تسمم الأطعمة.. كيف نتجنب مضاعفاته الخطيرة؟
جفرا نيوز - أعادت حادثة وفاة طفلة (11عاما) أثر مضاعفات الجفاف الحاد قبل أسبوع بعد تناولها الطعام المعلب سريع التحضير، قضية الغذاء المصنع ومدى تأثيره على الصحة إلى واجهة الأحداث.
ولفتت الحادثة النظر الى كيفية التعامل الصحيح مع حالات التسمم الغذائي، وما يتوجب على الأهل القيام به لتجنب المضاعفات الحادة التي ربما تؤدي في بعض الحالات الى الوفاة.
رئيس قسم التغذية في كلية الزراعة في الجامعة الأردنية الدكتور حمزة القادري أوضح ان التسمم الغذائي هو احتواء المادة الغذائية على ميكروبات ممرضة مثل البكتيريا والفيروسات او الطفيليات او سموم الجراثيم الممرضة، ويحدث عندما يحتوي الغذاء على بكتيريا ممرضة بكميات تعتبر كافة لاحداث مرض او احتواء الغذاء على سموم الميكروبات نفسها.
واضاف: في حال كان التسمم نتيجة احتواء الغذاء على ميكروبات، تؤخذ بعين الاعتبار فترة الحضانة لظهور الاعراض، وهي تزيد على 10 ساعات في حال وجود ميكروبات، ولكن اذا احتوى على السموم فإن الاعراض تظهر خلال ساعتين الى اربع ساعات.
وبين القادري ان الطعام بشكل عام مثل المعلبات والمعكرونة، يفترض ان تكون خالية من الجراثيم الممرضة، حيث يتم التأكد من ان الاغذية المعلبة لا تحتوي على البكتيريا والابواغ البكتيرية وسموم البكتيريا قبل توزيع المنتج للاسواق باستخدام تحاليل مخبرية مختلفة.
ونبه الى ان معظم حالات التسمم الغذائي الفردية، يكون الغذاء فيها سليماً أثناء شرائه وتخزينه في البيت، لكن عند تحضير الطعام المعلب قد يحدث تلوثات جرثومية نتيجة عدم اتباع الشروط الصحية اللازمة، او قد يتم تخزين الوجبة بعد تحضيرها لمدة تزيد على ساعتين على درجة حرارة تزيد على 20 مئوي، وفي هذه الفترة ربما يكون هناك نمو بكتيري وافراز للسموم البكتيرية وقد يحدث هذا الى حالات تسمم لكن ليست شديدة، وقد تؤدي وفق القادري الى حالات الاستفراغ والاسهال وفي حال تأخر الاهل عن احضار المريض للمستشفى لاجراء اللازم، خصوصا اذا كان هناك حالة جفاف قد تؤدي للوفاة.
وأشار الى انه اذا تم تحضير المواد الغذائية من هذه المعلبات دون اتباع الشروط الصحية، قد يحدث تلوثات ببعض انواع الجراثيم شديدة الخطورة، ومن احد انواع البكتيريا التي تؤدي الى عدوى بالكلى وتوقف عملها تسمى بكتيريا القولون e.coliO157:H7، وهذه البكتيريا ان وجدت بالطعام تحدث فشل كلوي والكمية المطلوبة من هذه البكتيريا لاحداث المرض قليلة جدا لا تتجاوز مئة خلية بكتيرية.
وبين ان الإجراء المتبع في حال ظهور أعراض التسمم الغذائي مباشرة يجب ان يتم اخذ المريض للمستشفى واعطاؤه المحاليل الكافية للتغلب على الجفاف وكشف السبب عن التسمم لاعطائه العلاج اللازم.
حول ما اذا كانت كمية الطعام التي يتم تناولها من الغذاء سريع التحضير، تؤثر على اعضاء جسم الانسان وبالتالي الوفاة، اكد على ضرورة الابتعاد قدر المستطاع عن تناول الطعام المصنع خصوصا مع وجود المواد الحافظة التي تضاف اليها، وهذه المواد وان كان من المسموح استخدامها وتناولها، فهي مشروطة ولا يجوز تناول كمية كبيرة منها خلال فترات قصيرة ومتتالية.
ولفت الى ان الطعام المصنع قد يؤدي الى بعض المشكلات الصحية مثل السمنة والسكري والتحسس عند الاطفال، مطالبا ان لا يتم الاعتماد في غذاء الاطفال على هذه الاغذية وضرورة الاعتماد على الطعام المحضر في البيت لتغذيتهم.
واعتبر القادري ان هذه الاغذية تؤثر على الجهاز الهضمي، وتؤدي الى تلبك معوي حاد وربما الى الاختناق، وحدوث مشكلات صحية في الجهاز الهضمي، حاثا الأهل للانتباه للكميات المسموح تناولها من الطعام المصنع من قبل الاطفال، خصوصا وانها تؤدي الى ارباك في عمل الانزيمات المسؤولة عن الهضم وتعطي الطفل صورة خاطئة عن الاكل غير الصحي وتجعله يعتبر بأنه مناسب له.
يشار الى ان مدير عام المؤسسة العامة للغذاء والدواء الدكتور نزار مهيدات، اكد أن نتائج التحليل المخبري لعينات المعكرونة سريعة التحضير الصادرة بداية الاسبوع الماضي عن مختبرات المؤسسة، أظهرت خلوها من أي بكتيريا ممرضة أو سمومها، مؤكدا على أن الغذاء المتداول في المملكة آمن ويحقق شروط ومتطلبات الصلاحية والجودة اللازمة، سواء كان من منشأ محلي أو مستورد.
الرأي