إنجازات مميزة للجيش على الحدود الشرقية تزامنًا مع أوامر “تحمير العيون” الملكية
جفرا نيوز - لأول مرة تمامًا بعد تأسيس مديرية الاعلام العسكري الاردنية، يظهر رئيسها العقيد الركن مصطفى الحياري في مؤتمراً صحفي للقوات المسلحة يعقد ايضًا بدوره لأول مرة.
المادة الرئيسية في المؤتمر الصحفي مجددا لها علاقة بالحدود مع سورية، الأمر الذي يعني بأن الملف السوري الحدودي حصريًا يحظى بأولوية كبيرة على مستوى المطبخ السياسي والاستراتيجي والسيادي الاردني.
وهو ايضًا يعني بأن الاردن بإتجاه تكثيف بيانات عسكرية تشرح ما يجري على حدوده الشرقية الشمالية، حيث أن البؤرة الأمنية الوحيدة المشتعلة حدوديًا هي تلك المحاذية لجنوب سورية، وحيث نطاق العمليات الاردني بدأ يعمل داخل المنطقة الحرام العازلة.
في سياق ميداني تحت عنوان الاشتباك الوقائي مع عصابات تهريب المخدرات، العقيد الحياري وفي أول اطلالة إعلامية له توسع في الحديث عن بعض تفاصيل الاشتباك في النار مع من تصفهم السلطات الاردنية بالمتسللين من مهربي المخدرات الخطيرين، فيما بدأ يزيد داخل الاردن اعلاميًا على الاقل طرح السؤال التالي: اين الحاضنة الاردنية لتلك المخدرات محليًا والتي تبرر حجم الضغط الهائل من عصابات مسلحة تحاول الاختراق؟.
بالنسبة للعقيد الحياري قدمت أرقام مثيرة تخللها الإعلان عن 30 قتيلا من الجانب السوري، بإسم مهربي مخدرات مع ضبط 17357 كف حشيش وأكثر من 16 مليون حبة مخدر.
وأوضح للمراقبين بأن صداع الحدود الشرقية الشمالية، تحول لازمة دائمة وبالنسبة لبعض الأوساط الدبلوماسية قد يكون ذلك مقصودًا وبدعم اأمريكي وغربي لتوجيه ضربة لأموال المخدرات التي يعتقد بأنها ناشطة في بعض مناطق الحدود السورية مع الأردن والعراق على أمل تجفيف منابع ما يسميه الغربيون تمويل الارهاب.
طبعا الافصاحات العسكرية الأردنية وبعد سقوط شهيدين من الجيش الاردني، تكتفي بسرد رواية تتحدث عن مجموعات تهريب مخدرات نشطة ومسلحة واجرامية تحاول التسلل واختراق الحدود، ويتقدم الاردنيون بهذه الرواية فيما تجتهد دوائر سياسية ودبلوماسية لبحث عن سيناريو تفسيري لأسباب التوتر الامني شمالي الاردن على الحدود الشرقية تحت عنوان هجمة عصابات المخدرات والتي يتصدى لها حرس الحدود الاردني بحزم وقوة حتى الآن.
وعقدت مديرية الاعلام العسكري مؤتمرها الصحفي بعد 3 ايام فقط من زيارة مهمة قام بها الملك عبد الله الثاني للمنطقة العسكرية الشرقية، تخللها "رسالة بالثبات وتحمير العيون لحرس الحدود"، فيما استخدم العقيد الحياري وهو يشرح التفاصيل تعبير "تغيير قواعد الاشتباك” ما يوحي بان القوات الاردنية استخباريا ومعلوماتيا على الاقل تعلن جاهزيتها للعمل.
الإنطباع في عمان أن السلطات يتوجب ان تبدأ بالبحث عن الشريك والمضيف الاردني لهذه الكميات الكبيرة، مادامت العصابات المسلحة تعيد تكرار محاولات التسلل والتهريب حيث لا بد من وسيط اردني على الاقل يستضيف المنتج او يعمل على تأمينه قبل نقله الى موقع ثالث، وهو الأمر الذي اصبح لغزًا وسرًا محيرًا فالسلطات في دوائر القرار تطرحه لكنها لا تتحدث عنه علنًا حتى الان على الاقل.