رسائل ملكية عميقة بكل الاتجاهات.. وهو يأمر بواسل الوطن" بالعين الحمراء” لحماية الحُدود الشمالية
جفرا نيوز - شكّلت الزيارة التي قام بها الملك عبد الله الثاني ظُهر الاثنين رسالة سياسية معززة لمجهود المؤسسة العسكرية في مواجهة الصداع الأمني الناتج عن خاصرة الحدود السورية مع المملكة الأردنية الهاشمية.
و لاحظ المراقبون السياسيون بأن الملك قد تقدّم بعدّة رسائل ذات مغزى عميق خلال تفقّده لجنوده ولجنود حرس الحدود في الجيش العربي الأردني في المنطقة الشرقية العسكرية حيث حمل الجنود الملك بعدما التقاهم ووجّه لهم التحية و تقدم باتجاههم بخطاب خاص على الاكتاف وهتفوا له في الوقت الذي تفتح فيه هذه الزيارة وفي جانبها السياسي المجال مجددا امام الحديث عن جاهزية اردنية في اقصى طاقاتها للتعامل مع تحديات امنية جديدة على الحدود مع سوريا وسط تأويلات بان الطرف الاخر في الجزء السوري من الحدود لا يقوم بما يتوجب أن يقوم به بالتعاون مع الأردن خصوصا بعد ظهور المزيد من محاولات التسلّل والاختراق على واجهة الحدود الشمالية للأردن.
وخاطب الملك جنود حرس الحدود قائلا بأنه معهم وأنهم يقومون باسم الوطن والشعب الاردني بحماية التراب وعبر عن ثقته المطلقة واستعداده لدعم جنود حرس الحدود فيما طالب الجنود بإظهار ما وصفه بالعين الحمراء.
ولغة الملك هنا حاسمة وتتحدّث عن دعم الإطار العسكري في البُعد المتعلق بتأمين حراسة الحدود خصوصا في الواجبات على الواجهة الشمالية حيث الأزمة السورية تنفلت ميدانيا في بعض المناطق بين الحين والاخر.
تحمير العيون أصبح بمثابة أمر ملكي لقوات حرس الحدود والتي تعتبر من القوات المدربة والمحترفة.
وبدا واضحا أن الزيارة الملكية العسكرية هذه المرّة والتي حفلت بالمضامين السياسية والوطنية نظمت بعد نحو ساعات من الاعلان مجددا عبر تصريح رسمي عن عملية تمشيط للحدود انتهت بالعثور على جثتين ضمن مجموعة حاولت التسلل.
ويعني ذلك محاولة تسلل السادسة في أقل من شهر واحد فيما كان رئيس أركان الجيش الأردني الجنرال يوسف الحنيطي أمر
علنا بتغيير قواعد الاشتباك على الحدود مع سورية مؤكدا بان الجيش العربي سيتصدى بكل حزم لأي محاولة تسلّل أو اختراق.
ولا تعلن السلطات السياسية الأردنية عن تقييمها لتركيبة ونوعية المجموعات المسلحة والتي تحمل معها كميات كبيرة من المخدرات وتصر على اختراق الحدود الاردنية حيث يرى دبلوماسيون بأن أبعاد مالية وأبعاد امنية وأبعاد لها علاقة بمجموعات نشطة ومنظمة مع أخرى لها علاقة باسترخاء قوّات الجيش العربي السوري هي التي تؤسس لخليط يُقلق الجانب الأردني الذي يتصدّى بحرفية لعشرات محاولات التسلّل اليومية.
وكانت بيانات للناطق الرسمي العسكري الأردني قد أشارت عدّة مرّات إلى عملية اشتباك مباشره مع مجموعات مسلحة تُحاول التسلّل بصورة غير شرعية وتُحاول تهريب المخدرات.
لكن بالنسبة للعديد من الدبلوماسيين والخبراء قد يتعدّى الأمر تهريب المخدرات لأن رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة تحدّث عن تهريب مخدرات وأشياء أخرى لم يحددها ويبدو أن الأردن يتّخذ كل الخطوات والاستعدادات اللازمة لتأمين حدوده ولإظهار العيون الحمراء وبصورة جادّة ومُلتزمة وحرفيّة وهو يرفع عمليا وبإرادة ملكية ومرجعية هذه المرّة لافتة ممنوع التسلّل إلى جنوبي الحدود السورية