ملعون ابو الطفر يا جماعة

جفرا نيوز - نصر شفيق بطاينه
 
جاء في أخبار جريدة الغد يوم الأحد الموافق 22 أيلول 2018 ما يلي :
قالت مدير صندوق المعونة الوطنية السيدة بسمة اسحاقات ( في ذلك الوقت ) أن هناك خطة لزيادة أعداد المنتفعين من المعونة الوطنية بواقع 85 ألف أسرة إضافية , وبكلفة إجمالية تقدر ب 100 مليون دينار , على مدار ثلاث سنوات تمتد من عام 2019 وحتى 2021 , و كان هناك خطة مفصلة . والآن هناك خطة جديدة لإدخال 50 ألف أسرة جديدة انضمت إلى عائلة الفقر والفقراء في عام 2022 لاحظ أن الفقر يزداد سنويا .
 
كتبت مقال بتاريخ 26 أيلول 2018بعنوان بشرى سارة للمواطنين الاردنيين بشرتهم بالخبر وناقشت الموضوع وشكرت الصندوق والحكومة على الاهتمام بالمواطنين الفقراء .
 
لكن دار بخلدي كيف للحكومة أو الصندوق معرفة أن أعداد الفقراء والمحتاجين للمساعدة ستزداد في السنوات القادمة ؟! خرجت بالتحليل التالي : إن طبقة الأغنياء بعضهم سيزداد غنى والبعض الآخر سوف يزداد غنى والقليل لظروف خاصة بسحسل إلى الطبقة المتوسطة , وبعض أعضاء الطبقة المتوسطة المتهالكة بأعداد قليلة والموجودين بأعلاها سوف يرتقوا إلى الطبقة الغنية والبعض الآخر المتشعبط بأخر الطبقة المتوسطة سوف يتزحلق ويتكرفت إلى الطبقة الفقيرة وسكان الطبقة الفقيرة القليل القليل منهم سوف يصعد إلى الطبقة المتوسطة والكثير منهم المتشعبط بأسفل الطبقة الفقيرة سوف يتكرفت ويهوي إلى الطبقة المسماة الفقر المدقع ومنها إلى رحمة الله 

 كل ذلك بسبب فرض الضرائب المتوقعة وأسعار المحروقات وضريبة فرق أسعار الوقود التي كانت على فاتورة الكهرباء وتم تجميدها الآن وبفضل سياسة الحكومات المتعاقبة وبفضل تعاون مجلس النواب معها انتقاما ونكاية بالمواطن الذي انتخبه ورد الجميل له , أضف الآن إلى ذلك جائحة الكورونا وأثارها والبطالة الشبابية وفقدان الوظائف والإحالات على التقاعد المبكر .
 
اعتقد أن صندوق المعونة كان على صواب عندما خطط لزيادة المساعدات أما كيف عرف أن الفقر سوف يزداد ويصبح بحجم الصحراء الأردنية ؟؟ لا اعرف , هل هو ممنهج ومخطط له أم أن الأسر الفقيرة كانت موجودة ولم يكن احد يهتم بها أم بمحض عوامل الزمن من الحت والتعرية ؟! الله اعلم .
 
وحسب الإحصائيات إن نسبة الفقر في الأردن تصل إلى 25% و تقديرات صندوق النقد ( النكد ) الدولي سوف تصل إلى 27% وقد تكون أكثر والله اعلم . وقد ذكرت إحدى الناشطات والمتطوعات في العمل الاجتماعي الدكتورة نهاد البطاينه أن المعونة الوطنية تتلقى يوميا أكثر من ألف اتصال طلبا للمساعدة أو الاستفسار عن مدى انطباق شروط المساعدة عليهم عند زيارتها للمعونة الوطنية مؤخرا , تخيل أن نصف عدد المتصلين يوميا يستحق المساعدة فكم يكون عدد الطفرانين سنويا ؟؟!! 

هذا لا يعني أن الذين يتلقوا المعونة الوطنية هم الفقراء فقط !! كلا يا قوم إن كثيرا من المواطنين طفرانين ومديونين وحالهم أسوأ , ولكن لا تنطبق عليهم شروط المعونة الوطنية لسبب أو لأخر .
 
