ماذا تعرف عن متلازمة توريت؟

ماذا تعرف عن متلازمة توريت؟

جفرا نيوز - تتناول نشرة معهد العناية بصحة الأسرة، مؤسسة الملك الحسين، اليوم الأربعاء، (متلازمة توريت)، الخلل العصبي الذي يظهر منذ الطفولة المبكرة، ويعد الذكور أكثر احتمالا للإصابة به من الإناث، بثلاث إلى أربع مرات.

وتوضح نشرة المعهد ماهية متلازمة توريت، وأعراضها، وأنواعها، والأمراض الإضافية التي قد يعاني منها من يصاب بالمتلازمة، إضافة إلى الأسباب، والتشخيص، والعلاج.

متلازمة توريت (Tourette syndrome) هي عبارة عن خلل عصبي يظهر منذ الطفولة المبكرة، يتميز بحركات وتكرارات نمطية وغير إرادية تسمى التشنجات اللاإرادية، عادة ما يسبقها إحساس غير مرغوب فيه في العضلات المتأثرة.
 
التشنجات اللاإرادية هي تشنجات مفاجئة أو حركات أو أصوات يفعلها الناس بشكل متكرر. لا يستطيع الأشخاص الذين يعانون من التشنجات اللاإرادية منع أجسادهم من القيام بهذه الحركات أو الأصوات، ومن الحركات اللاإرادية المتكررة الشائعة هي وميض العينين، والسعال، وتطهير الحلق، وحركات الوجه. ولا تؤثر متلازمة توريت بشكل سلبي على الذكاء او متوسط العمر المتوقع.

تظهر التشنجات اللاإرادية بين سن عامين و15 عامًا، والمتوسط 6 سنوات. ويعد الذكور أكثر احتمالاً للإصابة بمتلازمة توريت بثلاث الى أربع مرات عن الاناث.

على الرغم من عدم وجود علاج شافٍ لمتلازمة توريت. لا يحتاج الكثيرون من المصابين بالمتلازمة للعلاج عندما لا تكون الأعراض مزعجة. وتقل غالبًا التشنجات اللاإرادية أو تصبح قيد السيطرة بعد سنوات المراهقة.

تسمية متلازمة توريت:
سميت هذه المتلازمة بهذا الاسم نسبة لطبيب الأعصاب الذي اكتشف أعراضها، وهو فرنسيّ الجنسيّة، ويدعى جورج جيل دو لا توريت، في سنة 1884.

أعراض المتلازمة:
الأعراض الرئيسية لمتلازمة توريت هي التشنجات اللاإرادية، وغالبًا ما تكون الأعراض الأولى هي التشنجات اللاإرادية الحركية التي تحدث في منطقة الرأس والرقبة. عادة ما تكون التشنجات اللاإرادية أسوأ في الأوقات العصيبة أو المثيرة، وتميل إلى التحسن عندما يكون الشخص هادئًا أو يركز على نشاط ما. كما تتغير أنواع التشنجات اللاإرادية وعدد مرات إصابة الشخص بها كثيرًا بمرور الوقت. على الرغم من أن الأعراض قد تظهر وتختفي وتعاود الظهور، إلا أن هذه الحالات تعد مزمنة. في معظم الحالات، تقل التشنجات اللاإرادية خلال فترة المراهقة والبلوغ المبكر، وفي بعض الأحيان تختفي تمامًا. ومع ذلك، فإن العديد من الأشخاص الذين يعانون من متلازمة توريت يعانون من التشنجات اللاإرادية في مرحلة البلوغ، وفي بعض الحالات، يمكن أن تصبح التشنجات اللاإرادية أسوأ خلال مرحلة البلوغ.

هناك نوعان من التشنجات اللاإرادية - الحركية والصوتية:
- التشنجات اللاإرادية الحركية: وتتمثّل بحركات لاإرادية للعين، أو هزّ للكتفين، أو ثني للأصابع، أو قفز، أو ارتعاش العنق.
- التشنجات اللاإرادية الصوتية: تتمثّل بالصراخ، أو إصدار صوت كالعواء، أو سعال، كما قد يكرر بعض الكلمات والعبارات، أو الألفاظ النابية.

ويمكن أن تكون التشنجات اللاإرادية بسيطة أو معقدة:
- التشنجات اللاإرادية البسيطة: تشمل أجزاء قليلة فقط من الجسم مثل إغماض العينين أو الشم.
- التشنجات اللاإرادية المعقدة: عادة ما تتضمن عدة أجزاء مختلفة من الجسم ويمكن أن يكون لها نمط. مثال على التشنجات اللاإرادية المعقدة هو تأرجح الرأس أثناء هز ذراعك ثم القفز لأعلى.

الأسباب:
إن السبب الدقيق وراء الإصابة بمتلازمة توريت يعد غير معروف. تشير الأبحاث الحالية إلى حدوث تشوهات في مناطق معينة من الدماغ (بما في ذلك العقد القاعدية، والفص الجبهي، والقشرة)، وفي العادة يحدث هذا الاضطراب المعقد بسبب مزيج من الصفات الموروثة (الجينية) والعوامل البيئية. قد تلعب المواد الكيميائية في الدماغ التي تنقل نبضات العصب (الناقلات العصبية)، والتي تتضمن الدوبامين والسيروتونين، دورًا في ذلك.

