منتسبو دورة الدفاع 19 يطلعون على آليات العمل في مصانع " البوتاس العربية"


د. النسور: الاستثمار الصناعي يلعب دوراً مهماً في  النهوض بالاقتصاد الكلي وتحقيق التنمية المستدامة في البلاد

د. النسور : تسعى الشركة لزيادة كميات الإنتاج وتوسيع حصتها السوقية  

د. الطراونة : " البوتاس العربية" قصة نجاح وطنية تستحق أن تعمم بفضل الفكر الاستباقي لإداراتها  

جفرا نيوز- ألقى  الرئيس التنفيذي لشركة البوتاس العربية، الدكتور معن النسور، أمس الأحد وأمام مجموعة من الدارسين في دورة كلية الدفاع الوطني 19 ومنتسبي برنامج الماجستير "استراتيجيات في مواجهة التطرف والإرهاب"، محاضرة بعنوان  " الاستثمار الصناعي وأثره على الاقتصاد الكلي للبلاد: شركة البوتاس العربية أنموذجاً"، وذلك بحضور آمر كلية  الدفاع الوطني الملكية الأردنية العميد الركن الدكتور عوض الطراونة الذي حضر إلى جانب أعضاء هيئة التوجيه في الكلية.

وأكد الدكتور النسور في المحاضرة التي عقدت  في مصنع "البوتاس العربية" في غور الصافي  أهمية الاستثمار الصناعي ودوره في تخفيض نسب البطالة وتعزيز القيمة المضافة للصناعات الوطنية وبالتالي تحفيز النمو الاقتصادي والنهوض بالاقتصاد الكلي في البلاد، مستعرضاً مساهمات الاستثمار الصناعي في الناتج المحلي الإجمالي ودوره في توجيه الموارد المالية والتقنية في سبيل إيجاد قدرة إنتاجية جديدة أو تطوير قدرة إنتاجية قائمة والذي يساعد بدوره على إنتاج مجموعة كبيرة من السلع تُلبي احتياجات السوق المحلي وتدعم الميزان التجاري للدول المُصنعة إضافة إلى دور هذه الصادرات في تعزيز احتياطيات الدولة من العملات الأجنبية.

وسلط الدكتور النسور الضوء على الجوانب المتعلقة بتوفر فرص العمل وتقليل نسب البطالة من خلال بناء سلاسل التزويد المختلفة التي من شأنها خلق فرص عمل مباشرة وغير مباشرة تؤدي إلى تحقيق نمو في الاقتصاد الكلي، مشيراً إلى أبرز التحديات التي تواجه الاستثمارات الصناعية، مقترحاً عدداً من الحلول لتحسين البيئة الاستثمارية المرتبطة بهذا الاستثمار.
وبين  الدكتور النسور، أن شركة البوتاس العربية تعد أنموذجاً  للاستثمارات الصناعية الناجحة في المملكة بفضل من حققته على مدار السنوات الماضية من نتائج مالية متميزة، وقدرتها على رفد خزينة الدولة بالعملات الأجنبية وما تورده من رسوم وضرائب مختلفة إلى جانب مساهمة مبيعاتها بنسبة (10%) من إجمالي الصادرات الوطنية.

وأوضح  الدكتور النسور أن " البوتاس العربية"  طبقت خطة عمل مبنية على احتياجات وتحليل التوقعات المستقبلية لأنماط  الاستهلاك  المختلفة  للأسمدة، حيث تمكنت الشركة وبفضل هذه الخطة  من تطوير منتجاتها وبالتالي  زيادة صادراتها لأسواق غير تقليدية لم تكن موجودة في السابق، مبيناً أن الشركة تعمل على تحقيق أهدافها على كافة الأصعدة التشغيلية كزيادة كميات الإنتاج، وزيادة حصتها السوقية، والتوسع في صناعات الأسمدة المشتقة ذات القيمة المضافة العالية بالاعتماد على البحث والتطوير الذاتي.

وأشار  الدكتور النسور، إلى  أن الشركة عملت منذ العام 2019 على تطوير وبناء نموذج عملياتي ومالي قادر على التكيف مع تغيرات وتقلبات السوق ومواجهة التحديات التي قد تنشأ وبشكل يضمن تحقيق أرباحٍ  نوعية متسقة مستمرة في ظل الظروف المختلفة، لافتاً إلى أثر هذا النموذج  على أرباح الشركة والنمو المضطرد في الهوامش الربحية  على سوق رأس المال الأردني والزيادة في سعر سهم الشركة والقيمة السوقية في سوق عمان المالي.

 وذكر  الدكتور النسور أن النمو في أي قطاع اقتصادي يعتمد على وجود قواعد حوكمة تضمن تنفيذ أعمال الشركات العاملة فيه ضمن ضوابط محددة تخدم  جميع أصحاب المصالح في هذه الشركات، مؤكداً في ذات الوقت على ضرورة مواكبة التطورات المتعلقة بالممارسات المرتبطة بالاستدامة والأخذ بعين الاعتبار العوامل والمعايير البيئية والاجتماعية المطبقة والمتعارف عليها.