وعطفا على الزوبعة أو الهبة الشعبية التي اعترضت على تبرع احد الأشخاص لإحدى الجامعات لإخلاء سبيل شهادات الطلاب الخريجون ولم يستلموا شهاداتهم بعد بسبب عدم القدرة على دفع ما عليهم من أموال للجامعة لإبراء الذمة واستلام الشهادة وقد نبهتنا هذه الحادثة وفتحت عيوننا على فئة محتاجه ومشكلة طفر لم تكن بالحسبان . ( ما سأذكره لاحقا من مشاهد ليس فتوى ولا مع ولا ضد فقط انقل المشهد كما هو ) وسأتكلم وأكتب بلسان حال المحتاجين 

هؤلاء الطلاب لو لم يكونوا متعسرين وطفرانين وقد تجدهم مديونين إلى صندوق التعليم العالي أو صندوق الجامعة أو جهات أخرى مثل البنوك وغيرها لما وافقوا على تلك المبادرة لقد جاءتهم هذه البادرة مثل شربة ماء في وسط صحراء الربع الخالي أو كمن وجد ضالته بعد فقدها وفقد الأمل في إيجادها وقال ما قال 

لاحظوا في بداية كل عام دراسي جامعي حجم المبالغ المخصصة من التعليم العالي للقروض والمنح الطلابية في الجامعات وعدد الطلاب المتقدمين الى تلك القروض وهو يزداد سنويا فاذا الطالب بدأ حياته الدراسية الجامعية بالدين فحتما سينهي دراسته بالدين 

العائلات التي لديها مريض أو تاجر انكسر بتجارة أو رجل فقد وظيفته أو أحيل على التقاعد في غير أوانه وما أكثرها ودخله لا يكفيه بداية فكيف بعد التقاعد ؟! وهناك عمليات النصب والاحتيال أو الابتزاز الذي يتعرض لها بعض المواطنين تؤدي إلى إفلاسهم وقصص كثيرة على هذه الشاكلة , فكيف سوف يتدبروا أمرهم هؤلاء ؟! 

الحقيقة أن جهات كثيرة فكرت في إيجاد حل لهؤلاء المسخمين منها حكومية ومنها أهلية مجتمعة أو منفردة , ظاهرها فيه الرحمة وباطنها فيه العذاب والسجن , منها الإقراض الزراعي الضمان الاجتماعي وهي ألطف المقرضين وكله بثوابه , والبنوك سهلت عملية اخذ القروض وبعضها ألغى الكفيل , وتم إنشاء صندوق المرأة لمساعدتها تحت غطاء مشروع إنتاجي أو قروض استهلاكية ولتسهيل وصولها إلى السجن فيما بعد 

