحويل السلطة الوطنية إلى دولة ، فعندما كان قائداً كان يعمل على نفس العقلية ، وبالتالي كان الأجدر تحويل النظام السياسي إلى مؤسسي . 

*"نوستالجيا" من الذاكرة في علاقة المصري مع الحسين الراحل 

بعبارات ملؤها الحنين والشوق يستعرض المصري علاقته بجلالة الملك الحسين الراحل آنذاك ، ويقول كان ملكاً قل نظيره وكانت البلاد "رايقة " كما وصفها وفي حالة تقدم مستمر ، كذلك حالة التآلف والتقارب كانت تسود المجتمع . 

*هل الخلاف مع الروابدة ما زال مستمراً؟

يقول المصري إن المواقف مع السياسيين قابلة للإختلاف والتغيير من حيث وجهات النظر وغيره ، مفسراً أن الخلاف مع رئيس الوزراء الأسبق عبد الرؤوف الروابدة يصب في باب تباين الآراء فقط . 

*وجهة نظر 

يرد المصري على أنه لو خير لتنصيب رئيس وزراء سابق قادر على وضع خطة محكمة وخارطة عمل وقدرات كبيرة للنهوض والإصلاح ، حيث إنه من الصعب أن يطرح اسماً معيناً، معتبراً بأن ذلك يضعه في موقف محرج لأن كل شخص لديه ميزة وصفة تجعله مختلفاً عن غيره ، وبالتالي لا يمكن إعطاء إجابة لسؤال كهذا لأن الناس هم الأحق في الإختيار والحكم.

*قلة الظهور الإعلامي خلال الفترة الماضية 

بصراحة مطلقة يجيب رئيس الوزراء الأسبق بأنه ليس ناطقاً أو معلقاً على الأحداث؛ لكي يظهر ويعلق كل حين، وخاصة بأنه يرى المواقف السياسية بشكل متكامل ويعلن عنها، لافتاً إلى أن مداخلاته الإعلامية قلت الفترة الماضية بسبب كورونا، وعندما يكون وضع فوضوي ومبعثر يصبح الابتعاد أفضل، والسوشال ميديا واللجان خلقت أجواءً صعبة. 

ويضيف في هذا المحور، أنه عندما يتلقي مع جلالة الملك يتحدث عن رأيه بصراحة وهذا يعبر عن مجال المقابلة ويغطي على كافة الإطلالات الإعلامية، مشيراً إلى عدم وجود أجواء تتجه بشكل نشيط وتعبر عن ما يعاني منه الشعب، مما دفعه إلى الابتعاد عن الإعلام خلال الفترة الماضية فقط.

وعند سؤال "جفرا نيوز" حول الموقع الذي كان الأقرب إلى قلبه خلال مسيرته السياسية، يكشف عن حبه واشتياقه لعمله عندما كان نائباً؛ لأن هذا الموقع هو المحبب بالنسبة له، قائلاً: "أنا نائب 89".

ويعود المصري للذاكرة عندما تسلم منصب وزير الداخلية لشؤون الأراضي المحتلة قبل إتفاقية السلام، مؤكداً أن هذا المنصب ليس فكرة جديدة أو ممكنة، وخاصة بأنه عندما تم استعادة الباقورة والغمر لم يعد لدينا أرضٍ محتلة، والأراضي الفلسطينية اليوم أصبحت تحت سيطرة الاحتلال، فعودة هذا المنصب ليس خطوة سياسية صارمة في ظل الظروف الحالية، وهذا الحل لا يقبل فيه سواء  من قبل الفلسطيني أو الأردني.

- وعندما طلبت "جفرا نيوز" من المصري خلال المقابلة بأن يصف زملائه بكلمة واحدة هذا ما قاله:

-عبدالله النسور: ذكي وداهية في عمله.

-ممدوح العبادي: صديقي.

-عبدالرؤوف الروابدة: رجل وطني وقدير.

-هاني الملقي: جاري العزيز.

-عمر الرزاز: فني أكثر من سياسي.

*ماذا لو عدت رئيساً للوزراء؟

الخطوة الأولى بحسب المصري تتمثل بإتخاذ خطوات تمنح الثقة للمواطن وتؤكد له بأن هذه الحكومة  نظيفة وحرة وغير خاضعة لاعتبارات ضيقة، وموضع حرصها إعادة البناء المجتمعي الأردني بشكل صحيح يعيد الترتيب، ويعتمد على دستور متماسك يؤدي الغرض والهدف الذي كان موجوداً، موضحاً أن الحصول على ثقة المواطن والشعب بمثابة أهداف، واليوم لا يوجد ثقة بالشأن الحكومي وهذه مشكلة وعملية إعادة الثقة تحتاج لوقت طويل، وبداية صحيحة ومستمرة، ونحن بحاجة لفريق حتى نعيد البلد إلى مسارها القديم ويعود التماسك الاجتماعي واستمرارية الهدوء والاستقرار.

*تصريح المسؤول عقب مغادرة منصبه

يقول رئيس الوزراء الأسبق طاهر المصري في نهاية لقائه مع "جفرا نيوز"  بأن المسؤول في موقعه، لديه مهمة تنفيذ أمر وقد يكون الوضع أمامه صعب أو متاح، وعندما يكون في مهمة يتوجب أن يكون مقدماً لواجباته والأمور المطلوب منه، وفي حال استكملت الحكومة برنامجه وفكرته بعد خروجه لا يحق له الهجوم عليها، وفي حال تحدث من باب المساهمة والتسريع في الإجراء هنا يكون الأمر صحيح، ولكن في بعض الأحيان تجد وزراء يلومون ما قبلهم عندما يتقلدون المناصب ويذمون غيرهم وهذا لا يجوز.

وتالياً الفيديو والصور: