سياسيون : رسالة الملك ثورة بيضاء للنهوض بالوطن وشحذ للهمم
جفرا نيوز- يبقى الحديث عن الرسالة التي وجّهها جلالة الملك عبدالله الثاني، أمس الأول الأحد، إلى أبناء الوطن وبناته بمناسبة عيد ميلاده الستين، مستمرا ومتواصلا نظرا لان مضامينها هامة وثريّة جدا، تناول فيها جلالته ملامح مستقبل الأردن في إطار رؤية وطنية شاملة عابرة للحكومات يشارك فيها الجميع، ليؤسس بذلك لحالة من التفاؤل المحاطة بأدوات لعمل مختلف تدخل من خلاله المملكة مئويتها الثانية بكل قوّة وبثبات.
وتأتي أهمية رسالة جلالة الملك، من كونها شكّلت بعدا تشخيصيا دقيقا لواقع الحال، والذي يحمل الكثير من المصارحة والشفافية، تبتعد فيه أي مساحات للتأويل، أو الجدل، فجاءت الرسالة التي يتحدث بها سيد البلاد لتشكّل خارطة طريق لغد رسم ملامحه جلالة الملك وحدد أولوياته، وأدوات النهوض بالقطاعات التي تحتاج إلى سعي جاد لعودة الألق لها، بعدما شهدت تراجعا، لتكون رسالة بناء قويّة تؤسس لحالة من الانجاز المبني على ابداع وتميّز الأردنيين.
رسالة وضعت النقاط على حروف الكثير من الكلمات والقضايا الجدلية، وأجابت على تساؤلات المواطنين حول ملفات متعددة، رسالة في كل مرة تقرأ نجد آلاف الرسائل الثرية والهامة، التي من شأنها تشخيص حال وتطوير آخر، والكشف عن سلبيات أراد البعض تغليفها أو مداراتها بحجج هشّة، فيما قدّمت طاقة ايجابية بحجم عزم الاردنيين مانحة الجميع تفاؤلا كبيرا بغد وضع محدداته جلالة الملك سيكون مختلفا بالكثير من الانجازات.
و أكد سياسيون أن جلالة الملك وجّه من خلال رسالته التاريخية عشرات الرسائل الهامة، من أبرزها شحذ الهمم بطاقة ايجابية، وأن لا نستسلم للتشاؤم الذي لن يحدث أي تقدّم، وأن لا تسود السوداوية تفاصيل حياتنا لأن بذلك جر خطى الإنجاز نحو الخلف، إن لم يكن للإنعدام، مؤكدين ان جلالته شخّص الواقع بشكل دقيق بما فيه من سلبيات وايجابيات.
ورأى متحدثو أن جلالة الملك قدّم رؤى اقتصادية هامة جدا وثرية، لجعل القادم بهذا الشأن قويا ومختلفا، وعابرا للحكومات، إذ وجّه جلالته بأن تكون دراسة اقتصادية مبنية على ورش عمل يعقدها الديوان الملكي الهاشمي تخرج بتوصيات تعمل على انعاش الاقتصاد الوطني بشكل مؤسسي، تنفذه الحكومات بشكل متواصل، يعنى باعادة الطبقة الوسطى التي بوجودها تعود حالة من التوازن الاقتصادي للمجتمع، وتعمل على تحسين مستوى الدخل اضافة للعمل الجاد لحل مشكلتي الفقر والبطالة.
وشددت الآراء ذاتها على ان رسالة جلالة الملك يمكن اعتبارها ثورة بيضاء حقيقية تقود البلاد إلى حالة من الاصلاح الاقتصادي والسياسي وحتى الإداري وإن لم يرد هذا الجانب بمفردات محددة، لكن في حديث جلالته عن جرأة المسؤول وضرورة اتخاذه قرارات بجرأة في ذلك أهم رسائل الاصلاح الإداري السليم، مؤكدين ان رسالة جلالته تعدّ خارطة طريق لكل ما من شأنه وضع الوطن في المكان الصحيح بكافة المجالات.
بدران
رئيس الوزراء الأسبق الدكتور عدنان بدران أكد أن رسالة جلالة الملك تعدّ ثورة بيضاء للاصلاح السياسي والاقتصادي والاداري، وأكثر من يجعلها غاية في الأهمية انها تضع رؤى اصلاحية عابرة للحكومات كونها تؤسس لعمل يتسم بالمؤسسية، والإستمرارية، التي ستكون نهج عمل للحكومات المتعاقبة لا تجعل من كل حكومة تبدأ بخططها من نقطة الصفر وتعود بالقطاعات للمربع الأول، كما أن جلالة الملك أشّر لأهمية البناء على المنجزات التاريخية، والاستفادة منها ومعالجة أي خلل.
ولفت د.بدران إلى أن جلالة الملك وجّه الديوان الملكي بان يتابع الخطة الاقتصادية، وتنظيم ورشة عمل للخروج بتوصيات اقتصادية تنعش الاقتصاد الوطني، وتعالج مشاكله وتحدياته، بشكل عملي ومؤسسي وعابر للحكومات، والأهم بمتابعة شخصية من جلالته لضمان سير الأمور في وجهتها الصحيحة.