واستعرض  الدكتور النسور خطط "البوتاس العربية"  للنهوض برأس المال البشري وتحقيق النقلة النوعية في تدريب وتطوير القوى العاملة من خلال تطبيق أفضل الممارسات العالمية في هذا المجال والتي تتمثل بتفعيل دور الفئة الشبابية وإيجاد  بيئة العمل الملائمة لها والتي من شأنها جذب المهارات وضمها لكوادر  الشركة .

وفيما يتعلق بخطط الشركة المستقبلية والتي تعتمد على التوسعات الأفقية والعمودية لصناعة الأسمدة في المملكة، أوضح الدكتور النسور أنها ترتكز على زيادة كميات البوتاس المنتجة والتركيز على استخدام الكميات الإضافية لإنتاج أصناف مختلفة من مادة البوتاس تمكن الشركة من الدخول إلى أسواق جديدة إضافة إلى استخدام كميات الإنتاج الإضافية للنهوض بصناعات الأسمدة من خلال الاستثمار في الصناعات المشتقة والتي من شأنها تعظيم القيمة المضافة لصناعة الأسمدة وما لذلك من انعكاسات إيجابية على الاقتصاد الكلي للبلاد.

 وأضاف الدكتور النسور أن الخطط الشمولية لـ "البوتاس العربية"  تأخذ بعين الاعتبار صناعات التعدين والأسمدة الأردنية، حيث ترى الشركة بوجود فرص كبيرة أمام صناعة الأسمدة الأردنية لتحقيق قفزة نوعية في سلّم القيمة المضافة وذلك من خلال إضافة  عنصر النتروجين - المفقود أردنياً - عن طريق إنتاج مادة الأمونيا وذلك بهدف جعل المملكة من بين عدد محدود جداً من الدول  التي تنتج  العناصر الغذائية السمادية الثلاثة مجتمعة وبكميات تجارية ضمن حدود أراضيها، موضحاً أن استغلال العناصر الثلاثة وإنتاج الأسمدة المتخصصة والكيماويات ذات العوائد الاقتصادية المجزية   سيسهم في زيادة النمو الاقتصادي لأحد أهم القطاعات التي تعزز الأمن الغذائي وتساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة ضمن موارد متوفرة محلياً. 

وفيما يتعلق بتطورات آليات العمل مستقبلاً في الثورة التكنولوجية التي يشهدها العالم، أوضح الدكتور النسور أن " البوتاس العربية" تعمل على تطوير العمليات الصناعية في الشركة من خلال تطبيق خطط التحول الرقمي وتطبيق آليات الذكاء الاصطناعي، لافتاً إلى أن الشركة تعمل على تطوير وتعزيز دور البحث والابتكار والتطوير بهدف تعزيز قدرات الشركة لتطوير المنتجات وإيجاد الحلول الفنية.

وتضمنت المحاضرة أمثلة عن النمو المتحقق من خلال دراسة منظومة العمل التي تعمل من خلالها الشركة والمرتبطة بإنتاج مادة البوتاس وسلاسل التزويد المختلفة المرتبطة بها والنهوض بالصناعات والقطاعات الخدمية المرتبطة بتزويد مادة البوتاس وتصديرها.

من جانبه، أكد آمر كلية  الدفاع الوطني الملكية الأردنية العميد الركن الدكتور عوض الطراونة، أهمية هذه المحاضرة القيّمة لربطها بين النظريات الاقتصادية وترجمتها على أرض الواقع من الناحية العملية والتطبيقية، وذلك بما يخص المحور الاقتصادي كمؤثر رئيسي في الأمن الوطني، مشيداً بالنجاح الذي حققته شركة البوتاس العربية والمبني على خطط استراتيجية متكاملة طويلة الأمد.

وقال الدكتور الطراونة:"  نلاحظ التقدم الواضح في تحقيق أهداف الشركة التي أساسها عمل روح الفريق ووجود المؤشرات الاقتصادية والموارد البشرية المؤهلة وتوفر استراتيجية لإدارة المخاطر، وهذا ما ظهر جلياً خلال جائحة كورونا التي تميزت فيها البوتاس العربية وحققت أعلى الأرباح". 

وأضاف الدكتور الطراونة:" توضح  زيارة وفد كلية الدفاع لمصانع شركة البوتاس العربية، مدى الالتقاء بين الفكر السياسي من لدن صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني مع الفكر الاقتصادي في الإدارة السليمة التي توجت بمخرجات رفدت الاقتصاد الوطني وكل ذلك عكس الحس الوطني وروح المسؤولية لدى القائمين على هذه المؤسسة الرائدة بالمعنى الريادي الحقيقي لهذا المفهوم حيث انتقلت هذه الشركة من التميز الى الميزة التنافسية الدولية في تسويق المنتجات بسبب الفكر الاستباقي للقائمين على هذه المؤسسة".

ودعا الدكتور الطراونة إلى  تعميم قصة نجاح شركة البوتاس العربية  على جميع مؤسسات الدولة الاقتصادية الأخرى بفضل الرؤية الثابتة في استغلال الموارد المتاحة والتوظيف السليم للموارد المختلفة وعلى كافة الأصعدة  وبما يسهم في تحقيق الأهداف الوطنية، وينعكس بالتالي إيجابا على منظومة الأمن الوطني الشمولي.

وفي نهاية المحاضرة جال المشاركون  في مصانع ومواقع الشركة للوقوف على واقع الاستثمارات الصناعية وآليات العمل فيها.