ما المطلوب بعد الانتشار المجتمعي لكورونا؟

جفرا نيوز - بعد الارتفاع الكبير لإصابات كورونا في الفترة الأخيرة والانتشار المجتمعي للمتحور «اوميكرون» في المملكة وفي ظل التغيرات الجوية وتوالي المنخفضات تظهر تساؤلات عديدة حول كيفية التعامل مع الوضع الوبائي الحالي وما المطلوب؟.

أخصائي الأمراض التنفسية والصدرية والعناية الحثيثة الدكتور محمد حسن الطراونة أكد في تصريح الى «الرأي» على ان المملكة تمر حاليا بظروف استثنائية، والتي تشهد فيها انتشاراً مجتمعياً لفيروس كورونا، وعدوى كبيرة بالمتحور «أوميكرون»، خصوصا في ظل ارتفاع الحالات النشطة وأعداد الإصابات والفحوصات الإيجابية والظروف الجوية من منخفضات وثلوج، حيث سيكون هناك ارتفاع في جميع المؤشرات الوبائية خلال الفترة القادمة.

وأوضح انه بعد المنخفض الثلجي الأخير، فإن احتمالية ارتفاع الإصابات والتوأمة بين الفيروسات التنفسية واردة، سيما الإنفلونزا وأوميكرون، وسيكون هناك خلط مابين أعراض نزلات البرد وأوميكرون، لأنها متشابهة، فأوميكرون يعشق الجهاز التنفسي العلوي، مؤكدا بالوقت ذاته ان التمييز بين أوميكرون ونزلات البرد حاليا غير ممكن.

وأضاف انه مع الانتشار المجتمعي للفيروس، فإنه يجب التركيز على منع انتشار العدوى للفئات ذات الاختطار العالي كأصحاب الأمراض المزمنة والمناعية والسرطانات وكبار السن والحوامل، وتقليل أعداد الوفيات عن طريق تقديم خدمة ورعاية مثلى للمدخلين للمستشفيات، وتثقيف الناس في حال ظهرت عليهم أعراض تحذيرية تشير لإصابتهم بالتهاب رئوي ان يطلبوا العون من مقدمي الرعاية الصحية، لأن هذه الفئات إذا أصيبت فإن احتمالية المضاعفات عليهم ستكون أشد.

واعتبر الطراونة أن أي طارئ يحدث على الجهاز التنفسي من رشح وزكام وآلام بالحلق سببه كورونا مالم يثبت العكس، وبالتالي يجب إجراء المسحة الأنفية، لأن الفحص مهم جدا في التشخيص وأهميته تكمن بأنه نصف العلاج، وكلما كان الفحص والعزل مبكرا كلما قل احتمالية انتشار العدوى وحدوث المضاعفات.

ودعا الأشخاص الى انه عند ظهور علامات تحذيرية كآلام بالصدر وصعوبة بالتنفس وميل الأطراف والشفاه للون الأزرق وحدوث نوع من التشويش بدرجة الوعي، أن يطلبوا العون الصحي العاجل من مقدمي الرعاية الصحية، كونها مؤشرات تشير الى حدوث التهاب رئوي، مع مراقبة العلامات الحيوية كالضغط والنبض وقياس الأكسجين، مبينا انه إذا لم ينخفض الأكسجين عن رقم (92) فإن الحالة تعامل منزليا.

وعن انتشار العدوى بين الكوادر الطبية، قال الطراونة ان خطورة أوميكرون تكمن بالانتشار السريع ووصوله للفئات ذات الاختطار العالي وزيادة أعداد المعزولين منزليا، وبالتالي تعطيل الكوادر التي تدير النواحي الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والصحية والتعليمية، حيث ان أخطر نقطة هو بانتشار العدوى بين الكوادر الصحية لأن الكوادر الطبية لا يمكن تعويضها بشكل سريع، وإصابتها سيؤثر على الخدمة المقدمة للمرضى المدخلين للمستشفيات، وانعكس ذلك على جودة الخدمة المقدمة.

وطالب الجهات المختصة بتقديم الرعاية المثلى للمرضى المصابين في ظل الانتشار المجتمعي للفيروس، وتقليل انتشار العدوى داخل المنشات الصحية، عن طريق تفعيل دور وحدات ضبط العدوى بالمستشفيات، والتشديد على الالتزام بارتداء الكمامة داخلها، بالإضافة لتحديث البروتوكول العلاجي، والسعي للحصول على مضادات الفيروسات الجديدة التي تم اعتمادها في دول أخرى، لأنها تساعد على تحسن المرضى وتقليل إدخالات المستشفيات، وتقليل المضاعفات الشديدة إذا أعطيت بالوقت المناسب.

وفي سؤال «للرأي» عن فحوصات كورونا الحالية، بين الطراونة ان الفحوصات الإيجابية وأرقام الإصابات لا تعكس حاليا الواقع الحقيقي للوضع الوبائي لدينا، فهي ليست فحوصات موجهة، ففي السابق كانت تجرى للأشخاص المصابين والمخالطين ومخالطي المخالطين، أما الان فقط لمن يذهب لإجراء الفحص، وجزء كبير منهم يذهب للداخلين والخارجين على الحدود في المعابر والمطارات.

وركز على ضرورة الاستمرار بمتابعة الاجراءات الاحترازية كارتداء الكمامة والتباعد وتهوية المرافق المغلقة والمنازل، وغسل الأيدي بشكل جيد، والإقبال على تلقي المطاعيم، ففي الوضع الوبائي الحالي وانتشار أوميكرون تظهر أهمية الحصول على الجرعة المعززة، لأنها تحمي من حدوث الأعراض الشديدة ودخول المستشفيات لعشرة أضعاف، وتقلل احتمالية الوفاة الناتجة عنها، فهي لا تزال مهمة وفاعلة.