وبين أن جلالة الملك وجّه بالعمل على عودة الطبقة الوسطى وفي ذلك رؤى اقتصادية هامة جدا، فهذه الطبقة تؤشّر إلى تعاف في الاقتصاد ولحالة من مواجهة الفقر والبطالة بشكل سليم وعملي.
كما حدد جلالة الملك وفق بدران القطاعات الهامة التي يجب التركيز عليها خلال الفترة المقبلة لعودة العافية لها، كونها قطاعات هامة وحيوية وداعمة للاقتصاد الوطني، سيما وان هذه القطاعات فقدت هيبتها مؤخرا وتحتاج لنهضة عملية تعيدها لوضعها الصحيح في أداء دورها الحقيقي.
وشدد بدران على أن رسالة جلالة الملك ثورة بيضاء لدخول المملكة المئوية الثانية بكل قوة وبمساهمة المواطنين كافة، والمؤسسات وادارة الظهر للسوادوية وللداعين لها، مع أن جلالته شخّص الواقع بدقة بما في ذلك السلبيات، لكنه في الوقت ذاته وجّه بالبناء على المنجزات ومعالجة السلبيات، للنهوض بالوطن والقطاعات كافة.
وفي رسالة هامة تضمنتها رسالة جلالته أن رفض جلالته المسؤول الذي يبتعد عن الجرأة في قراراته لأي سبب، داعيا للجرأة في القرارات وفي ذلك رؤى هامة جدا من شأنها خلق حالة ناضجة في العمل والانجاز والتميّز.
العناني
من جانبه، أكد نائب رئيس الوزراء الأسبق الدكتور جواد العناني أن جلالة الملك أراد في رسالته توجيه عدد من الرسائل الهامة من أبرزها الحديث عن الوضع الراهن والاحوال بشكل عام، والتي ليست كما يجب وأن يكون باستطاعتنا أن نكون احسن تحديدا في البعد الاقتصادي الذي وجّه له جلالته، في أن يكون له أهمية كبيرة لتوفير العيش الكريم ورفع مستوى المعيشة للمواطن وتأمين مستقبل الشباب وهذا يعني التوظيف وخلق فرص عمل منتجة لهم.
ولفت العناني إلى ان جلالة الملك أشار إلى انه كانت هناك اخطاء، ولكن الأخطاء تحصل وفي تقديري أن في هذا التفكير الذي يرمي للاعتراف بالأخطاء في حياة الشعوب أبرز خطى مسيرة الإصلاح السياسي، كون ذلك يؤشّر إلى أننا بدأنا نتفهم متطلبات العملية الصحيحة للاصلاح السياسى في المستقبل، وأهمها النقد الذاتي، وأننا نخطئ ونسير ولكننا لا نقع عند اخطائنا بل ننظم النجاحات ونبني عليها، ونقلل من السلبيات ونتجاوزها.
وأكد العناني أن جلالة الملك بث روح الأمل في رسالته عند المواطنين كافة، وتحدث جلالته بوضوح أن التشاؤم لا يؤدي للنجاح، والمتشائمون معظم توقعاتهم المستقبلية تقودهم إلى المزيد من التشاؤم وهذا سيؤثر على سلوكهم الانتاجي، والإدارة والاستسلام لعدم المبالاة!!
كما أشّر جلالته لأهمية الاصلاح الاداري وإن لم يرد ذلك بصريح القول، وذلك في حديث جلاله أنه لا يجوز لأي مسؤول أن يتحمل المسؤولية وهو لا يريد ان يتخذ قرارات خاصة ايجابية، وجريئة، قرارات تخدم الوطن في تجاوز تحدياته.
ونبّه العناني إلى أن جلالة الملك حذّر من السوداوية وسيطرتها على خطانا، مبينا أن جلالته أكد أن لا نغرق في النقد وجلد انفسنا، وأن ننسى اننا مررنا بتحديات كبيرة، وتجاوزها الوطن بقوة وعزيمة المواطنين، لذا علينا أن نبني على الايجابيات ونعالج أي تشوهات او اشكاليات.
الدبّاس
الوزير الأسبق رابحة الدّباس أكدت أن رسالة جلالة الملك أخذت العمل الإداري في أجهزة الدولة لمكان ايجابي اكثر عملية، سيما وأن جلالته وضع رؤى لعمل مؤسسي عابر للحكومات، وهو ما سيغيّر من شكل العمل الحكومي الذي للأسف شابه في فترات كثيرة تغييرات غير مبررة أو عدم تقدّم وتطوّر كون السياسات ترتبط بالأشخاص وبمجرد تغيير المسوؤل تتغير السياسات وتبدأ من نقطة الصفر.
