متى تعي الإدارات الأمريكية فشل سياساتها الخارجية؟
جفرا نيوز - هاني الهزايمة
أينما حلت السياسة الأمريكية حل الخراب والدمار والجوع والفقر.. السياسة الأمريكية مدعومة ببروباغاند الإعلام الأمريكي توهم العالم بأن تدخلاتها الخارجية تهدف لنشر الديموقراطية ومحاربة الظلم والإستبداد والديكتاتوريات والأنظمة المستبدة.. وفي الواقع جميع تدخلاتها كانت فقط حماية لمصالحها الخاصة.. في العراق مثلا شنت الولايات المتحدة حروب زاعمة أنها تهدف إلى التخلص من السلاح الكيماوي العراقي الذي يهدد الأمن والسلم الدوليين والذي تبين لاحقا أن جميع الإدعاءات الأمريكية والبرطانية لا صحة لها… الحرب العراقية هدفت فقطط لتحييد السلاح العراقي وخطره على الكيان الصهيوني وهذا أصبح لا يخفى على أحد، خصوصا على الشعوب العربية بالتحديد، لينتهي المطاف بأعداد مهولة من الضحايا العراقيين ناهيك عن تدمير البلد سياسيا واقتصاديا لا زال العراق يعاني منها وسيعاني منها لسنوات طويلة قادمة.
كذلك فشلت الولايات المتحدة في حربها المزعومة على الإرهاب على أفغانستان وغادرتها بعد ٢٠ عاما وبعد استنزاف المليارات من الدولارات لتتركها في حال أسوأ مما كانت عليها فلا هي تخلصت من الإرهاب ولا ساعدت الشعب الأفغاني ليتمتع بالديموقراطية كما زعمت الإدارة الأمريكية بل على العكس.. تركت البلد يئن تحت وطأة الفقر والدمار الإقتصادي وسلمت إدارته لطالبان التي لطالما نعتتها الإدارات الأمريكية المتلاحقة بأنها مجموعة إرهابية.
قبل ذلك بعقود كان هناك المغامرة الأمريكية الفاشلة في فيتنام والتي استمرت لما يقرب من ١٠ سنوات للتخلص من المد الشيوعي لتغادر القوات الأمريكية البلد الآسيوي مهزومة تجر أذيال الخيبة والهزيمة. السياسة الأمريكية لم تتعلم الدرس من الكثير من خيباتها وسياساتها الفاشلة ولا زالت تمارس فرض سياساتها على المستضعفين في الأرض. وليس سوريا ببعيد عن الفشل الأمريكي فبعد أن قام الغرب بقيادة الولايات المتحدة بدعم الحركات التحررية (كما تصفها الدوائر الرسمية وغير الرسمية الغربية) تستمر المعاناة السورية وتستمر سوريا ترزخ تحت وطأة الدمار والخراب الذي تسببت به هذه السياسات الفاشلة، ناهيك عن التسبب بتهجير الملايين من السوريين
النتائج السورية لم تقتصر على الشعب السوري بل طال ذلك دول الجوار التي لا زالت تعاني من الآثار المترتبة عن استضافة اللاجئين السوريين. مؤخرا ارتفعت أصوات طبول الحرب والتي تشي بقيام حرب عالمية ثالثة (إن قامت) سيكون الخاسر الأكبر فيها الشعب الأوكرني. لا يوجد عاقل يصدق أن الولايات المتحدة مهتمة بمصلحة أوكرانيا بما في ذلك الأوكرانيون أنفسهم.. الكثير من التقارير الإعلامية من داخل أوكرانيا تستشهد بالتصريحات الرسمية والشعبية أن ما يدور في الإعلام الغربي عن الخطر الروسي بإحتلال أوكرانيا وتهديد الإسقرار العالمي ما هو إلا مبالغات لا تستند على حقائق وإنما فقط لدعم السياسة الأمريكية التي لا شأن لها لا من قريب ولا من بعيد بحماية المصالح الأوكرانية.
الجميع يعلم أن الحرب إن قامت فلا يوجد رابح بل ستؤدي إلى المزيد من الدمار والمعاناة لشعوب العالم الثالث. عموما لا زلت أعتقد أن الحرب لا زالت بعيدة وأن كل ما يجري هي فقط تكتيكات أمريكية ومناورات سياسية روسية لحماية مصالحهم الخاصة. الأيام القليلة القادمة كفيلة بتوضيح المشهد السياسية العالمي لكنني على يقين أن الحرب اذا ما تم تجنبها هذه المرة، فلن تكون نهاية المغامرات الأمريكية في العالم، بل لن ننتظر طويلا حتى نرى بلدا جديدا في بقعة أخرى من العالم ضحية المزاعم الغربية وستكون أيضا من تخطيط السياسة الأمريكية.