مخاوف من انتشار أوميكرون في المملكة

جفرا نيوز - أعلنت وزارة الصحة، امس، تسجيل 295 إصابة جديدة بمتحور «أوميكرون» من فيروس كورونا في الأردن ما يرفع عدد الإصابات بهذا المتحور إلى 328 إصابة.

وكشف عن اوميكرون بالمملكة في العاشر من الشهر الحالي من خلال رصد حالتين احداهما لقادم من الخارج والثانية لرجل ليس له تاريخ سفر.

وقال وزير الصحة الدكتور فراس الهواري إن «المصابين بالمتحور الجديد غالبيتهم مطعمون ومن خارج الأردن، وظهرت عليهم أعراض خفيفة، ولم يحتج أي أحد منهم لدخول المستشفيات، مضيفا أن النسخة السائدة خلال الأيام القادمة في المملكة ستكون اوميكرون».

وأشار الى أن غالبية «المصابين بالمتحور الجديد غالبيتهم مطعمون ومن خارج الأردن، وظهرت عليهم أعراض خفيفة، ولم يحتج أي أحد منهم لدخول المستشفيات».

واعتبر وزير الصحة الأسبق الدكتور سعد الخرابشة مجرد اعلان الوزارة تسجيل إصابات جديدة باوميكرون غير كاف، داعيا الى إعطاء معلومات تحليلية تفصيلية عن هذه الحالات تتعلق بمصادر العدوى، مثل عدد الحالات المحلية الأعراض أو الصورة السريرية وهل سيتم عزلها واين.

ونوه الى ان وجود هذا العدد الكبير من الحالات المكتشفة فرصة للباحثين الأردنيين لدراستها سريرياً ووبائياً لزيادة المعرفة بخصائص هذا المتحور، لا أن نبقى معتمدين على ما ينشر من دراسات أجنبية فقط، متسائلا عن فائدة اقتصار حظر الطيران على بعض الدول، فيما المتحور بات منتشراً في معظم بلدان العالم.

اوميكرون يضرب بقوة ويسجل ارقاما قياسية في كل دول العالم وارتفعت الإصابات به في المملكة خلال اسبوعين تقريبا، فيما لا تزال هناك حالات لم تحسم اصابتها بانتظار النتائج النهائية.

وبعد تسجيل هذا العدد الكبير من الاصابات بمتحور اوميكرون عقدت لجنة الاوبئة اجتماعا طارئا امس لبحث هذه المستجدات وأهم ما يمكن اتخاذه من توصيات لجعل الجرعة الثالثة أساسية في سند أخضر والتسريع بعملية التطعيم.

ويبقى الخوف الأكبر هو تزايد الحالات بشكل سريع وحدوث ضغط على المستشفيات، لذلك أكد عضو اللجنة الوطنية للأوبئة في المملكة بسام حجاوي أن من لم يتلق لقاح فيروس كورونا بجرعتيه عليه الجلوس في بيته وعدم التسبب بمشاكل.
واشار إلى شفاء حالتين مصابتين بمتحور «أوميكرون» وخروجهما من العزل، وزوال الأعراض عنهما.

الأمين العام الأسبق لوزارة الصحة، الدكتور عبدالرحمن المعاني حذر من تسارع انتشار المتحور الجديد، مشيرا إلى أن دولا عدة في العالم أعادت فرض قيود (الاغلاق او الغاء الاحتفالات)، وسط استمرار الانتشار السريع للسلالة شديدة التحور في جميع أنحاء العالم.

ونوه المعاني إلى صعوبة تطبيق البروتوكولات الصحية التي وضعتها الحكومة، حيث تشترط تطعيم الأشخاص بجرعتين واجراء فحص «بي سي ار» قبل (48) ساعة من الفعالية، وهي مسألة غير ممكن تطبيقها على أرض الواقع.
وردا على سؤال الدستور حول سبب القلق المتصاعد من متحور أوميكرون على الرغم من أن البيانات تشير إلى أنه لا يسبب مرضا أكثر شدة حتى الآن، قال الدكتور سعيد مرتضى أخصائي في علم الفيروسات بجامعة جون هوبكنز أنه لاتوجد إلى الآن معلومات دقيقة عن هذا المتحور ولازال الباحثون يتقصون المزيد من المعلومات عنه.

وأضاف لـ»الدستور» لا نعلم تماما إلى الآن فيما إذا كان أوميكرون يسبب مضاعفات بسيطة ومعتدلة، أم أنه يمكن أن يسبب مشاكل ومتاعب صحية خطرة، الا أن المعلومة الاكيدة بحسب مرتضى أن أوميكرون متحور شديد العدوى، سهل الانتقال والتحرك طبقا لما تذكره كل التقارير ذات المصداقية الطبية.