ورأت الدّبّاس أن رسالة جلالة الملك حملت الكثير من الايجابية التي منحتنا جميعا أملا بأن القادم أفضل، ويحمل تغييرات لصالح قطاعات متعددة، وخطى تطوير تجعل من دخول المملكة مئويتها الثانية أكثر قوة وتحديثا وتطوّرا، وفي الشارع المحلي رأى المواطنون كافة الكثير من التفاؤل برسالة جلالته، ومنحت الجميع طاقة ايجابية، وبتنا نتطلع للمستقبل بايجابية.
وأكدت الدباس أن رسالة جلالته تشكّل بداية لمرحلة جديدة تبتعد فيها السوداوية وأي رؤى سلبية أو التشاؤم، نبني بها على منجزات سابقة، ونعالج أي مشاكل أو عقبات، اضافة إلى العمل بشكل مؤسسي عابر للحكومات كلّ يكمّل عمل الآخر، فمن الواضح ان جلالته اطلق مؤشرات لمرحلة جديدة.
حدّاد
قال الوزير الأسبق مالك حدّاد ان رسالة جلالة الملك عبارة عن نموذج تنموي جديد داعم لادارة التغيير في مجالات عديدة كالتعليم والخدمات والصحة والسياحة والادارة العامة واتباع الاساليب الحديثة في التكنولوجيا.
باعتقادي، يضيف حدّاد، هنالك دور كبير على الحكومة لتترجم وتوضح للمواطن نقاط القوة والضعف والاضاءة عليها من ناحية تعزيز نقاط القوة ووضع برنامج زمني ومراجعة دورية لمعالجة نقاط الضعف.
وأضاف حداد انه يجب ان يكون دور اكبر للقطاع الخاص في تحمل مسؤوليته في دعم هذه الاصلاحات المؤدية حكماً للتحولات الايجابية لصالح الوطن والمواطن.
وأشار الى أنه لا بد من تمكين الفاعلين المعنيين من وزراء واصحاب القرار والذين اشار لهم جلالة الملك من تحمل المسؤولية بشكل اجرأ الامر الذي سيؤدي الى تقوية حس الاداء الاداري العام للدولة.
المعايطة
وزير الدولة لشؤون الإعلام الأسبق سميح المعايطة، أكد أن رسالة جلالة الملك أمس الاول الأحد تعتبر من أهم ما كتب جلالته بعد الأوراق النقاشية، وفيها مسارات متعددة بالإضافة إلى تضمنها خيبة أمل من المسؤولين.
وقال خلال مداخلته على إذاعة «جيش إف إم» عبر برنامج هنا الأردن، إن رسالة جلالة الملك عميقة ومهمة جداً، وتضمنت خيبة أمل من بعض المسؤولين، حيث تحدث بمكنونات قلبه وعقله وتقييمه للأمور.
وأضاف أن الرسالة توجه إلى ضرورة إيجاد الطريقة الصحيحة في اختيار المسؤول بحيث يكون من أصحاب الكفاءة ويعمل لمصلحة المواطن وليس لمصلحته الخاصة، مشيرا إلى أن جلالة الملك عمل من خلال هذه الرسالة على إعادة الأمل والروح والتفاؤل.
وبين المعايطة أن الرسالة فيها خيبة أمل على أداء فئات من المسؤولين ومدى علاقتهم مع الأردنيين، لكن ثقتنا أن جلالة الملك يتقدم بالمبادرة دائماً كما فعل في الأمور السياسية والاقتصادية عندما يجد أن المسؤولين غير قادرين على القيام بأعمالهم الموكلة إليهم، مشيرا إلى أن جلالة الملك من خلال الرسالة وقف مع المواطنين وطالبهم بالإيجابية وأن يتعاملوا بتفاؤل مع المستقبل.
وأشار المعايطة إلى أن جلالة الملك يريد أن يبدأ مرحلة جديدة في التعامل مع قضايا الأردنيين، حيث تحدث عن الخلل ومكامن الضعف والتباطؤ والتراجع في بعض القطاعات، لكنه كقائد حافظ على منسوب عال من التفاؤل والثقة والأمل في المستقبل.
وأوضح أن جلالة الملك اختار توجيه هذه الرسالة في عيد ميلاده، في إشارة إلى أنه لا مكان للاحتفالات الشخصية لدى جلالته وأنه مهتم مشغول في القضايا الوطنية، كما وأنها دلالة على أن المناسبة الشخصية له هي فرصة للحديث مع الناس ليُشخص المشاكل ويعمل على إيجاد الحلول لها.
وقال إن الرسالة تضمنت الحل للمشاكل والتي تتلخص في الإنجاز والعمل معاً، فجلالة الملك اتخذ خطوة عملية فيما يتعلق بالملف الاقتصادي، حيث ستكون خطة عابرة للحكومات يديرها الديوان الملكي، مشدداً على أنه عندما يُدير الديوان الملكي الخطة الاقتصادية وقبلها يقود الإصلاح السياسي فهذا يشير إلى أن الحكومات عاجزة عن إدارة هذه المهمة.
الدستور - نيفين عبد الهادي