 شركات تمويل مختلفة أيضا تحت غطاء مشروع إنتاجي للمواطنين وبعد التعثر إلى السجن , الأخطر من ذلك كله وجدت مجموعة من الأفراد ضالتها في الوصول إلى الغنى السريع وبسهولة مبلغ بسيط من المال وإعلان عن إمكانية الإقراض للمحتاجين ومساعدتهم مقابل شيكات بشرط مضاعفة المال المسترد بأرباح ربوية في مفهومنا لكن هي في مفهومهم ربح وشطارة , وأي كبوة للمستقرض في تأخير السداد يضاعف المبلغ المطلوب مرة أخرى وهكذا حتى يقع الطفران والملهوف على صباحه ولا يقدر على السداد فيذهبوا به إلى القضاء ثم السجن , هناك عشرات الأشخاص اي المرابين في جميع أنحاء المملكة يقوموا بذلك العمل مطلوب بسببهم ما يقارب أكثر من 200 ألف مواطن إلى التنفيذ القضائي ثم السجن , بعض المرابين يرفعوا دعاوي في جميع أنحاء المملكة للانتقام والتعذيب وضمان سجن المطلوب بعد تشتيت جهده , وذلك حسب قول احد المرابين أن له ربع مليون دينار على المواطنين وهو قائم على استرداده بالمحكمة لا بالتسوية وموزعة في أنحاء المملكة بسبب أن القانون يحدد عدد القضايا المرفوعة لكل شخص في محكمة واحدة , هذه القضايا يتلقفها بعض المحامون المتخصصون في هكذا قضايا أطال الله في عمرهم , هناك طريقان حسب ما علمت من الخبراء في المحاكم أو القانون لاسترداد المبلغ إما تقسيط المبلغ إذا كان للمطلوب راتب تقاعدي أو ما شابه أو تسوية أو طلب سجنه , وسجن المدين هو الطريق الذي يسلكه المحامون وهو السائد , والمحامون هم أدرى بالقوانين , ولماذا السجن ؟ حتى يأخذ المحامي أتعابه دفعة واحدة معتبرا أن سجن الشخص سوف يؤدي إلى فزعة أهله وأقاربه لإنقاذه فيأخذ حصته من القضية حسب قول احد المحامون وإذا لم تحدث الفزعة يصر على سجنه بلا رحمة ولا يبالي إذا كان وراء السجين أسرة سوف تتهاوى في مهالك الردى عندما تفقد معيلها , مستغلا ان المدين لا يستطيع توكيل محامي ليدافع عن نفسه ومتواريا عن الانظار بسبب طفره , ولسببين أيضا أولا انتصارا للقضية وصاحبها الدائن وثانيا انتقاما لنفسه لأنه لم يأخذ أتعابه ويصبح خصما جديدا للمدين وشعاره نفسي نفسي ولو تهلكون , والقضاء بمجمله لا يفرق بين المدين المتعثر والمعسر وبين النصاب والمحتال الذي لا يريد الدفع فكلهم سواء .
عند سجن المواطن بعد القبض عليه من جهات التنفيذ القضائي هناك حالتان فرح وحزن الأولى عند الدائن ومحاميه والجهات المعنية وهي حالة فرح وغناء وليالي ملاح , المشهد التالي يا رعاكم الله يحتاج الى بعض الخيال والتفاعل , ويغنوا بصوت واحد مرددين مع السحجة : ثلاث سنين مع لياليهن مع لياليهن , دندنة , مع التكرار والاستشعار .... وحالة حزن وغم عند أسرة المسجون وهي أصبحت على حافة التسول أو التشرد وتقام لطميه بهذه المناسبة عنوانها أروح لمين .....وأقول يا مين .....ولا تسمع إلا صدى الصوت فجابر عثرات الكرام توفى من زمان رحمه الله والتاريخ لا يعيد نفسه ...... هناك معلومة وحقيقة أن المحاكم والمحامين وأجهزة التنفيذ القضائي هم الآن يشتغلوا لصالح المرابين لأن معظم القضايا في المحاكم هي قضايا مالية تتبع المرابين .
ان المحامون يا سادة يا كرام هم وراء سحب الدسم من قانون العفو العام الذي صدر قبل عدة أعوام ووضعوا شرط موافقة الدائن لإخراج المدين مما أضاف ورقة ضغط أخرى على عقوبة السجن وزاد من طلبات الدائن من المدين لان حريته وحياته أصبحت في كف الدائن مرة أخرى وبقوة كل ذلك لان المحامي يريد نقوده كاش على دوز باره .
والآن المحامون ضد إلغاء أو تأجيل حبس المدين وضد أمر الحكومة الذي صدر هذا العام لنفس السبب الذي ذكرت انه المال وبغض النظر عن الكيفية أو انعكاس ذلك على المدينين .
البنوك بدورها عندما يشتري المواطن شقة أو سيارة أو ما شابه ويقصر المواطن عن الدفع بسبب فقده وظيفته أو مرضه أو أي سبب يقلل من دخله فلا يستطيع الالتزام بالقسط الشهري فيقوم البنك بالحجز على الشقة وبيعها بابخس الأسعار ثم يطالب المدين بباقي المبلغ مع أرباحه وفوائده ورسوم المحكمة وأتعاب المحامي وتكون أحيانا بعشرات الآلاف ومطلوب دفعها دفعة واحدة فضلا عن خسران المواطن لشقته بعد أن يكون التنفيذ القضائي رماه في الشارع والى حيث ألقت .... ولا يبالي كل ذلك تحت مظلة القانون . طبعا السجن ينتظره أو جسر عبدون لأنه لا يستطيع الدفع ويفرح البنك بنصر القانون ولا يعفي المواطن من الدفع وسيورث إلى أولاده تركة تنوء عنها البنوك نفسها ....وعلى فكرة كل من سبق ذكرهم هم مسلمون ويؤمنوا بكل شيء ما عدا التسامح والتراحم ونظرة إلى ميسرة .... الخلاصة أن السجن بانتظار كل من يكبو بسداد قرض أو الجسر ثم القبر ...والى رحمة الله ...
يقال أن صاحب الحاجة ارعن فلذلك الفقير والمحتاج لا يبالي عن ومن أين مصدر المال إذا توفر ووجد أن ذلك يقضي حاجاته و يحل مشاكله سواء كان من خلال الشيكات والربا أو تبرعات أو أي سبيل آخر ولسان حاله يقول لكم أنقذني ثم لمني , وقالوا من كان تحت العصي ليس كمن يعدها .
يروى أن أردنيا ذهب إلى إحدى الجهات طالبا مساعدته ماديا لفقره , فقال له مديرها هل معك شهود على حاجتك وفقرك , وذهب الفقير واحضر شاهدا وسأله المدير هل تشهد أن هذا الرجل فقير مفقع فسأل الشاهد وما معنى مفقع فقال المدير أي فقير معدم لا يملك شيئا فأجاب الشاهد نعم اشهد انه فقير مفقع , مفاقيع , مفاقيع , مفاقيع . العبارة التالية يجب أن تقرأ بصوت قوي ومضخم حتى تعطي معناها وتفش الغل :
ملعون أبو الطفر يا جماعة لو كان رجلا لقتله السابقون الأفذاذ ولكن في زماننا يدللوه ويسمنونه حتى صار كالوحش الكاسر مثل ( كنج كونج ) . والله وسلامتكو من الفقر والطفر .