الصحة العالمية لـ"جفرا": صعوبة التنبؤ بموعد انتهاء الجائحة..والناس سئمت من الإجراءات الوقائية..والأردن ليس استثناءً في ارتفاع الإصابات
جفرا نيوز - موسى العجارمة
أكدت ممثل منظمة الصحة العالمية في الأردن د.جميلة الراعبي، الأحد، صعوبة التنبؤ بدقة بموعد انتهاء الجائحة، وخاصة أن عدم الإنصاف في توزيع اللقاح والتراخي في الالتزام بالإجراءات الوقائية والمفاهيم المغلوطة جراء الوباء المعلوماتي، أدت جميعها إلى خلق بيئة مواتية لظهور تحورات أخرى مثيرة للقلق قد تكرر تجربة اوميكرون الحالية، لافتة إلى أن أحد الدروس الواضحة التي قدمتها جائحة كوفيد-19 هو تعدد السيناريوهات المتعلقة بتطور الجائحة.
وأضافت الراعبي في تصريح خاص لـ"جفرا نيوز"، أن اختبارات اكتشاف حالات الإصابة بكوفيد-19 تبقى ركيزة أساسية في الاستجابة للجائحة ، مشددة على ضرورة استرشاد الفحص باستراتيجية مصممة خصيصًا بهدف الكشف الفوري عن المجموعات السكانية المعرضة للخطر، هذا من شأنه أن يسمح بإمكانية العلاج السريع والشفاء.
حول تضاعف الإصابات في الأردن، علقت أن الأردن ليس استثناءً؛ لأن زيادة أعداد الحالات بمثابة موجة يمر بها عدد كبير من بلدان العالم وخاصة في إقليم شرق المتوسط ( يتكون من 22 دولة) والذي يشهد ارتفاعًا هائلاً في الحالات بسبب المتحور أوميكرون المثير للقلق، والذي بلغ 110000 حالة يومياً، منوهة أن متحور أوميكرون حل بسرعة محل المتحور دلتا وفي غضون شهر واحد أصبح مسؤولاً عن أكثر من 90٪ من الحالات اليومية الجديدة بعد أن كان يعزى إليه 10٪ فقط من الحالات. وعلى الرغم من ذلك فإن مستوى هذه الزيادة أقل مما كان عليه خلال الموجات السابقة، مما يؤكد ذلك أنَّ للتطعيم دورًا في الوقاية من الأعراض الوخيمة والوفيات.
*حالات الدخول للمستشفيات في الأردن
وفي هذا السياق، أشارت إلى إنه لا يمكن القول إن معدل الدخول إلى المستشفى منخفض جدًا لأننا نشهد زيادة مطردة في الأيام الأخيرة، ومع ذلك فإن الوتيرة والخطورة لا يمكن مقارنتهما بالموجات الوبائية السابقة، ويرجع ذلك على الأرجح إلى سلسلة من الأسباب المترابطة، مضيفة أن تلقي جرعتين من لقاح كوفيد-19 يعتبر هو التفسير الأكثر أهمية، لأن التطعيم قد لا يمنع الإصابة بالعدوى لكنه يحد من الإصابة بالأعراض الوخيمة، والاستشفاء (دخول المستشفى) والوفاة. وتشير البيانات إلى أن الغالبية العظمى من الوفيات والمرضى الذين يتم إدخالهم في وحدات العناية الحثيثة هم من بين أولئك الذين لم يتم تطعيمهم.
*هل الزامية الجرعة الثالثة بات اليوم ضرورة ؟
"الجرعة الثالثة ثبتت فائدتها خاصة لحالات نقص المناعة، ولكن التطعيم بصفة عامة ليس إلزامياً بما في ذلك الجرعة الثالثة، ونحن نوصي بشدة بإعطاء أولوية الحصول على اللقاح للأفراد الأكثر ضعفاً مثل: كبار السن والمصابين بأمراض مختلفة والمزمنة، والذين لم يتم تطعيمهم من قبل وذلك من أجل منع المراضة والوفيات في الوقت نفسه، فالإجراءات الوقائية الاجتماعية تمثل الأداة المثلى إلى جانب التطعيمات". وفق الراعبي.
وفيما يتعلق بتراخي المواطنين بالالتزام بالإجراءات الوقائية، قدرت أن هناك شعوراً بالإجهاد والسأم بين غالبية السكان جراء طول أمد الجائحة، مما أثر ذلك على درجة الالتزام بالإجراءات الوقائية وهذا لا يقتصر على الأردن فقط، بل هو وضع شائع في جميع أنحاء العالم، مشيرة إلى أن هناك حاجة إلى التأكيد على أهمية هذه الإجراءات، والتي لا تزال الأكثر فعالية في منع انتقال العدوى، مؤكداً أن ارتداء الكمامة ونظافة اليدين والتباعد الجسدي والتهوية الجيدة للبيئات الداخلية عناصر أساسية في توقي العدوى وعلاج أمراض الجهاز التنفسي وستظل لها الأهمية للوقاية من أنواع أخرى من العدوى.
وختمت الراعبي حديثه لـ"جفرا نيوز"، وسط ترحيبها بتوفر علاجات تختص بمرض كوفيد-19 مع تأكيدها بأن تلك العلاجات ليست بديلة عن اللقاحات التي لا تزال من أفضل الأدوات لإنقاذ الأرواح والحد من انتقال العدوى والوقاية من المرض الوخيم من خلال التطعيم يظلان أكثر إجراءات الصحة العامة فعاليةً وتأثيرًا لأسباب تشمل أيضًا منع المضاعفات طويلة المدى الناجمة عن المرض.