التغييرات المناخية لم تنتهِ بعد..ظاهرة السيول إلى الواجهة مجدداً..ما هي الحلول والاستراتيجيات المتبعة؟

جفرا نيوز - يبدو أن آثار التغيرات المناخية لم تنته عند شح المياه والأمطار وارتفاع درجات الحرارة وتبدل الفصول، حيث تكررت خلال السنوات الأخيرة ظاهرة الأمطار الومضية والتي تسبب هطولات مطرية غزيرة خلال فترة قصيرة جداً ما يؤدي إلى حدوث سيول جارفة في المناطق الصحراوية والوديان.

وتكرر مشهد هذه الهطولات مؤخرا والتي سببت خسائر بالأرواح والممتلكات خلال السنوات الأخيرة ما يتطلب جهدا حكوميا لتطوير آليات الإنذار والتحذير من خطورة هذه السيول التي تسببها حالات عدم الاستقرار الجوي المتكررة، في ظل مؤشرات تؤكد استمرارية تأثر المملكة بهذه الحالات الجوية.

وتقوم دائرة الأرصاد الجوية بإصدار خريطة تحذيرية قبل أي حالة جوية وخاصة إذا ما كانت حالة عدم استقرار جوي محملة بأمطار سريعة وغزيرة.

وقال مدير إدارة الأرصاد الجوية رائد رافد آل خطاب: إن إدارة الأرصاد تقوم بدراسة أي حالة جوية وبناء على كل المعطيات العلمية والخرائط الجوية تقوم بإصدار تحذيرات قبل وقت كاف سواء للجهات المعنية أو المواطنين من خلال كافة الوسائل والمنابر سواء صفحات إدارة الأرصاد الجوية على مواقع التواصل الاجتماعي أو وسائل الإعلام المختلفة للتحذير من هذه الأحوال الجوية وتأثيراتها المحتملة.

وبين أن إدارة الأرصاد تقوم بتحديد الأماكن التي من المحتمل تعرضها لسيول وتصدر خريطة تحذيرية لتحديد هذه الأماكن وقياس مؤشر الخطورة كما حدث خلال الحالة الجوية الأخيرة أول من أمس، لافتا الى أن مناطق الجنوب والشرق وتحديدا محافظة معان تم تصنيفها خلال الحالة الجوية الأخيرة ضمن المناطق ذات التحذير المتوسط والتي توجب اتخاذ تدابير استثنائية لمواجهة أية أخطار محتملة.

وقال نقيب الجيولوجيين المهندس صخر النسور: إنه وفي ظل تأثرنا بالتغيرات المناخية وكميات الهطول الغزيرة في أوقات قصيرة وبعكس ما كان يحدث في الماضي حين كانت كميات الأمطار تتوزع على المستوى المطري كاملا أصبح اليوم على مختلف الجهات المعنية تطوير آليات جديدة للتحذير من مخاطر السيول والأمطار الومضية.

واشار النسور الى أن المد العمراني على حساب المساحات الزراعية أو الأراضي بشكل عام حول المدن، أثّر على قدرة الأرض الامتصاصية لتبقى المياه جارية على سطح الأرض وتتشكل من خلالها السيول الجارفة وبحسب شدة الهطول.

وبين النسور أن هناك جهودا تحذيرية من قبل الجهات المختصة إلا أنه وبسبب تكرار الحوادث يجب البحث عن طرق واستراتيجيات جديدة لمواجهة أخطار السيول والفيضانات خاصة في المناطق الصحراوية والوديان، معتبرا أن هذه السيول ونتيجة للأمطار السريعة، شر لا بد عنه كونها ظاهرة طبيعية ولا يمكن إيقافها ولكن يمكن الحد من أخطارها وآثارها المترتبة سواء على حياة المواطنين أو الممتلكات.

وأكد أن أي خطة يجب أن يترافق معها جزء توعوي مهم من خلال بث الرسائل لسكان مناطق الأخطار المحتملة تحوي كافة المعلومات والتحذيرات المناسبة وكيفية التصرف في حال حدوث أي مكروه لا سمح الله.

الرأي