زراعة الفتنة لا تحتاج إلى فلاح جيد.... بل تحتاج إلى أرض خصبة توفرها العقول الجاهلة .
جفرا نيوز- كتب: محمد علي الزعبي
قرأت مقالات من كتاب وإعلاميين وصحفيين والتي نشرتها مجموعة من المواقع الإلكترونية والصحف ومن خلال مواقع التواصل الاجتماعي وما يتم تداوله عبر مجموعات الواتس اب، بتمعن وما احتوته من تشاؤمية وتحليلات سوداوية ، وبنظرة مستقبلية ظلامية ، وكنت أتمنى على الكتاب أن يطرحوا افكار ومقترحات ومسودات ايجابية ونصائح وارشادات للحكومة وللعامة ، بعيداً عن التنظير والتجريح والتهميش ، وأن يزرعوا فينا الأمل والمستقبل ، بدل الاحباط والانتهازية ، والتشكيك والتفريغ والإرهاب الفكري ، وفقاً لاعتبارات حزبية أو نقابية، وجدوا فيه بئر لا ينضب من التأويل ودحرجة الكلمات المؤذية للوطن ولشخوص الوطن ، وصراعات زائفه وقاتلة للاقتصاد والاستثمار .
علينا أن نتوخى الحذر عندما نكتب و نتحدث بأمر ما ، فكانكم جعلتونا نتوه بعجلة الاقتصاد وأننا كوطن أصبحنا عظاماً بلا لحم ، وأن الأردن أصبح هش وبنيانه محطمه ، ملئ بالفساد والمفسدين ، وأن كل من يعمل في القطاع العام فاسد ، ولا نعرف منهم المدى الذى شطحوا بتفكيرهم به ، وولجنا إلى التصعيد والتنمر وإبراز العثرات والكبوات ونعظمها ، محاولين جاهدين الطعن في كل خطوه نخطوها متقدمين في العطاء المثمر في ظروف صعبة اقحمتنا في الصعوبات والمطبات ، ونتجاهل الإنجازات وما قدم الوطن ونسوا أو تناسوا أن هذا الوطن راسخ كالجبال وبهمة رجاله يطال السماء عزه ورجوله وشموخ ، رغم كل الاعاصير والمنعطفات السياسية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية ، استطاع بفضل الله ورجاله الاحرار أن ينتصر على تلك العقبات .
هناك أشياء تستحق أن نتفقدها وننظر إليها بكل كبرياء وعنفوان ونذكرها ، فقيمتها المعنوية أعظم وأفضل لتعزيز الثقة بيننا ، وتعميق أواصر المحبة والألفة ، أفضل من زرع الفتن والطعن في خاصرة الوطن وإنجازاته والتقليل من عطاء الآخرين وانتماءهم ، فلا تزرعوا الفتن ما ظهر منها وما بطن، ولا نتجاوز على الثوابت الوطنية .
أصبحنا نهاجم ونناكف وملئنا أجواء الأردن بالتشاؤم ، استغباء يزاحمه جهل مطقع ، نتسابق في طعن الأردن وشخوصه ، ونقتل كل جميل في أردننا، وندحض قدرات كل مسؤول ، ونشكك في إنجازات الوطن ، ونكسر مجاذيفه، ونحفر خنادق في طريق نهضتنا ، دعوا السفينة ترسوا بعد عناء تلاطم أمواج البحر ، فالسفن لا تغرق بسبب الماء الموجود حولها، السفن تغرق عندما يصل الماء الي داخلها .
اقتصادنا في تعافى ، وموائدنا وبيوتنا والحمدلله عامرة بالغذاء والدواء والشفاء ، عامرة بالرضا والقبول ، فقيمتنا لا نكسبها برأي الآخرين بنا، ولا بممتلكاتنا ولا بمظهرنا ، فقيمتنا الحقيقية تكمن في أنفسنا ، بحياتنا ونجاحاتنا ومبادئنا وقيمنا واخلاقنا، ومسؤليتنا وحدنا من نحددها نحملها حتى وإن كان الحمل ثقيلاً علينا ، فأما أن نكون قدوة أو عبرة .
للنجاة والنجاح فلسفة، فلابد أن نفكر بوطننا ، كما نفكر بالجسد الذي تعيش فيه أرواحنا، فإن صلح الجسد عاشت فيه الروح وان أفسدت الروح الجسد فلا مكان ولا مأوى ، فكلما اشتدت وتعسرت وستحالت ، الا واستسهلت وتيسرت وفرجت .