لا كمامات ولا تطعيم.. أوروبا تتحرك لمعاملة “كورونا” كمرض متوطن !!
جفرا نيوز - قالت وكالة Bloomberg للأنباء الأمريكية، إن أوروبا تتحرك ببطء نحو معاملة فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" مثل التعامل مع الإنفلونزا، رغم أن منظمة الصحة العالمية أكدت أن هذه الخطوة سابقة لأوانها في الوقت الحالي.
فقد دعت إسبانيا إلى التعامل مع فيروس كورونا على أنه مرض متوطن، مثل الإنفلونزا، لتصبح أول دولة أوروبية كبرى تشير صراحةً إلى أنَّ الناس يتعايشون معه.
من جهته، قال وزير التعليم البريطاني، ناظم الزهاوي، لشبكة BBC، إنَّ المملكة المتحدة "على طريق الانتقال من وباء إلى مرض متوطن".
كما سبق أن صرّح وزير الصحة البريطاني، مات هانكوك، خلال فبراير/شباط 2021، بأن "كوفيد-19" قد يصبح مرضاً يُمكننا التعايش معه كـ"تعايشنا مع الإنفلونزا"، لافتاً إلى أنه يأمل أن تجعل اللقاحات والأدوية الجديدة التي تصل إلى المملكة المتحدة كورونا "مرضاً يمكن علاجه".
فكرة تكتسب زخماً
هذه الفكرة بدأت تكتسب زخماً تدريجياً ويمكن أن تدفع إلى إعادة تقييم استراتيجيات الحكومات للتعامل مع الفيروس.
فيما دفع انخفاض معدلات الاستشفاء والوفيات بين مصابي المتحور "أوميكرون"، على الرغم من الإصابات القياسية، رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، إلى التمسك بالاحتمال المحير المتمثل في تجاوز أوروبا القيود الوبائية على الحياة الطبيعية.
تختلف أعراض الحساسية الموسمية عن تلك التي تسببها الالتهابات الفيروسية مثل الإنفلونزا أو الفيروس التاجي/ تعبيرية
إذ قال سانشيز، في مقابلة إذاعية، الإثنين 10 يناير/كانون الثاني: "علينا تقييم تطور كوفيد من وباء إلى مرض متوطن"، مضيفاً أنَّ الحكومات الأوروبية قد تحتاج إلى تقييم المرض بمعايير مختلفة عن تلك المستخدمة حتى الآن.
كذلك، لفت سانشيز إلى أن "الوقت ربما حان لتغيير الكيفية التي يتم بها تعقُّب تطور كوفيد-19 إلى استخدام طريقة مماثلة لتتبُّع الإنفلونزا، لأن كوفيد صار أقل تسبباً في الوفاة".
سيكون معنى ذلك علاج الفيروس باعتباره مرضاً متوطناً وليس جائحة تستلزم تسجيل كل إصابة وفحص جميع السكان الذين تظهر عليهم الأعراض.
إلا أن هناك دولاً أخرى في أوروبا مثل فرنسا وألمانيا وإيطاليا ورومانيا -وهي كلها تسجل أعلى متوسط معدلات إصابة يومية بمختلف سلالات الوباء- قد يكون هذا الحديث مبكراً بعض الشيء.
إصابات قياسية
يأتي ذلك في الوقت الذي قالت فيه منظمة الصحة العالمية، الثلاثاء 11 يناير/كانون الثاني، إنه وفقاً للمعدلات الحالية لانتشار الفيروس، فإن أكثر من نصف الأشخاص بأوروبا في طريقهم للإصابة بمتحور "أوميكرون" خلال الشهرين المقبلين.
حيث قال هانز كلوج، المدير الإقليمي للمنظمة بأوروبا، في إفادة صحفية، إن "القارة (الأوروبية) شهدت تسجيل أكثر من سبعة ملايين إصابة جديدة بكوفيد-19 في الأسبوع الأول من عام 2022، بما يزيد على الضعف خلال فترة أسبوعين".
كلوج أضاف: "بهذا المعدل، يتوقع معهد القياسات الصحية والتقييم إصابة أكثر من 50% من سكان المنطقة بأوميكرون خلال الأسابيع الستة أو الثمانية المقبلة"، في إشارة إلى مركز أبحاث بجامعة واشنطن، منوهاً إلى أن 50 دولة من بين 53 دولة في أوروبا وآسيا الوسطى سجلت إصابات بالسلالة الأكثر عدوى.
كما أشارت منظمة الصحة العالمية إلى أنه مازال من السابق لأوانه اعتبار "كوفيد-19" مرضاً متوطناً كالإنفلونزا. وقالت كاثرين سمولوود، كبيرة مسؤولي الطوارئ بمنظمة الصحة العالمية في أوروبا، إن "المرض المُعدي المتوطن يتطلب استقرار العدوى والقدرة على توقعها"، وهو ما لم يحدث في حالة كوفيد حتى الآن.
لكن في حين أنَّ اللقاحات كانت أساسية لإبقاء معظم الأشخاص الذين يعانون من أوميكرون خارج المستشفى، كانت أقل فعالية في وقف انتشار المتحور. وهذا يضع السياسيين أمام محاولة معرفة كيفية احتواء الانتشار، لاسيما أنَّ هناك مزيداً من الاعتراضات الصريحة في بلدانهم على القيود المفروضة على المطاعم والحانات والأنشطة الأخرى.
فرغم وجود بعض أعلى معدلات "كوفيد-19" في أوروبا، فإنَّ أيرلندا ستحافظ على نظام التطعيم الطوعي، وفقاً لرئيس الوزراء ميشيل مارتن.
بدوره، قال رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو، إنَّ الحكومة البلجيكية تريد منح الناس "حرية الاختيار".
قيود الإغلاق
إضافة إلى ذلك، تعمل العديد من البلدان على تقصير فترات الحجر الصحي، لأنها تحاول الحفاظ على تشغيل الخدمات الأساسية؛ وآخرها جمهورية التشيك، التي طلبت، اعتباراً من الثلاثاء 11 يناير/كانون الثاني، من المصابين بفيروس "كوفيد-19" البقاء في العزل خمسة أيام، بانخفاض عن أسبوعين.
في هذا الإطار، أظهرت قيود السفر أيضاً أنَّ تأثيرها محدود؛ فقد كانت المملكة المتحدة أول دولة تحظر الرحلات الجوية من جنوب إفريقيا، حيث رُصِد "أوميكرون" لأول مرة. ومع ذلك، كانت أول مكان في أوروبا يعاني من موجة أوميكرون. وبالمثل، تجاوزت فرنسا معدل الحالات بالمملكة المتحدة، على الرغم من فرض قيود على السفر من بريطانيا.
بحسب وكالة Bloomberg، إذا تمكنت الدول الأوروبية من تخفيف القيود في الأسابيع المقبلة، فستظل تجارب العام الماضي بمثابة حكاية تحذيرية. فقد أزالت الدنمارك جميع قيود "كوفيد-19" في الخريف الماضي، فيما أسقطت هولندا جميع اشتراطات ارتداء الأقنعة. لكن كلا البلدين يسجل حالياً أعلى معدلات الإصابات في أوروبا، مما اضطرهما إلى إعادة فرض القيود.