كفاءات على رصيف الوطن.. د. الشيشاني نموذجا
جفرا نيوز/ بقلم: الدكتور زيد المحيسن
الوطن الذي اتحدث عنه هو قطعة من جسدي وعقلي ونفسي وروحي ، وهو كذلك بالنسبة للجالسون جبرا على رصيفه – هم خيرة الخيرة الذين ساهموا بقدر من الجهد والعرق والعمر والدم في بناء مداميكه الاولى ، رفعوا القواعد وشيدوا البناء العمراني والبشري ، شاهدوه يكبر رويدا رويدا واستظلوا جميعا تحت سارية علمه ورفعوها عاليا في ارجاء الوطن وخارجه وزادوا العلم والوطن قوة الى قوته في السمعة والحركة والخفقان .
كفاءات وقامات وطنية كبيرة وفي كل المجالات الحيوية والحياتية قصفت اعمارهم من الوظيفة العامة وطمست انجازاتهم وغيبوا من المشهد العام ، حسدا وظلما اوغيرة او مزاجا وهم في اوج عطائهم ، فهولاء لم ينافقوا للمسؤول ولم يوافقوا على قراراته وطلباته فاثروا مفارقة المشهد والموقع العام على مضض ، بعضهم هاجر الى الخارج تحت ضغوط الحاجة ومتطلبات الاسرة الكبيرة وبعضهم اثر البقاء والصمود والصبر والجلوس على رصيف الوطن ينتظر ساعة الفرج ليعود الحق الى اصحابه ولو بعد حين ، ولكن هيهات هيهات ان يأتي فرج البشر على البشر ، ولكن لم يقنطوا من فرج السماء وروح الله وعدله .
الدكتور احمد موسى الشيشاني ، قامة رياضية كبيرة ، ومن مؤسسي الحركة الرياضية المعاصرة في مدينة الزرقاء ، عرفته مدرسا لتربية الرياضية في مدرسة الزرقاء الثانوية في السبعينيان ولاعبا مؤثر في النادي القوقازي تشرب الرياضة علما وممارسة ، حاز على البكالويوس والماجستير والدكتوراه في تخصص التربية الرياضية وفروعها من اميركا ، وعاد يدرس ويدرب ماتعلمه في الجامعات الاردنية والعربية ، كون خبرات متراكمة من خلال الممارسة ومتابعة التعلم في الخارج خرج افواج من الطلبة لكن هناك ظلما كبير وقع عليه من خلال ابعادة عن المشهد الرياضي الاكاديمي والاتحادات الرياضية التي هي بامس الحاجة الى خبراته العلمية والعملية وخاصة في مجال كرة القدم المتعثرة في بلدنا منذ سنوات !!!
خبرات وطنية على الرصيف دون استثمار حقيقي لها ، بفعل سؤء ادارة المشهد الرياضي للقائمين عليه وعدم البحث عن الكفاءات الوطنية المعطلة في الداخل والبحث عن الواسطة والمحسوبية في ادارة المشهد الرياضي ، والذي يتحور من فشل الى فشل اكبر .
لقد ترهلت الادارة العامة في كل شىء وشاخت في وقت مبكر من جراء ابعاد الكفاءات في هذا الزمن الاغبر – زمن القلة والذلة والكحل الاسود –لقد اصبح للبشر سلطة على القانون في هذا الوطن الغالي ، بدل ان يكون العدل والقانون هو صاحب السلطة والحضور على البشر وفي المشهد الوطني ، لهذا فعندما ينتهي دور القانون وهيبته يبدأ عصر الفساد والطغيان للانسان وهذا مايجري في ديارنا مع الاسف الشديد هذه الايام ، من خلال تغيب الكفاءات الرياضية امثال الدكتور احمد وغيرهم كثر في كافة المجالات الحياتية – و المصيبة التي اود التاكيد عليها ايضا ، ليس في ظلم الاشرار للكفاءات الوطنية فحسب ، ولكن في صمت الاخيار امام مشاهد الظلم لهذه الكفاءات دون تحريك ساكن او حتى كلمة حق – اللهم اجعلنا من الاخيار الذين ينطقون بالحق لنصرة هؤلاء
الجالسون على رصيف الوطن من شرفاء الوطن والامة والذين يترحمون على الماضي التليد لمؤسسات الوطن ورجالاته الغائبين ، انهم يبكون على الواقع ولكن دموعهم هذه المرة ليست من ماء وملح ... بل هي من دم خالص نقي بنقاء قلوبهم المكلومة .