الفايز للخصاونة: لا خيل عندك تهديها ولا مال فليسعد النطق إن لم تسعد الحال - فيديو

جفرا نيوز - قال النائب بسام الفايز في كلمته بمناقشة الموازنة موجها حديثه لرئيس الوزراء (لا خَيلَ عِندَكَ تُهديها وَلا مـــالُ  
فَليُسعِدِ النُطقُ إِن لَم تُسعِدِ الحال)، مضيفا لقد تعب الأردنيون يا دولة الرئيس وهم المحاصرون بين أوهام البرامج والخطط وبين عنق الزجاجة. 

وأضاف  إن تفشي الواسطة والمحسوبية دون وجود أدوات مساءلة فاعلة للمسؤول المناطقي والفئوي، أسهم في شيوع حالة من اليأس لدى الشباب الأردني. 

وقال موجها حديثه لرئيس الوزراء د. بشر الخصاونة: إذا كنتم لا تسمعون أوجاع الناس دولة الرئيس، فإني أقولها أمامكم: الناس تتحدث اليوم عن فئوية في المواقع العليا وعن محاباة وعن شللية وصحبة أصبحت هي المعيار في تقلد الوظائف العليا. 


وتاليا نص كلمة النائب بسام الفايز

بسم الله الرحمن الرحيم

العظيم القهار الغفار للذنوب

الواهب الرازق ساتر العيوب

الغني القادر الكاشف للكروب

وبعد،

معالي الرئيس .الزميلات والزملاء الكرام

أنشدُ من كلمتي اليوم ما أرى فيه مصلحة بلدي وأبناء شعبي العظيم، مختصراً مقتصراً كلمتي بثلاث رسائل: الموازنة، والمواطنة، والمساءلة.

رسالتي الأولى: فإن الموازنةُ يصحُ فيها القول دولة الرئيس ومن خلال الرئاسة الجليلة: لا خَيلَ عِندَكَ تُهديها وَلا مـــالُ  
فَليُسعِدِ النُطقُ إِن لَم تُسعِدِ الحالُ.

لقد تعب الأردنيون يا دولة الرئيس وهم المحاصرون بين أوهام البرامج والخطط وبين عنق الزجاجة، واستبشرنا بمجيئك لكننا ما زلنا مكانك سر، بل إن الوضع في سوء وتردي، فأرقام البطالة في تزايد مخيف، والقابعين تحت خط الفقر في تزايد يكابدون الغلاء وفلتان الأسواق وشجع التجار وارتفاع فواتير الطاقة والكهرباء والتعليم والصحة، وسيأتي يوم وأسأل الله أن لا يأتي ويخيب ظني، بحيث يصبح التعليم والصحة محصوراً بطبقة الأغنياء، على قاعدة (اللي معوش بلزموش).


معالي الرئيس

الزميلات والزملاء الكرام

ماذا يريد الأردنيون: أنتم تعرفون ونحن نعرف هي فقط أربعة أمور:  الحق في التعليم المجاني، وحق العمل لأبنائهم، والعلاج والخدمة الصحية اللائقة المجانية، والحق في شبكة نقل حديثة كسائر دول العالم.
فقلي دولة الرئيس ماذا وضعت موازنتكم لعلاج هذه المساءل، لا ألومكم فالذين من قبلك لم يفعلوا شيئاً.

الله أكبر كم تحمل هذا الوطن وصبر، الله أكبر كم تحمل الأردنيون فشل المسؤولين وضعفهم، وفسادهم، ولكنهم رغم ضيق ذات اليد ما بخلوا على وطنهم، فكانت جيبوهم أول الحلول حين تعجز الحكومات.

كفى، كفى ، بالله عليكم، فهذه الدولة التي تدخل مئويتها الثانية، مستندة على إرث ملوكها الهواشم وعلى تضحيات أبناء شعبها وجيشها وأجهزتها الأمنية، تستحق منا الوفاء، لا التخلي والنكران، فكم من مسؤول ارتجف، واختبأ حين كانت الدولة في عسر، ووقت اليسر كانوا على أجرار الشهد يسرقون من خيرات الدولة ومن قوت الشعب.


