وادي عربة من الخاسر ومن الرابح
جفرا نيوز - محمد العشيبات
قبل الحديث عن ابرام اي اتفاقيات للحكومة الأردنية مع الجانب الإسرائيلي علينا ان نقيم جميع الاتفاقيات والعقود التي ابرمت معهم بداية من اتفاقية وادي عربة 1994 وانتهاءا باتفاقية الغاز 2016 بعد حالة من التشكيك الشعبي بمدى انعكاس هذه الاتفاقيات على أوضاعهم المعيشية المتردية منذ عقود.
وببدو ان غور وادي الأردن الممتد على الشريط الحدود مع الجانب الإسرائيلي ويقبع معظم سكانه تحت خط الفقر ويعاني شبابه من معدلات بطالة قد تكون الأعلى على مستوى المنطقة خير شاهد على الاتفاقيات والمعاهدات فعندما تسير على طريق البحر الميت باتجاه العقبة وقبل الوصول الى أضخم الفنادق على شاطئ البحر الميت تنظر يمينا خلف أشجار" السلم" تجد قرية تسمى "سويمة " سكانها من أفقر المواطنين على مستوى الأردن وعند انعقاد المؤتمرات الاقتصادية في البحر الميت يضطرون للدخول للقرية لكي لا يشاهدهم الأثرياء.
وهناك الكثير من القرى في وادي الأردن الفقيرة كغور الصافي والمزرعة وفيفا وقريقرة ووادي عربة كانت تتطلع الى اتفاقية وادي عربة مع الجانب الإسرائيلي بانها ستكون نموذجا اقتصاديا وتنمويا يحقق الرفاه لهم بعد ان دفعوا ثمن عدم الالتزام الدولي اتجاه الوادي .
ويستذكر الكثير من داعمي السلام في المنطقة ما قدمه الرؤساء اسحق رابين وياسر عرفات والملك حسين ليدفع الاول حياته ثمنا للسلام عندما تم اغتياله من قبل احد المتشددين اليهود
وعند العودة لاتفاقية وادي عربة التي تنص احدى موادها ان يولى اخدود وادي الأردن الاهتمام من الناحية التنموية من كافة الأطراف وتنفيذ المشاريع المرتبطة بالطاقة والسياحة والاقتصاد والبيئة نجد ان الجميع لم يوفوا بعهودهم اتجاه المنطقة وسكانها المفقر المهمش .
والخاسر الأكبر في كل ما يحصل هم الآلاف من الشباب العاطلين عن العمل واسرهم من القاطنين في وادي الأردن ولم يبقى لهم أي خيار بعد ان خسروا كل شيء فاغلب سكان الوادي مثقلين بالديوان نتيجة الخسائر المتتالية بالقطاع الزراعي في ظل انعدام الخطط والاستراتيجيات الزراعية وبرامج التدريب والتأهيل للشباب.
واخيرا نطمح ان يرى الاخدود مشاريع اقتصادية للتخفيف من معدلات الفقر والبطالة بين سكانها تدعمها الدول التي دعمت عملية السلام من خلال استكمال مشروع مطار الاغوار الذي مازال بأدراج الحكومات المتعاقبة وناقل البحرين واستغلال مياه البحر الميت وادخال الزراعات الغير تقليدية لوادي الاردن ودعم المشاريع الصناعية والغذائية.