تتضمَّن الحالات التي لها علاقة بمتلازمة توريت ما يلي:

كثيرًا ما يعاني الأشخاص الذين يعانون من متلازمة توريت من أمراض إضافية مثل:
- اضطراب الوسواس القهري (Obsessive Compulsive Disorder).
- اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (Attention Deficit Hyperactivity Disorder).
- صعوبات التعلم.
- اضطرابات النوم.
- الاكتئاب.
- اضطرابات القلق.
- مشاكل إدارة الغضب.

التشخيص:
لا يوجد اختبار واحد، مثل فحص الدم، لتشخيص متلازمة توريت. ينظر الطبيب إلى أعراض الشخص لتشخيص متلازمة توريت واضطرابات التشنج اللاإرادي الأخرى. تختلف اضطرابات التشنج اللاإرادي عن بعضها بعض.
من حيث نوع التشنج اللاإرادي (الحركي أو الصوتي، أو مزيج من الاثنين معًا)، ومدة استمرار الأعراض. يمكن تشخيص متلازمة توريت إذا كان الشخص يعاني من التشنجات اللاإرادية الحركية والصوتية، وكان يعاني من أعراض التشنج العصبي لمدة عام على الأقل.

علاج متلازمة توريت:
لا يوجد علاج لمتلازمة توريت، ولكن بالنسبة للعديد من الأشخاص تكون الأعراض خفيفة ويمكن التحكم فيها. ومع ذلك ، يمكن للأشخاص الذين يعانون من متلازمة توريت الشديدة أن يتعرضوا لضعف شديد في أدائهم اليومي. بالنسبة لبعض هؤلاء الأشخاص، وليس كلهم، يمكن أن تساعد مجموعة من الأدوية (بما في ذلك حقن البوتوكس في العضلات المصابة) والعلاج النفسي وتثقيف الأسرة ودعمها في تخفيف الأعراض التي تعيق الحياة اليومية.

أغلب الأطفال المصابين بهذه المتلازمة لا يلزمهم معالجة دوائية، ولكن الدور والمسؤولية الأكبر تقع على الأشخاص الذين يحيطون بالطفل المصاب، كي يشجعوه ويحفزّوه للتأقلم مع العرّات التي تحدث معه، من خلال خلق وإيجاد بيئة داعمة له ليتقبل عرّاته ويتفهمها سواء كان ذلك في بيئة المدرسة، أو المنزل. ويجدر التنويه إلى ضرورة إدراك معلمي الطفل المصاب في المدرسة وكذلك الوالدين بأنه لا يستطيع التحكم في عرّاته، وبناء على ذلك فإنّه يجب تجنّب معاقبته؛ كي لا يزداد قلقه، وبالتالي تزداد عرّاته. أما إذا تطلّبت حالة المريض تناول الأدوية لتخفيف حالته وزيادة التركيز عنده، فإن الطبيب المختصّ هو وحده من يحددها.

كما تتوفر أشكال معينة من العلاج مثل العلاج السلوكي المعرفي (CBT) وهو العلاج الذي يركز على مساعدة الناس على التركيز على مشاكلهم وكيف يمكنهم حلها ، ومساعدتهم على تحديد أشكال السلوك الإشكالية وتغييرها، ويتم توفير العلاج السلوكي من قبل طبيب نفسي أو معالج مدرب بشكل خاص.

ثبت أن نوعين من العلاج السلوكي يقللان من التشنجات اللاإرادية:
- تدريب عكس العادة (Habit reversal training): التدريب على عكس العادة (HRT) هو علاج سلوكي فعال ويتضمن زيادة الوعي بإحساس التشنجات ثم تعلم استجابة فورية وإيجاد طريقة بديلة لتخفيف الرغبة بالتشنجات، والتي هي جوهر العلاج بعكس العادات.
- علاج التعرض (Exposure therapy): علاج التعرض شكل من أشكال العلاج المعرفي السلوكي، حيث تدرب هذه الطريقة على التحكم بشكل أفضل في الرغبة في التشنج اللاإرادي ؛ وفيه يُعرض الشخص نفسه للشعور بوجود التشنج اللاإرادي للتدريب على تحمل الشعور وليصبح الشخص أقل حساسية مع مرور الوقت.

الخدمات التي يمكن تقديمها لهم:
- تقديم الدعم النفسي. وغالباً ما يكون الجزء الأصعب في عملية التكيف مع هذا المرض، هو التعامل مع الإحراج أو الإحباط الذي تسببه التشنجات اللاإرادية
- تقديم انشطة لهم مثل لعب الرياضة أو ممارسة العمل التطوعي.
- الاسترخاء عن طريق قراءة كتاب أو الاستماع إلى الموسيقى أو التأمل أو ممارسة رياضة اليوغا.
- يجب على المريض تعلم كل ما يمكن عن هذه الحالة حتى يعرف ما يجب عليه فعله عند الإصابة بأحد الأعراض.