العراق على "حافة الهاوية"... و"إصلاحات ضرورية" لإنقاذه
جفرا نيوز- كتبت "الحرة": قدم معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI)، التابع للحكومة السويدية، توصيات بإصلاحات يمكن للدولة العراقية القيام بها في ظل النظام السياسي القائم، وذكر في تقرير أنها ضرورية لمعالجة مشكلات نظام الحكم القائم على المحاصصة الطائفية.
واستبعد التقرير الذي قال إن العراق يقف على "حافة الهاوية" تغيير النظام الحالي وإجراء إصلاحات "شاملة"، إلا أنه أكد أن العراق قادر على اتخاذ خطوات تعالج بعض مشكلات الحكم التي تعصف بالعراقيين.
ويقول الصحفي العراق، أحمد الياسري، الذي يترأس المركز العربي الأسترالي للدراسات الاستراتيجية، لموقع "الحرة" إن النظام السياسي الحالي في العراق اعتمد على التناقضات السياسية التي أنتجتها المعارضة قبل عام 2003.
ورغم أنه نظام قائم على "الديمقراطية والتعددية"، يرى الياسري أن القوى السياسية التي تدير العملية السياسية أفرغت هذه المبادئ من محتواها، وأصبح نظامًا طائفيًّا يساعد على تفكيك الدولة.
وقال تقرير المعهد السويدي الذي استند إلى مقابلات مع مسؤولين وخبراء حاليين وسابقين إن "نظام تقاسم السلطة الطائفي، بمؤسساته الضعيفة وضعف المحاسبة، أضعف الاقتصاد وعرقل أداء الدولة، وتوفير الخدمات الأساسية، وتطوير مؤسسات قوية وآليات للمحاسبة".
وذكر أن ترتيبات تقاسم السلطة شملت جميع جوانب العملية السياسية، بما في ذلك تشكيل الحكومة، والتوظيف، وإدارة وتوزيع الموارد العامة. ومع قلة الفرص الاقتصادية وتردي الخدمات العامة خرجت الاحتجاجات ودعا المحتجون إلى إجراء إصلاح كامل للنظام السياسي.
وقال التقرير إن "العراق على حافة الهاوية وهناك حاجة ماسة للتخفيف من الأزمات الحالية التي تضر بالمواطنين وتهدد استقرار الدولة وتنذر بحدوث توترات وأعمال عنف".
وبينما يرى كثيرون أن الابتعاد عن تقاسم السلطة القائم على الطائفية هو السبيل الوحيد للخروج من الأزمة، تحتاج عملية الانتقال هذه سنوات، خاصة أن النظام السياسي "راسخ" والقائمين على التغيير "يستفيدون" من الوضع القائم.
ويقول المحلل العراقي الذي تحدث إلى موقع "الحرة" إن بناء الدولة العراقية بالطريقة السليمة يحتاج إلى وقت واتخاذ خطوات "إجرائية" تقوم بها مؤسسات الدولة بعيدًا عن السلطة الحزبية.
ويشير الياسري إلى أن العراقيين ذهبوا باتجاه استعادة الدولة على "المستوى القيمي" خاصة بعد "احتجاجات تشرين" (أكتوبر) عندما طرح مفهوم استعادة الوطن، ويقول إن المكونات العراقية بمختلف طوائفها باتت تشعر بخطر ضعف الدولة، خاصة عندما اكتسح "داعش" المناطق.