"تويتر" تلحق بالمنصات الأميركية وتقلد "تيك توك"
جفرا نيوز - تتسابق منصات التواصل الاجتماعية المجانية في توفير المميزات التي تُسهم في جعل المستخدمين يقضون أطول وقت ممكن على المنصة، لأن ذلك هو طريق التربح الرئيس الذي يرفع مداخيل المواقع غير المدفوعة.
لكن، مع ارتفاع أعداد الناشطين إلى مستويات قياسية، باتت القدرة على حصرها أصعب، لتتجه المنصات إلى "تقنيات آلية"، للتواصل مع المستخدمين وتحقيق المستهدفات، على رأسها "الذكاء الاصطناعي".
وتحرص هذه التقنية على نشر المحتوى، الذي يتفاعل معه المستخدمون أو المحتوى المثير للجدل، لمحاولة جذب الأفراد بشكل أكثر وإجبارهم على قضاء وقت أطول على المنصة.
وكانت بداية هذه التقنية عبر منصة "تيك توك"، التي تعتبر حالياً أحد أكثر المواقع زيارةً، متفوقة على غوغل، وهو أمر لم نعتد عليه منذ سنوات، إذ إن آخر إحصائية تشير إلى أن تيك توك أحد أعلى المواقع زيارة من سبتمبر (أيلول) إلى ديسمبر (كانون الأول) 2021.
مبدأ الذكاء الاصطناعي في عرض المقاطع قائم على شيء واحد، وهو محاولة جذب المستخدمين وعرض مقاطع مثيرة للجدل والنقاشات المختلفة، وهذا يعني عدم عرضها حسب المتابعة، إنما وفق التفاعل والانتشار.
ويستطيع الأشخاص من خلال هذه الميزة مشاهدة المقاطع الأكثر تفاعلاً، مما يعني أن منصات التواصل تتحكّم بشكل فعلي بالمستخدمين بعرض مقاطع حسب وجهة نظرها وحسب تفاعلها، وتتحكّم بشكل غير مباشر بالرأي العام، وبإمكان المنصات أيضاً إخفاء مقطع فيديو وتقليل التفاعل عليه وغيرها من الأمور المختلفة.
وسائل التواصل الاجتماعي لم تعد مجرد "وسائل"
أوّل من اعتمد هذا المبدأ كان "تيك توك"، وبعدها انتقل إلى إنستغرام وسناب شات، والآن تويتر أعلن عن تغيير صفحة الأعلى تفاعلاً والبحث باستبدالها بأخرى جديدة كلياً مشابهة لما هو مستخدم في تيك توك، وسيتاح خيار جديد، وهو الدخول على تويتر للاطلاع على الأخبار ومشاهدتها، وأيضاً الاطلاع على مقاطع فيديو ومشاهدتها، إذ إن أغلبها سيكون الأعلى تفاعلاً وتداولاً في المنصة.
نسخ المميزات وتقديمها للمستخدمين أمر كان غير مستحب، لكن يبدو أن منصات التواصل حالياً تحاول تقديم المميزات الناجحة للمستخدمين، وإطالة عمرها، فالمبدأ حالياً وبشكل بسيط: لماذا أعيد اختراع العجلة وابتكار ميزة جديدة مع وجود خاصية ناجحة في منصة أخرى؟
وهذا ما يحدث حالياً، على سبيل المثال إنستغرام يسعى وبشكل كبير في نسخ المميزات الناجحة، وتقديمها بطريقة مختلفة وبسيطة، ومع الوقت تنجح وتتداول بين المستخدمين كما هو حاصل حالياً مع ميزتي الستوري والريلز اللتين نجحتا بشكل كبير، وتنافس بهما حالياً المنصات الرسمية التي ابتكرتهما.
الميزة الجديدة في تويتر قد تكون متاحة خلال أسابيع بسيطة، إذ إنها وصلت بشكل تجريبي لعدد ليس ببسيط من المستخدمين، وقد تكون جاهزة رسمياً في مدة لا تتجاوز الشهر تقريباً، وهو أمر تعوّدنا عليه من تويتر في إطلاق المميزات، إذ إنها بالغالب وكما حصل مع خاصية المساحات الصوتية، أنها أعلنت عن الميزة وأصبحت تضيفها تدريجياً للمستخدمين حسب الدول، واستمرت في ذلك على مدى تقريباً 3 أشهر كاملة.