"ناسا" تختبر نظاما للدفاع عن الأرض ضد كويكبات قاتلة
جفرا نيوز - أرسلت وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" إحدى مركباتها في رحلة نحو كويكب كي تصطدم به عمداً، بغية التأكد من مدى قدرتها في حماية البشرية من جرم فضائي قاتل قد يجد ذات يوم طريقه إلى كوكب الأرض.
وفي الأسبوع الحالي، أطلقت وكالة "ناسا" تلك المهمة كي تراقب محاولة حرف مسار أحد الكويكبات عبر رميه بمركبة فضائية، استعداداً لأي وقت ربما تضطر فيه إلى اتخاذ مثل ذلك الإجراء الوقائي.
وقد سُميت مهمة المركبة "اختبار إعادة توجيه كويكب مزدوج" (دارت Dart المكونة من الأحرف الأولى لكلمات مصطلحdouble asteroid redirection test )، وستختبر تقنيات دفاعية في منع اصطدام كويكب خطير بالأرض.
وتهدف المهمة إلى إثبات أن في مقدور مركبة فضائية ما أن تتوجه من تلقاء نفسها إلى كويكب مستهدف وتصطدم به عن قصد، وهي طريقة دفاعية تسمى "التأثير الحركي"kinetic impact ، بسرعة أربعة أميال في الثانية تقريباً (ستة كيلومترات في الثانية).
سيغير الاصطدام المنتظر السرعة المدارية لذلك القُمَيْر الصغير الذي يدور حول جرمه الفضائي الرئيس [هو الكويكب في هذه الحالة]، بنسبة ضئيلة تمثل واحداً في المئة.
وفي المقابل، ستؤدي هذه الخطة إلى تغيير يصل حتى بضع دقائق في مدة بقاء ذلك القُمَيْر المستهدف ضمن مداره، ما يكفي من الوقت لتنفيذ عمليات رصد وقياس باستخدام تلسكوبات متخصصة موجودة على الأرض.
لا تستهدف "دارت" جرماً كونياً يتهدد كوكب الأرض فعلاً، بل تستهدف قُميْراً كويكبياً اسمه "ديمورفوس" Dimorphos باليونانية (معناها، ذو الشكلين)، يدور حول كويكب أكبر حجماً يُدعى "ديديموس"Didymos باليونانية (توأم).
في ذلك الصدد، ترى "ناسا" أن ذلك النظام الفضائي (المكون من ديمورفوس وديديموس) يعد مكاناً مثالياً لمعرفة إذا كان اصطدام مركبة فضائية عمداً بكويكب يشكل وسيلة فاعلة في تغيير مساره، إذا تبين مستقبلاً أن كويكباً ما يهدد الأرض.
في ذلك الصدد، من المعروف أنه ليس من احتمال كبير لأن يضرب الأرض خلال المئة عام المقبلة، أي كويكب معروف من الفئة التي يتخطى حجم الواحد منها 140 متراً، غير أنه حتى أكتوبر (تشرين الأول) 2021 لم يرصد منها سوى 40 في المئة تقريباً.
في مخطط المهمة، كان مقرراً إطلاق "دارت" في موعد أقصاه 6:20 صباحاً بتاريخ 24 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي على متن صاروخ "فالكون 9" من شركة "سبيس إكس" انطلاقاً من "قاعدة فاندنبيرغ للقوات الفضائية" في كاليفورنيا بالولايات المتحدة.
ما إن انطلقت في رحلتها، حتى نشرت "دارت" مصفوفات من الألواح الشمسية (تسمى روزا Rosa) بهدف توفير الطاقة اللازمة لنظامها في الدفع الكهربائي.
وبالتالي، ستستعرض تلك المركبة الفضائية نظام الدفع الكهربائي الشمسي "دافع الزينون المتطور التابع لناسا- التجاري" (أو نكست- سي Next-C التي تجمع الأحرف الأولى من كلمات التسمية بالإنجليزية Nasa evolutionary xenon thruster - commercial )، كجزء من عملية إطلاقها في الفضاء.
يستند "نيكست- سي" في تصميمه على نظام دفع المركبة الفضائية "داون" Dawn، وقد جرى تطويره في "مركز بحوث غلين" Glenn Research Centre التابع لـ"ناسا" في "كليفلاند" بولاية أوهايو الأميركية.
يبقى أنه بفضل نظام الدفع الكهربائي، يمكن أن تحظى "دارت" بمرونة كبيرة في الجدول الزمني المقرر للبعثة.