توتر أمني في العراق.. هجمات تتصاعد والسلطات تلاحق المنفذين
جفرا نيوز- منذ الجمعة الماضية، يشهد العراق أحداثا أمنية متعاقبة، تمثل أغلبها بتفجيرات استهدفت مراكز اقتصادية ومقرات سياسية، لكن الحدث الأكثر دموية منها كان مقتل عدد من الصيادين على يد مسلحي داعش، بعد أن اختطفوا من سامراء، بمحافظة صلاح الدين العراقية.
واختطف الصيادون، وعددهم خمسة، حينما كانوا يصطادون السمك في نهر دجلة بمدينة سامراء، الأحد، وفقا لأحدهم، وهو الناجي الوحيد.
وقال الناجي لمراسل "الحرة" إن الصيادين جميعا من عائلة واحدة، وأنه تمكن من الفرار فيما قتل الباقون، بدون ذكر المزيد من التفاصيل.
ويستهدف داعش الصيادين في المناطق النائية نسبيا باستمرار، حيث قتل ضابط برتبة مقدم في وزارة الداخلية العراقية وصيادون كانوا معه نهاية ديسمبر الماضي في حمرين، بمحافظة ديالى، وصيادون في آمرلي، بمحافظة صلاح الدين، في يوليو الماضي.
وتأتي حادثة سامراء بعد يوم واحد من استهداف قاعدة بلد الجوية العراقية، في محافظة صلاح الدين أيضا، بثلاث طائرات مسيرة "لاذت بالفرار" بعد أن فتحت عناصر حماية القاعدة النيران عليها.
ولم يُعرف بعد من يقف وراء "الطائرات المعادية"، كما وصفها بيان خلية الإعلام الأمني العراقية، لكن الهجمات بالطائرات المسيرة أصبحت شيئا متكررا في البلاد.
أسبوع من العبوات الناسفة
ومنذ الجمعة، هزت تفجيرات متعددة مقار حزبية في بغداد، وامتدت لتشمل محلات تجارية ومصرفا أيضا، راح ضحيتها عدد من الجرحى.
ووقع انفجار "لم تعرف طبيعته" في منطقة الأعظمية ببغداد، الجمعة، وفق ما أفاد مراسل قناة "الحرة".
واستهدف الانفجار مقر حزب "تقدم" الذي يرأسه رئيس البرلمان المنتخب حديثا، محمد الحلبوسي.
وكشفت وسائل إعلام محلية وقوع تفجير ثان استهدف مقر تحالف "عزم" الذي يتزعمه، خميس الخنجر، في منطقة اليرموك.
وتشير المعلومات إلى أنه تم استهداف المقر بـ"طائرة مسيرة عن بعد"، ووقع الحادثان بعد يوم من إصابة طفلة وامرأة بجروح، إثر سقوط عدد من الصواريخ على المنطقة الخضراء وسط العاصمة بغداد.
كما تعرض منزل النائب عن تحالف تقدم، عبد الكريم العبطان، في منطقة السيدية جنوبي بغداد لاستهداف بقنبلة يدوية.
وتأتي هذه التفجيرات فيما لا يزال العراق يعيش تداعيات الانتخابات المبكرة في العاشر من أكتوبر، وشهد فصولا من العنف إثر إعلان نتائجها.
وأصيبت امرأة وطفل بانفجار عبوة ناسفة استهدف رتل "دعم لوجستي" بدون أن تسبب أضرارا في الرتل، بحسب وكالة "ناس نيوز" المحلية العراقية، التي نشرت صورا للحادث.
ومساء الأحد، استهدفت عبوتان مقرا لبنك "جيهان" في منطقة الكرادة بالعاصمة العراقية، ومحلا لبيع المشروبات الكحولية في نفس المنطقة، بحسب السلطات الأمنية العراقية.
وقالت خلية الإعلام الأمني إنها "ستكون قريبة جدا" من الفاعلين، وتوعدت بالقبض عليهم "عاجلا وليس آجلا".
وأصيب أحد عناصر حماية البنك، وهو أحد شركات مجموعة "جيهان" التي تمتلك جامعات وشركات تأمين في إقليم كردستان العراق، بجروح.
التوتر السياسي- الأمني
ويقول الخبير العراقي في الشؤون الأمنية، محمد المعموري، لموقع "الحرة" إن "من الصعب التفرقة بين حوادث استهداف المقرات السياسية لكتل سنية، وحوادث استهداف نواب تلك الكتل، واستهداف مصالح اقتصادية كردية".
ويضيف المعموري أن "التفجيرات المتلاحقة جاءت بعد تهديدات الجماعات المسلحة بأيام صعبة على العراق" مؤكدا "ربما تكون هذه هي الأيام الصعبة".
مع هذا يقول المعموري إن "التنافس السياسي ارتبط بالأزمات الأمنية دائما في البلاد".
ويوضح أن "ميزان القوى اختلف، ومن يقوم بالتفجيرات لن يجازف بالتحول لقوة إجرامية بشكل علني مما يهدد فرصه بالبقاء في مراكز القرار".