لماذا الطعن في نزاهة مجلس نقابة المهندسين؟..
جفرا نيوز - أ.د. أنيس الشطناوي
نتابع ببالغ الاستياء والألم ما تتناوله حملة مبرمجة في وسائل التواصل الاجتماعي من بيانات ومنشورات وفيديوهات مجزوءة تصدر من كوادر وقيادات مُعينة لإحدى التوجهات النقابية أو "السياسية" والتي تهدف إلى الطعن فى نزاهة مجلس النقابة وسعادة النقيب، وتحاول النيل من أدائهم، وتشكك سلفاً، من باب الاحتياط، في نتيجة التصويت على مقترحات تعديل قانون النقابة قبل حصوله، عن طريق لي عنق الحقيقة وقلب الوقائع لما حصل في اجتماع الهيئة العامة يوم أمس الجمعة وخلط الأوراق، ولا تتوانى عن بث الافتراءات على مكانة مجلس النقابة وسعادة النقيب متوهمين أن بمقدورهم الضغط بغوغائية مبرمجة تهدف إلى ثني مجلس النقابة عن المضى فى مهمته المقدسة لادارة شؤون النقابة خلال هذه المرحلة الصعبة والحرجة. حيث تسعى هذه الجهات إلى تقويض قانونية وشرعية مجلس النقابة دون النظر إلى مصالح جموع المهندسين والمهنة على العموم.
برأيي، إن ما يتم من محاولات بغرض التشكيك في النوايا إزاء نزاهة التصويت القادم على تعديلات قانون النقابة، هو محض افتراء لا أساس له من الصحة، وإن هذا الموقف المشبوه يتناسى أن مثل هذه التعديلات قد تم التوصية بها من الهيئات العامة عبر سنوات طوال وسابقة، قد فشلت مجالس نقابة سابقة، بقصد او بدون قصد، في تنفيذها على أرض الواقع، مما يثير الشكوك حول سر هذا التمسك اليوم بهذا الفشل والدفاع المستميت عنه. فهل هي الرغبة في اجهاض التغيير نحو تشاركية حقيقية في ادارة شؤون النقابة من جميع أطياف المهندسين الملونة أو غير الملونة منها، والتي على ما يبدو تهدف في جوهرها إلى تيئيس المهندسين من الوصول لهذا الأمل رغبة في الاستيلاء على النقابة بالكامل وتحويلها لمعقل سياسي يسخرها لخدمة مصالح سياسية بحتة غير مكترثة بالمهنة وحاجاتها وعموم المنتسبين لها.
إن الحديث والترويج المسبق بوجود طعن في قانونية التصويت وحتى في شرعية مجلس النقابة الحالي والإيحاء بخضوع المجلس وقراراته لسلطات الدولة التنفيذية إنما هو أسلوب غير مقبول ومفضوح يستهدف الإساءة إلى نقابتنا العريقة ومجالسها وهيئتها العامة وفيه إستباق مقصود للنتيجة معززاً بالسعي إلى تحقيق مصالح حزبية ضيقة على حساب قدسية النقابة ومهنيتها.
وعليه، فإن التصويت على مقترحات تعديل قانون النقابة لابد أن يكون معبراً عن المجتمع الهندسي بكامله مع الاحترام لنتيجته سلفاً، وليس فقط عن الصوت العالي الغوغائي لفئة جهوية تتغير مواقفها حسب متطلبات المرحلة لغايات انتخابية مكشوفة.
وهنا، فإنني أحث مجلس النقابة الموقر وسعادة النقيب على الالتزام بهذا النهج الاصلاحي وعدم الانجراف وراء محاولات الاستفزاز والجر إلى معارك صغيرة اهدافها غير بريئة، مقدراً صعوبة المناخ العام الذى يعمل فيه المجلس ومنذ توليه المسؤولية، ونتفهم أن الأداء على العموم قد قد لا يرضى طموحات جميع المهندسين فى هذه المرحلة الحرجة، إلا أننا نؤكد أن مصلحة المهندسين هى الشاغل الأول لكل حريص لا يحكمه لون أو تحزبات أو فئوية أي كانت.
وأدعو زملائي جميع المهندسين أن لا يدخروا جهداً فيه صالح المهنة والمهندس حتى نجتاز جميعاً هذه المرحلة الصعبة من تاريخ نقابتنا الغالية علينا جميعاً ونصل إلى توافق وتشاركية يرضى بها العموم.