أطباء: المملكة دخلت مرحلة التفشي المجتمعي ضد كورونا

جفرا نيوز - اعتبر أطباء مسؤولون ان المملكة دخلت حاليا في مرحلة التفشي الوبائي المجتمعي ضد كورونا نظرا لارتفاع معدل انتشار الفيروس والفحوصات الإيجابية خلال الأيام الأخيرة وفي ظل المتحور «أوميكرون» والزيادة القياسية في أعداد الحالات.

عضو لجنة الأوبئة الدكتور مهند النسور أكد  ان ارتفاع أعداد إصابات كورونا الكبير مؤخرا والنسب الإيجابية، يدل على ان المملكة بدأت بمرحلة التفشي الوبائي المجتمعي ضد كورونا، خصوصا مع بدء هيمنة المتحور «أوميكرون» على أغلب الإصابات، والذي يتميز بانتشاره السريع.

وأوضح ان حصيلة إصابات الأسبوع الماضي كانت تضاهي عدد الحالات التي سجلت في الأسبوع (49) ذروة الموجة الثالثة «دلتا»، أي ان هناك تصاعدا شديدا لأعداد الإصابات، مشيرا الى ان القراءات للأسبوع الحالي ستظهر ارتفاعا بالحالات بنسبة 30-40% مقارنة مع الأسبوع الماضي، متوقعا ان تسجل المملكة من 50-60 الف إصابة، مقارنة مع 35 الف إصابة سجلت الأسبوع الماضي.

وتوقع النسور ان تشهد المملكة في الأسابيع القادمة زيادة قياسية بأعداد الإصابات، داعيا في ظل الانتشار الكبير للفيروس الى التركيز على إدخالات المستشفيات ومتابعة الأشخاص الذين لديهم أعراض شديدة، بدلا من أعداد الفحوصات والإصابات، ورفع الوعي المجتمعي بأهمية تلقي المطاعيم والجرعة المعززة، وتثقيف الأهالي بأهمية تلقي طلاب المدارس للمطعوم، وتفعيل عمل مؤسسات المجتمع المدني والمحلي ميدانيا وعلى أرض الواقع وبصورة حقيقية.

واضاف: إن هذه المرحلة من التفشي تتطلب إعادة دراسة سياسات وخطوات مختلفة، كإجراءات القادمين من الخارج، وتأجيل الفصل الدراسي الثاني للمدارس، وإعادة النظر في ايام العزل المنزلي، والتي خفضتها وزارة الصحة في وقت سابق لتصبح لمدة (7) أيام للمرضى الذين لا يعانون من أعراض مرضية، ولمدة (10) أيام للمرضى الذين يعانون من أعراض مرضية، وذلك لديمومة تشغيل القطاعات المختلفة.

وبين ان مرحلة التفشي الحالية تتطلب ايضا إعادة النظر بنسبة تشغيل الموظفين، إذ ان كل دولة يكون فيها نسبة انتشار الفيروس كبيرة تنظر الى هذه الاجراءات، ناهيك عن إعادة دراسة خطة عمل للكوادر الصحية بما يتناسب مع ضمان استمراريتها وعملها أثناء هذه الموجة.

وكان وزير الصحة الدكتور فراس الهواري أكد في تصريحات صحفية ان الارتفاع في إصابات كورونا بالمملكة كان متوقعا، بسبب انتشار المتحور «أوميكرون»، وان ذروة الإصابات ستكون خلال أسبوعين، مبينا ان نسبة الدخول الى المستشفيات لا تزال منخفضة، على الرغم من الارتفاع الكبير بالإصابات، والتركيز حاليا على الحفاظ على الكوادر العاملة في جميع القطاعات.

ووفق الهواري فإن المخططات بالمملكة ضمنت بشكل كبير عدم اللجوء الى الإغلاقات، لافتا الى انه سيكون هناك قرارات تخفيفية في نهاية موجة أوميكرون، أسوة لما تتخذه دول العالم حاليا.

أما وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة فيصل الشبول، قال في تصريحات صحفية ان الحكومة لا يوجد لديها اجراءات جديدة نتيجة ارتفاع أعداد إصابات كورونا، مبينا ان الحكومة بدات بإجراءات احتياطية منذ أسابيع، من خلال تطبيق أمر الدفاع (35)، وتأجيل العام الدراسي للفصل الثاني في المدارس الحكومية والخاصة.

من جهته قال عضو اللجنة الوطنية لليقظة الدوائية ولقاحات كورونا مستشار العلاج الدوائي السريري للأمراض المعدية الدكتور ضرار بلعاوي ، ان الموجة الحالية هي مزيج متساو من متحورين هما أوميكرون شديد الانتشار، ودلتا الأكثر ضراوة، مما يشكل هذا المزيج خطرا استثنائية في هذه المرحلة.

وأضاف: ان الإصابات الحالية بالمملكة لكورونا تشكل منها 50% للمتحور أوميكرون، و50% للمتحور دلتا، وهو أكثر قدرة على إدخال الأشخاص الى المستشفيات والعناية الحثيثة، معتبرا ان الموجة الحالية تشكل بيئة خصبة لإنتاج متحور جديد مدمج مابين دلتا وأوميكرون، مما يدعونا لأن نكون أكثر انتباها ووعيا.

وشدد بلعاوي على أهمية تلقي المواطنين لجرعتي اللقاح، ولمن مر على تلقيهما 3-6 أشهر ان يأخذ الجرعة المعززة، لأنها اثبتت قدرتها على تخفيض حالات الإدخال للمستشفيات والعناية الحثيثة بنسبة 70-80%، معتبرا ان الهدف الرئيسي من اللقاحات ليس منع العدوى إنما عدم تدهور الحالة المصابة.

وفي ما يتعلق بنسبة التطعيم بالمملكة، بين انها ضئيلة وهي أقل من 40% من نسبة السكان، كما ان الجرعة المعززة لم يتلقاها الا 400 الف شخص، وهي أيضا نسبة قليلة جدا بالنسبة للفئات المستهدفة، لافتا ان متحور أوميكرون لن يكون الأخير، والتركيز يجب ان يكون على استهداف الفئات المترددة لتلقي المطعوم، والوصول الى من تصلهم الإشاعات والأخبار المغلوطة، لإقناعهم بضرورة اللقاح حفاظا على صحتهم.