تعالوا نتعرف على تاريخنا .. فوزي الملقي
جفرا نيوز - كتب محمد داوديه
أتاح لي دولة الأخ الدكتور هاني فوزي الملقي، فرصة ثمينة للغاية، حينما أهداني كتابا يفرِدُ معلوماتٍ مهمةً عن تاريخ بلادنا، اطلعت على بعضها لأول مرة !!
وسيكون واجبا عليّ أن انصح المهتمين بتاريخنا المجيد، الذي أَصْدقُ إن وصفته بأنه "تاريخ التحديات الكبرى والاستجابات الابداعية".
وكتاب "فوزي الملقي- حياته ونشاطه السياسي في الأردن"، بذلت فيه الكاتبة ثروت سليمان المشاقبة، جهدا شاقّا، فسلطت الضوء على شخصية الراحل فوزي الملقي، الألمعي، الذي حصل على منحة دراسية إلى الجامعة الامريكية في بيروت، بالتفوق.
عرّفتنا الكاتبةُ، بلا أدنى مبالغة، على شخصية عصامية، متزنة، لبقة، طموحة، ديمقراطية وإصلاحية.
وكما تميز بالبلاغة والخطابة، فقد تميز بانحيازه إلى التعامل مع الشخصيات القوية، فتذكرت، وأنا اقرأ خصائص فوزي الملقي، وصية جدي مزعل مشري، الذي حثني على مصادقة الأقوياء، لأن فيهم "مِقْضَب"، وتجنب مصادقة الضعفاء الذين ليس لهم أمان.
وفوزي الملقي هو أول رئيس وزراء وُلِدَ في الأردن، من بين كل رؤساء الوزراء السبعة والعشرين الذين سبقوه، كما أنه لازم وزامل (الأمير) الحسين بن طلال في بريطانيا، وكان أول رئيس وزراء في عهده العظيم.
وسأنحاز بشدة إلى فوزي الملقي، وإلى جيله العظيم، والجيل اللاحق، الذي بنى الأردن، لأنهم استمدوا معظم مناقبهم من عملهم في أسمى مهن الأرض: التعليم. فقد عمل الرجل معلما في الكرك والسلط وعمّان، وشاركه التدريس، سليمان النابلسي، وحسني فريز، وفضل الدلقموني، وخليل الساكت، ومحمود أبو غنيمة.
وشارك الملقي في تأسيس حزب اللجنة التنفيذية للمؤتمر الأردني عام 1944 مع محمد علي العجلوني، وشفيق رشيدات، ووحيد العوران، ووصفي ميرزا، وعبد الرحمن خليفة، وسليم البخيت، وكمال الجيوسي وعبد الرحيم الواكد.
شكّل أبو هاني، حكومةً من أحد عشر وزيرا، أداروا البلاد بكفاءة في أحلك الظروف المحلية والإقليمية والدولية، ظروف الحرب الباردة، والأحلاف، وحكم الملك الحسين الجديد، والمؤامرات العربية المتلاحقة، وتحديات الإحتلال الإسرائيلي، والعجر عن تحقيق تطلعات أبناء الأمة في الوحدة والحرية والتقدم.
شكّل فوزي الملقي حكومة ضمت عشرة من رجالات الضفتين: سعيد المفتي، شفيق رشيدات، بهجت التلهوني، مصطفى خليفة، حكمت المصري، حسين فخري الخالدي، سليمان السكر، أحمد طوقان، أنسطاس حنانيا، أنور الخطيب.
ويلفت النظر في الكتاب، أن رؤساء الوزارات في تلك الحقبة، كانوا يقبلون العمل وزراء، في حكومات يشكلها وزراء كانوا في حكوماتهم.
فعمل دولة الرئيس فوزي الملقي، بعد استقالة حكومته، نائبا لرئيس الوزراء ووزير دفاع، ووزير خارجية، ووزير تربية وتعليم، ووزير اشغال عامة، ومندوبا للأردن في الأمم المتحدة.
كما عمل اصحاب الدولة: سليمان النابلسي، وسمير الرفاعي، وسعيد المفتي، وحسين الخالدي، وزراء.
كما يلفت النظر في الكتاب، وقوع اشكالات عديدة منها، اعلان حكومة سليمان النابلسي إقامة علاقات دبلوماسية مع الاتحاد السوفياتي، دون عِلم الملك !!
فوزي الملقي شخصيةٌ ثريةٌ خُلقاً، غنيةٌ تجربةً، مؤثرةٌ دوراً، تستحق جهدَ الكاتبة المميز في تعريفنا بها. شكرا دولة هاني فوزي الملقي على الهدية.
الدستور