دراسة للزميلة طومار : محدودية التحليل والإستشراف في معالجة الصحف الأردنية لتبعات الجائحة الاقتصادية
جفرا نيوز - كشفت دراسة أجرتها الزميلة شروق طومار لغايات الحصول على درجة الماجستير في الصحافة والإعلام من جامعة البترا بعنوان "اتجاهات النخبة الاقتصادية نحو معالجة الصحف اليومية الأردنية للشأن الاقتصادي خلال أزمة كورونا"، أن الوظيفة الإخبارية هي المسيطرة على معالجة الصحف اليومية للشأن الاقتصادي خلال الجائحة مقابل محدودية التحليل والاستشراف، وأن صحيفة الغد هي الأكثر تفضيلا لدى النخبة في متابعة المحتوى الاقتصادي بنسبة 58%، تلتها صحيفة الرأي بنسبة 38%.
وقررت لجنة المناقشة المنعقدة في جامعة البترا الاثنين الماضي إجازة الدراسة بعد مناقشتها، وأشار أعضاء لجنة المناقشة إلى أهمية الموضوع الذي تناولته الدراسة وأهمية النتائج التي توصلت إليها والتوصيات التي تقترحها الباحثة لتحسين واقع الصحافة الاقتصادية الأردنية وتفعيل دورها وتطوير أدائها بناء على النتائج التي توصلت إليها.
وهدفت هذه الدراسة إلى الكشف عن اتجاهات النخبة نحو معالجة الصحف اليومية للشأن الاقتصادي خلال أزمة جائحة كورونا، من خلال رصد تقييم النخبة لأداء الصحف اليومية وللدور الذي تمارسه في التفاعل مع الأزمة الاقتصادية إيجابا وسلبا، وقياس مدى فعالية الوظائف التي مارستها الصحف اليومية والوقوف على أوجه القصور في أدائها أثناء تغطية ومعالجة الشأن الاقتصادي خلال الأزمة.
وبينت الدراسة أن نسبة متابعة النخبة الاقتصادية للشأن الاقتصادي في الصحافة اليومية الأردنية خلال أزمة كورونا بلغت 76%، ويتابع 40% من المستجيبين المحتوى الاقتصادي في صحيفتي الرأي والغد معا، وجاءت صحيفة الغد الأكثر تفضيلا في متابعة المحتوى الاقتصادي بنسبة بلغت 58%، تلتها صحيفة الرأي بنسبة 38%.
وترى غالبية النخبة وبنسبة 79.6% أن الخبر الصحفي هو الأكثر شيوعاً بين الفنون الصحفية في تغطية الصحافة اليومية للأبعاد الاقتصادية خلال أزمة كورونا، يليه التقرير الصحفي بنسبة 75.6%، فيما جاءت بعد ذلك الأنماط الصحفية التي يمكن أن تتضمن تحليلا وهي المقالات 68%، المقابلات الصحفية 59.2%، التحقيقات الصحفية 55.2%.
كما أظهرت الدرسة أن نسبة 81.6% من النخبة ترى أن الصحف قامت بتغطية نشاطات الحكومة في التعامل مع الجائحة بصورة مستمرة، ويعتقد ما نسبته 70.8% أن الصحافة اليومية استندت في معالجتها على نشر التوجهات الحكومية دون التعليق عليها، بينما بلغت نسبة من يرون أن المعالجة الصحفية تحرت عرض آراء الخبراء الاقتصاديين المتعددة خلال الجائحة 71.2%، ويرى 52 % منهم فقط أن الصحف تقدم رؤى متخصصة لمعالجة الوضع الاقتصادي بصورة شاملة.
ويرى غالبية المبحوثين أن الصحف اليومية ركزت في تغطيتها للتبعات الاقتصادية للجائحة على الجوانب والقضايا الناتجة بشكل مباشر عن الجائحة والتي تأثر بها الأردن كبقية بلدان العالم وليست ناتجة عن إجراءات الحكومة في التعامل مع الجائحة، مقابل التركيز على الإجراءات الحكومية الداعمة للاقتصاد للحد من آثار الأزمة وعلى حزم التحفيز الاقتصادي الحكومية.
ومن وجهة نظر النخبة، اتسمت تغطية الصحف اليومية للشأن الاقتصادي خلال الأزمة بتكرار الموضوعات وتقديم معالجة سطحية وغير متخصصة وغير شاملة ولا تراعي التوازن بالإضافة إلى أن المجالات التي تغطيها محدودة، إلا أنها التزمت الصدق وركزت على قضايا تهم المجتمع.
وفي ضوء النتائج التي توصلت إليها الدراسة، قدمت الباحثة عدداً من التوصيات الهادفة إلى تحسين واقع الصحافة الاقتصادية الأردنية، تتلخص فيما يلي:
1. تعزيز ودعم وجود الصحافة المستقلة المتعددة، ودعوة الحكومة إلى مراجعة القوانين والتشريعات التي من شأنها الحد من حرية الإعلام والعمل الإعلامي، لتمكين الصحفيين والصحفيات من الوصول إلى المعلومات بالسرعة الممكنة.
2. العمل على تطوير مهارات وقدرات الصحفيين والصحفيات الاقتصاديين والاقتصاديات المهنية، خاصة في مجالات تقصي المعلومة، تحري الحقيقة، صحافة البيانات، السرد الصحفي، الاقتصاد والمالية العامة، وتكنولوجيا المعلومات، ودعوة المؤسسات الإعلامية للعمل على دعم ورش التدريب المهني للطواقم الصحفية العاملة لديها.
3. دعوة الصحفيين والصحفيات إلى تنويع مصادر المعلومات وتعليقات الخبراء والأكاديميين والمهنيين والاقتصاديين وغيرهم، بحيث تشتمل على المصادر الرسمية أو تعليقات الخبراء المساندة للجانب الرسمي من جانب بالإضافة إلى المصادر غير الرسمية وغير المعروفة بالتحيز للجانب الرسمي، وتحري الحياد والمساواة في عرض وجهة نظر الجانبين تحقيقا للتوازن والمصداقية.
وأهدت طومار هذه الدراسة إلى والديها وابنها محمد، وإلى روح الزميل خالد زبيدي أحد رموز الصحافة الاقتصادية ومؤسسيها في الأردن الذي فقده الوسط الصحفي خلال الجائحة لوفاته متأثرا بإصابته بفيروس كورونا.