فيروسات في المناهج أيضا!!
جفرا نيوز - بقلم: جهاد المساعدة
في الأردن فقط، كل شيء ممكن! أمّيٌ يدير مراكز علوم الفضاء، وممرّض يدير تطوير الزراعة، وفلّاح ينظّم سكة الحديد، وأخيرًا فيروس يدير المناهج!
حين تنزل بك نازلة وظيفية يعيّنوك سفيرًا، وحين تجرفك سيول يعيّنوك قانونيّا، وحين تقع في الهاوية يعيّنوك لمواجهة كورونا!
كلّنا يذكر رغبتنا في هداية الإنسانية جمعاء، فاشتركنا بذلك مع الفكر الداعشي! وكلنا يذكر أزمة المناهج الأولى " كولينز " وكيف ثار المجتمع انتقامًا للثقافة الوطنية المهدورة! وها هي أزمة المناهج الثانية، كتب تصدر بلا هوية محدّدة، ودون مواطنة تنقل فيروسات إلى كل بيت أردني.
فيروسات جهل عمياء تطيح بأبرز خبراء المناهج في الأردن: ذوقان عبيدات، ومحمود المسّاد، فهنيئًا للوطن بالفيروسات المتحورة بنسختها المايكرونية التي نأمل أن لا تكون شديدة الفتك بأبنائنا، وإلّا كيف لطلاب فيروسات يقودون مسالك ومسارات تربوية ليس أقلها المناهج، حين تضرب الفيروسات المناهج، ولا يتدخل المجتمع، ولا يتدخل المسؤولون، فما الذي ننتظره؟!
هندسة الجهل والإدارة بالجهل أصبحت هي المبدأ السائد في إدارة كثير من المؤسسات، وصناعة الجهل المتعمّد غدت هي أيضا مبدأ من مبادئ الإدارة بالجهل بهدف خلط الأوراق والتضليل والتعمية، وتوظيف التناقضات، حتى نتعايش مع ممارسات هذه الإدارة من عمليات تضليل وتزوير!
لدينا اليوم فائض من –الجهابذة - الذين يملكون من حيل التنظير ونادرة هي أفعالهم، والدليل أن المنظرين لا يزالون يمارسون عمليات التضليل على المنصات الإعلامية ببيع المعرفة بالجهل بحكم موقعهم، لا بحكم معرفتهم أو تخصصهم، فأصبح الجهل منتجًا يتم صناعته بإشرافهم.
لقد كتب عبيدات قبل يومين كيف يُطوَّع القانون لإلحاق الأذى بعامل، فلم أفهم ما يقصد، وحين كتب المسّاد عن إدارة الجهل، لم أعرف أنه يريد إدارة الجهل أم الإدارة بالجهل! واليوم وقبل قليل سمعت بالإطاحة بخبراء المناهج واستبدالهم بخبراء ...................
كتب عبيدات قبل سنتين: إن شخصًا اسمه "ولا حدا" هو من يتصدى لحل مشاكلنا. فما أشبه اليوم بالبارحة!!