رسالتي الثانية: عن المواطنة 

الأردنيون اليوم أمام استحقاق تعديل القوانين الناظمة للحياة السياسية، وهذه إرادة وطنية وقناعة عبر عنها جلالة الملك وأراد لها أن تكون عنواناً لمئوية الدولة الثانية، وعليه فإني أدعو إلى مراجعة شاملة لمنظومتنا الإدارية تلك التي شعر معها الكثير من الأردنيون أنهم يعانون الإقصاء والتهميش، حيث اعتلى مواقع الإدارة في السنوات الأخيرة من ليس كفؤاً، وأخذ حق سواه، وصدقوني إن هذا أهم أسباب اهتزاز الثقة بمؤسسات الدولة.

وأرجو أن لا تضيع منا الفرصة اليوم، فما قدمه جلالة الملك هو مسار سليم كي تسير قاطرة الوطن نحو ما نصبو إليه في توسيع قاعدة المشاركة الشعبية في اتخاذ القرار، وعليه وبمراجعة سريعة فإن غياب العمل الحزبي البرامجي الفاعل وتراجع دور النقابات أدخل مؤسساتٍ في الدولة بمواجهة الشارع في كثير من المفاصل، وهذا أمر غير قويم ويدخلنا في متاهات نحن في غنى عنها.

نحن اليوم بحاجة إلى تفعيل دور مؤسسات المجتمع المدني من أحزاب ونقابات ومنظمات أهلية وغيرها فهي الطريق لمشاركة المواطن في اتخاذ القرار وفيها تجسيد حقيقي لمعنى المواطنة وتسهم في تعزيز دولة القانون والمؤسسات الأمر الذي ينعكس ايجابياً على مسيرتنا الديمقراطية، وهنا لا يفوتني الحديث عن أهمية دور العشيرة في تعزيز سيادة القانون، فالعشيرة قوة للدولة وليست أداة هدم، والعشيرة بناء وتماسك وعادات وتقاليد وحكمة وعقل راجح، العشيرة أول مدماك في هذا الوطن، روافدها تسقي كل أجهزة الدولة بالكفاءات، والعشيرة لا ترفض سلطة القانون، حتى وإن خرجت أصوات هنا أو هناك، ومن على هذا المنبر أنا أؤمن تماماً بمقدرة أبناء العشائر على تقديم نماذج متقدمة في العمل السياسي والحزبي البرامجي الوطني ولهم في هذا الإطار الباع الطويل فهم أول من انخرط في الحركة الحزبية وهم عماد الجيش العربي في بواكير تأسيسه.


رسالتي الثالثة والأخيرة عن المساءلة

دولة الرئيس ومن خلال الرئاسة الجليلة، أنقلُ اليوم أوجاع الكثير من فئات المجتمع، فتفشي الواسطة والمحسوبية دون وجود أدوات مساءلة فاعلة للمسؤول المناطقي والفئوي، أسهم في شيوع حالة من اليأس لدى شبابنا، وإذا كنتم لا تسمعون أوجاع الناس دولة الرئيس، فإني أقولها أمامكم: الناس تتحدث اليوم عن فئوية في المواقع العليا وعن محاباة وعن شللية وصحبة أصبحت هي المعيار في تقلد الوظائف العليا.

مسألة أخرى دولة الرئيس ومن خلال الرئاسة الجليلة: أطالبكم بمراجعة سريعة لأوضاع المتقاعدين العسكريين رفاق سلاح القائد، فهنالك تفاوت وثغرات في الرواتب التقاعدية وهي بطبيعة الحال نتاج أنظمة وتعليمات تحكم ذلك، ما يستوجب زيادة كبيرة ومجزية تراعي هذا التفاوت، بحيث يحصل الأقل تقاعداً على زيادة أكثر.

أما مطالب دائرتي الانتخابية فسوف أزودها للأمانة العامة، مطالباً الحكومة فوراً بإنشاء مستشفى البادية الوسطى، حيث لا يعقل أن المنطقة الممتدة من القطرانة حتى جسر ناعور لا يوجد بها مستشفى، وكم من حادث سير شهدناه على هذا الطريق وفقدنا معه أعزاء نتيجة تأخر الإسعافات وبعد المستشفيات. 

أختم بالقول حمى الله الأردن وسيد البلاد جلالة الملك المفدى وولي عهده الأمين وأبناء شعبنا العظيم، هذا الشعب الصابر على سوء إدارة الكثير من المواقع، هذا الشعب الذي ضحى وبذل وأعطى حاله اليوم يقول: لم يبق عندي ما يبتزه الألمُ، حسبي من الموحشات الهمُ والهرمُ، وحين تطغى على الحران جمرته، فالصمتُ أفضل ما يُطوى عليه فمُ.