هل أصبح التعليم على المنصات الخاصة فرصة للتكسب السريع؟

جفرا نيوز - مع اقتراب موعد عقد الدورة التكميلية لمرحلة الثانوية العامة 2021 ودخول المملكة في عمق الموجة الثالثة من جائحة كورونا استغلت منصات تعليمية على مواقع التواصل الاجتماعي مناهج وزارة التربية والتعليم في الترويج لبيع بطاقات مسبقة الدفع لأجل توفير ملخصات دراسية لجميع المباحث الدراسية.

وطالب معلمون وتربويون في حديثهم "بضرورة وضع ضوابط عامة وشاملة لعمل هذه المنصات التي تزاول اعمالاً تجارية في سبيل التكسب السريع باهداف مبطنة على حساب جودة ومخرجات العملية التعليمية.

التربوي فارس حواري قال: ان منصات التعليم الرقمية الخاصة يشرف عليها بعض من الاشخاص غير المؤهلين استغلالا لحاجة الطلبة في المرحلة الراهنة جراء تزايد نسب الاصابات اليومية بفيروس كورونا واقتراب موعد عقد الدورة التكميلية في نهاية الشهر الحالي، والتي اصبحت ملاذا للهواه وبعض الاشخاص غير المؤهلين على قيادة النظام التعليمي والذي يجب ان يقترن باخلاقيات المهنة وسلوكيات المعلم القويم.

وأضاف الحواري: ان على وزارة التربية ان تقوم بالاشراف المباشر على عمل هذه المنصات اسوة بالمراكز الثقافية والمدارس الخاصة والحكومية عبر وضع ضوابط من شأنها ان تحافظ على سلامة العملية التعليمية من تراجع جودة التعليم عقب عامين وزيادة من التعليم المدمج «الالكتروني والوجاهي.

واشار الى ان كتب وزارة التربية والتعليم تقدم للطالب باسعار رمزية في حين تباع بطاقات الدفع المسبق باسعار باهظة الثمن اذا ما قورنت بالدروس الخصوصية، لتجني هذه المنصات الآف الدنانير على حساب حاجة الطلبة دون خضوعها للرقابة والاشراف.

وطالب الحواري بضرورة تخصيص قسم معني بالاشراف على منصات التعليم الالكترونية الخاصة بشكل يحفظ هيبة وسلامة المنهاج الرسمي من التداول بشكل تجاري.

في حين أبدى معلمون استياءهم من تصرفات بعض الدخلاء على مهنة التعليم الذين استغلوا منصات التواصل الاجتماعي لفرض سطوتهم على الطلبة من خلال تقديم دروس خصوصية عبر روابط خاصة يتم نشرها ليتم تداول مناهج وزارة التربية والتعليم والعبث به- حسب قولهم-.

وقال معلمون في حديث الى «$» ان نظام التعلم عن بعد الذي فرضته الجائحة ادى الى دخول بعض العابثين الى مهنة التعليم التي اصبحت سبلا للتكسب السريع في ظل انعدام الرقابة على سلوكيات بعض المعلمين اثناء عرض المباحث الدراسية التي يقدمونها.

وأضافوا: ان هنالك مباحث تتطلب تخصصا دقيقاً كالمباحث العلمية- الرياضيات والكمياء والفيزياء- وبخاصة للمرحلة الثانوية «التوجيهي» التي اصبح يشرف عليها كوادر غير مؤهلة وليست ذات اختصاص مباشر بالمبحث، مبينين بان تصرفات البعض تسيء بشكل مباشر لسمعة المعلم من خلال عمل بث مباشر وتقديم المعلومات باسلوب ساخر يفتقد للاداب العامة، مما اعتبره معلمون بانها بمثابة بث السموم في عقول الاجيال.

وأكدوا أن عملية التربية والتعليم عملية مترابطة يجب ان تقترن مفاهيمها بمفاهيم تربوية تخدم الرسالة التعليمية التي وضعت من أجلها ويقوم بالاشراف عليها نخبة من الخبراء والمتخصصين العاملين في الميدان التربوي لا من خلال هواة واشخاص يدعون قدرتهم على غرس المفاهيم التعليمية بشكل ممنهج ومدروس.

وأشار المعلمون الى ان بعض منصات التعليم الخاصة والتي تقوم ببيع بطاقات الدفع المسبق المخصصة للمباحث الدراسية الخاصة بمناهج الوزارة اوالتي تستغل حاجة الطلبة والتي من المفترض ان تخضع للرقابة كون هذه المناهج مخصصة للوزارة ويمنع قانون التربية تداولها كونها كتبا رسمية.

في حين وجد المعلمون ان استغلال مهنة التعليم يتنافى مع محورية دور التعليم والتي يجب ان تنبثق من رؤية شاملة وعامة في سبيل رفعة سمعة التعليم كاسابق عهدها.

من جانبها أكدت مديرة ادارة التدريب والاشراف في الوزارة الدكتورة ختام عبابنة الى «الرأي» بان الوزارة مسؤولة مسؤولية مباشرة عن منصاتها الرسمية كمنصة درسك 1 و 2 بالاضافة الى القنوات المتلفزة والتي تقدم خدمات متكاملة لجميع الطلبة في المدارس فقط.

وقالت عبابنة ان الوزارة لا تملك الصلاحية على اي منصة اجتماعية تتداول المناهج ما لم ترد اي شكوى رسمية بذلك.