أزمة مستمرة.. التوتر يعود في "الشيخ جراح" وتحذير من "إثارة الحرب"

جفرا نيوز - عاد التوتر مجددا لحي الشيخ جراح في القدس الشرقية بعد تجدد الاشتباكات، فجر الأحد، بين الشرطة الإسرائيلية والمتظاهرين وبين اليهود والفلسطينيين.

وأصيب شخصان على الأقل في هذه الاشتباكات بينما اعتقلت الشرطة 6 أشخاص، على ما نقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".

طبقا للصحيفة، فإن رجل يهودي تعرض لإصابات متوسطة على يد سائق عربي في حي الشيخ جراح عند منتصف الليل. وألقت الشرطة القبض على السائق، الذي ادعى أنه تعرض لرش الفلفل قبل الاصطدام، على ما يبدو من قبل متظاهرين يهود.

وقالت منظمة "نجمة داود الحمراء" لخدمات الطوارئ إن الرجل المصاب عولج في مكان الحادث ثم نقل إلى مستشفى هداسا.

وأفادت نجمة داود الحمراء بتعرض رجل آخر يبلغ من العمر حوالي 20 عاما، لإصابة خفيفة في الرأس بعد إصابته بحجر بالمنطقة ذاتها.

وقالت الشرطة في بيان إن أعمال شغب اندلعت في الحي واشتبك المتظاهرون مع الضباط، حيث رشقوهم بالحجارة.

وذكرت الشرطة أن عدد من المدنيين أصيبوا في الاشتباكات وتم نقلهم لتلقي العلاج.

لطالما كان حي الشيخ جراح نقطة مشتعلة ومصدرا للجدل، حيث يحاول القوميون اليهود طرد الفلسطينيين من منازل يقيمون فيها في معارك قانونية استمرت عقودا وساعدت على إشعال فتيل جولة القتال الأخيرة بين إسرائيل وحماس خلال العام الماضي.

وليلة الجمعة، تم إلقاء قنبلة حارقة على منزل عائلة يهودية في حي الشيخ جراح يشار إليها باسم شمعون هاتزاديك.

ولم تسفر الحادثة عن أي إصابات لعدم وجود أشخاص في المنزل الذي لحقت به أضرار بالغة. وقالت الشرطة إن ضابطا أصيب بجروح طفيفة جراء استنشاق الدخان بعد دخوله المنزل.

وقالت الشرطة إن قائد منطقة القدس أمر بزيادة "كبيرة" في العمليات بحي الشيخ جراح، بما في ذلك الضباط السريين.

حرق منزل يهودي
والسبت، توجه نشطاء يهود يمينيون إلى المنزل الذي تعرض للقنبلة الحارقة لحماية المنزل، قائلين إنه استُهدف بشكل متكرر

وألقى باللوم على الشرطة في فشلها في حماية الأسرة، بينما وصل متظاهرون فلسطينيون إلى المكان ورشقوا الحجارة تجاههم.

وتعود أصول الخلاف في حي الشيخ جراح إلى القرن التاسع عشر عندما كانت المدينة تحت سيطرة الدولة العثمانية. ووجدت محكمة إسرائيلية أنه في عام 1876، باع عرب قطع أراضي هناك إلى مؤسستين يهوديتين، فيما تضم أرض منها قبرا قديما للكاهن اليهودي شمعون هاتزاديك.

في عام 1956، عاش الفلسطينيون في الحي بموجب اتفاقية بين الحكومة الأردنية التي كانت تسيطر على القدس آنذاك ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا). 

كان الهدف من الاتفاقية هو توطين 28 عائلة فلسطينية في وحدات سكنية بالحي، مقابل استغناء تلك العوائل عن بطاقات اللاجئين والإعانات الخاصة بهم من المنظمة الأممية. لكن الحكومة الأردنية لم تمنح وثائق ملكية أراضي تلك الوحدات السكنية للعوائل المستفيدة حتى خسرت عمّان سيادتها على القدس على خلفية حرب عام 1967، التي سيطرت فيها إسرائيل على المدينة في خطوة أثارت جدلا دوليا.

في عام 1967، أعيدت الأراضي إلى الصناديق اليهودية، التي باعتها بعد ذلك لجمعيات استيطانية مختلفة منها "نحلات شمعون" التي ترفع قضايا منذ سنوات على العائلات الفلسطينية في المحاكم الإسرائيلية لإخلاء المنازل.

وأُجبر بعض السكان الفلسطينيين بالفعل على إخلاء منازلهم في سنوات سابقة، بينما لا تزال بعض العائلات تخوض معارك قانونية شاقة ضد قرارات الإخلاء.

إلى ذلك، قال عضو الكنيست عن الحركة عضو الكنيست عن الحركة الصهيونية المتدينة، إيتمار بن جفير، على تويتر، السبت، إن الأسرة تعرضت لهجمات متكررة واتهم الشرطة بالإهمال.

وأضاف: "سأعيد مكتبي البرلماني في شمعون هاتزاديك. إذا أراد الإرهابيون حرق عائلة يهودية على قيد الحياة ولم يكن هناك رجال شرطة، فسأصل إلى مكان الحادث". واندلعت الاشتباكات في حي الشيخ جراح بعد وقت قصير من تصريحات بن جفير.

في المقابل، اتهم النائب عن حزب "ميرتس" اليساري، موسى راز، بن جفير بـ "محاولة إشعال النيران في المنطقة وإثارة الحرب، كما فعل في مايو"، في إشارة إلى جولة القتال التي اشتعلت بين إسرائيل وغزة بعد التوتر في الحي ذاته.