وقال ان كافة البيانات أظهرت أنه أسرع انتشارا من السلالات السابقة، وهو ما يحاول الخبراء تحديد أسبابه رغم صعوبة المهمة.
أخصائي علم المناعة د. خضر حجازي قال  حول سرعة انتشار اوميكرون، ان البيانات الخاصة في المحافل العلمية الموثوق تؤكد إن النسخة الأولى من فيروس كورونا المستجد كانت بطيئة الانتشار حيث يبقى الفيروس داخل الجسم 5 أو 6 أيام قبل ظهور الأعراض، لكن فترة حضانة السلالات المتحورة أتت أقصر من ذلك بكثير.

وأضاف ان فترة حضانة متحور ألفا نحو 5 أيام، ومتحور دلتا 4 أيام، لكن فترة حضانة أوميكرون قد لا تتجاوز 3 أيام.
ووفق حجازي، فأن فترة الحضانة مهمة جدا وتلعب دور كبيرا في انتشار السلالات، ذلك انه فكلما كانت فترة الحضانة أقصر، أصبح الشخص معديًا أكثر، وتفشى المرض بشكل أسرع.

وبين أن الأبحاث في جامعة هوبكنز تشير إلى أن فترة الحضانة القصيرة «تجعل السيطرة على الفيروس أكثر صعوبة بكثير»، وهو ما يفسر انتشاره خلال شهر في عشرات الدول، وبلغت معدلات الإصابة بالعدوى مستويات قياسية.
وبين أنه ماتزال المعلومات غير كافية ولكن باعتقادي أن هناك مؤشرات خطيرة، فنحن إلى الآن لا نعلم بشكل قطعي تأثير اوميكرون على خلايا الجسم.

أخصائي علم الأحياء الدقيقة الدكتور كرم دعيبس، اعرب عن اعتقاده بان فترة الحضانة القليلة لدى اوميكرون أقصر من باقي المتحورات، بالنظر لتضاعف معدلات الإصابة في غضون يومين إلى 3 أيام في أغلب الدول التي انتشر فيها أوميكرون.
الا أنه اكد أن تحديد هذه الفترة بشكل قطعي يحتاج الى رصد بؤر العدوى وأن تكون هناك معطيات واضحة مثل اللقاح وتاريخ الإصابة من حيث العمر والحالة الصحية وآلية انتقال العدوى.

وأشار إلى أن بروتين سبايك الخاص بمتحور أوميكرون أكثر من 30 طفرة، وهو ما يساعده بالدخول إلى الخلايا والقدرة على الاختباء.

وقال ان هناك دراستين حديثتين، أظهرت اولاهما قام بها فريق من جامعة هارفارد أن فيروسًا غير ضار شبيها بأوميكرون، استطاع خلال تجارب في المختبر أن يخترق الخلايا البشرية بسهولة، مضيفا ان الدراسة الأخرى من جامعة هونغ كونغ اظهرت أن أوميكرون يتضاعف أسرع بعشرات المرات من دلتا في أنسجة مستخرجة من الجزء العلوي من الجهاز التنفسي، ولعل هذا ما يفسر الانتقال السريع» لمتحور أوميكرون، بحسب دعيبس.
وفسر الخبراء لـ»الدستور» أن اوميكرون يحتوي على طفرات تغير البروتين الشوكي على سطح الفيروس، وهذه الطفرات تجنب الاستجابة المناعية للجسم، مما يجعل اللقاحات والعلاجات المستخدمة أقل فعالية.

واشاروا إلى أن بروتين سبايك هو هيكل على شكل مضرب يستخدمه الفيروس لربط الخلايا، وقد عثر على مستقبل بشري في خلايا الرئة بحيث يلتصق بروتين الفيروس الشوكي بالمستقبل مثل مفتاح يتم ادخاله في قفل، من هنا يمكن أن يدخل الفيروس الخلية ويتكاثر فيها.

إما الأجسام المضادة فيمكن تحفيزها من خلال عدوى سابقة أو تلقى اللقاح أو بعض العلاجات من الالتفاف بالبروتين الشوكي ومنعه من الالتفاف بالخلية لكن الطفرات يمكن لن تغير شكل البروتين الشوكي وتمنع الأجسام المضادة من الالتصاق بالشكل الصحيح.

وسجل في المملكة أمس 43 وفاة بين المصابين بفيروس كورونا و1447 إصابة جديدة؛ ليرتفع إجمالي عدد الإصابات منذ بدء الجائحة إلى 1052868 إصابة، وفقا للموجز الإعلامي الصادر عن وزارة الصحة.

وارتفع عدد الوفيات منذ بدء الجائحة إلى 12487 كما أجري 28911 فحصا مخبريا، بنسبة فحوص إيجابية قدرها 5.01 %، ووصل العدد الإجمالي لفحوص الكشف عن الفيروس إلى 13336915 فحصا.
وبلغ عدد حالات الشفاء الجديدة 5256 حالة؛ ليصل مجموع حالات الشفاء المتوقعة إلى 997546، فيما بلغ عدد حالات الإصابات النشطة 42835.

وسُجلت 124 حالة إدخال جديدة إلى المستشفيات، فيما خرج منها 106 أشخاص، ويرقد في المستشفيات من الحالات المؤكد إصابتها 1050 إصابة.

الدستور - كوثر صوالحة