تداعيات العاصفة الثلجية كشفت ضعف الاستعدادات من انقطاعات الكهرباء وإغلاق الطرق وتهالك البنية التحتية
جفرا نيوز - يبدو أن عاصفة الثلج التي شارفت على الانتهاء في الأردن و بعد أربعة أيام من التعامل مع معطياتها وتداعياتها ستترك اثارها السياسية والبيروقراطية لا بل الاقتصادية والمالية والبرلمانية على الارجح خلال الايام القليلة المقبلة بعدما توسع على نطاق غير مسبوق مستوى الجدل تحت عناوين كانت مثيرة الى حد ما ولها علاقة بسيناريو الجاهزية البيروقراطية للتعامل مع عاصفة ثلجية في بلد تميّزت بنيته التحتية دوما بالتقدم والارتقاء.
تزدحم منصات التواصل الأردنية بتلك المشاهد التي توجع المواطنين ويعبرون عن الأسف والحصة الأكبر من تلك المشاهد حظيت به البنية التحتية الخاصة بشركة الكهرباء وهي واحدة من أكبر الشركات في القطاعين العام والخاص وتعتبر شركة مدللة للغاية و مؤشرا على استنزاف نحو 20% من ديون المملكة بهدف صمودها على أرض الواقع.
وأقر نقيب المهندسين أحمد سمارة الزعبي في تصريح علني له بأن مسألة الجاهزية في قطاع الكهرباء تحتاج لمراجعة حيث انقطعت إمدادات و تزويدات الكهرباء لعدّة ساعات لا بل ليومين في بعض المناطق و بطريقة غريبة تحتاج لتامل حسب النقيب الزعبي مقترحا دراسة الأمر ومراجعة التفاصيل ومستعدا لان تقوم النقابة بدور أساسي في هذا السياق.
انقطاعات الكهرباء كانت مثارا للجدل وسط الاردنيين وتلك الفيديوهات والمشاهد يتوالى نشرها بعد ظهور حصول مشكلة
واعطال في التيارات الكهربائية خلال العاصفة الثلجية وبطريقة خطرة في العديد من المناطق قوامها حصول الشرط الكهربائي علنا ومع وسائط التواصل الاجتماعي تم تصوير غالبية ساحقة من الاحداث.
سُقوط أعمدة الكهرباء في اكثر من موقع ايضا اصبح من المسائل التي لفتت النظر وخصوصا كيفية بناء ونصب هذه الاعمدة والبنية التحتية التي جعلت بعضها هشة بسبب تراكم الثلج او سقوط بعض الاشجار عليها ممّا عرّض أسلاك الضغط العالي المزودة للكهرباء وحتى في أحياء شعبية للمخاطر انتهت بمخاطر على الحياة العامة خصوصا في بعض الشوارع والحارات والاحياء والازقة المقترضة.
بكل حال يدفع الأردنيون أسعار مرتفعة جدا مقابل خدمات الكهرباء وهو الأمر الذي يدفع بالمقابل باتجاه عملية تشريح وتفصيل مكثفة جدا حصلت خلال الأيام الأربعة القليلة الماضية لطبيعة خدمات الكهرباء ولمستوى الاستجابة عندما يتعلق الامر باحداث طارئة أو احداث تتطلّب صيانة الأعطال وتوزيع أطقم الصيانة بالطريقة المثلى.
انقطاع الكهرباء ونقص أسطوانات الغاز المنزلي وبالتالي نقص وسائل التدفئة للمواطنين كان من الاحداث البارزة التي يعتقد بانها قد لا تعبر ببساطة خلال الايام القليلة المقبلة بالرغم من ان بقية المؤسسات خصوصا الامنية والعسكرية قامت بواجباتها على اكمل وجه ولم تسجل ملاحظات ذات علاقة في البنية التحتية او في كيفية التصرف بالنسبة لاكثر من 120 نداء مساعدة واستغاثة تلقتها الاجهزة الامنية واجهزة الدفاع المدني.
بمعنى آخر كشفت عاصفة الثلج عن العيوب البيروقراطية في البنية التحتية الاردنية وهو امر قد يثير الجدل لعدة أسابيع خصوصا من مجلس نواب يتحفز للتعامل شعبويا مع مثل هذه الاحداث و لأسباب سياسية تعرفها السلطات.
وأغلب التقدير أن بعض لجان البرلمان تبدا فتح تحقيقات عن اسباب انقطاع الكهرباء و سقوط الاشجار وتهديد المواطنين بمخاطر سقوط اسلاك الضغط العالي إضافة إلى الازدحامات الحادّة وغياب الطاقة.
وكلها مسائل وعناصر شغلت الرأي العام وفي الأرجح ستؤدي إلى مراجعات ووقفات قد تقود إلى نقاشات لها علاقة بالبنية التحتية بمعنى فيما ستذهب الى مساحات ومسافات أبعد كثيرا ممّا حصل حصريا خلال العاصفة الثلجية.
الرأي اليوم