قمة غلاسكو للمناخ كوب (26) (الأمل الأخير والافضل)
جفرا نيوز - د.سامي المجالي
أجمع(١٢٠)من قادة الدول في قمةغلاسكو المناخ على ان التغير المناخي يشكل تهديداً وجودياً للعالم. فكان التحذير من استمرار الانبعاثات الكربونية،وارتفاعاً في حرارة الأرض بسبب انبعاث الغازات المسببة لمفعول الدفيئة الناجمة عن الأنشطة البشرية.
وتمثل هذه القمة (الأمل الأخير والأفضل) للتعامل مع أزمة المناخ،وتجنب وقوع كارثة وشيكة،وحصر الاحترار المناخي بحدود (1.5) درجة مئوية. وتأتي القمة بعد اخفاق قمة مجموعة العشرين في الالتزام بوعد تم تحديده في ٢٠٢٥ للوصول الى مستوى صفري لانبعاثات الكربون.
ومن هنا لا بد من ملاحظة جديرة بالاهتمام ان المؤسسات الدينية بمختلف صورها قد حذرت القمة من كارثة كونية تهدد الحياة بشكل عام ان لم يتم وضع توصيات عملية ،ويتم الالتزام بها من قبل كافة الدول للحفاظ على الحياة البشرية. وقد طالبت الدول النامية من الدول الغنية والمتقدمة من ضرورة الوفاء بتعهدها بتقديم ١٠٠مليون دولار سنويا لمساعدتها في التأقلم مع التغير المناخي ،والموافقة على وقت تام للانبعاثات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري قبل عام2050. وضرورة الاعتراف بالأضرار والخسائر التي تعرضت لها كالآثار المترتبة على منسوب مياه البحر والفيضانات المتكررة. وهنا تكمن الأسئلة الآتية:
ما مدى تعهد الدول والتزامها في تخفيض انبعاث الغازات الدفيئة؟ والى اي مدى يمكن تحقيقها في العشر سنوات القادمة؟والى اي مدى يمكن الدول الغنية من الالتزام بمساعدة الدول النامية ونقل التكنولوجيا؟
وبالتوازي مع كل ما ذكر على الدول وخاصة الدول النامية ومن بحكمها ضرورة العمل الجاد للحد من مشكلات البيئة والمسببة للاحتباس الحراري، واهمها مشكلة التلوث ومنها: الملوثات البيولوجية، والكيميائية ،والفيزيائية. والتخلص من النفايات الصلبة والمنزلية والمخلفات الصناعية ومخلفات المختبرات العلمية والمستشفيات بطريق علمية وحديثة غير الطرق التقليدية للحد من انبعاثات الغازات السامة. والتحول الى مصادر تشغيل متجددة لوسائل النقل المختلفة كالطاقة الكهربائية.
والتحول أيضا الى مصادر جديدة للطاقة بشكل عام كالطاقة النووية والشمسية للحيلولة من انتشار الغازات العادمة. ومن هنا وجب لزاماً تعزيز مفاهيم التربية البيئية، وهي تعلم كيفية إدارة وتحسين العلاقات ما بين الإنسان وبيئته بشمولية.
تبدأ من رياض الأطفال مروراً بالمدرسة والجامعة والأسرة والمؤسسات الدينية ووسائل الاعلام المختلفة. وان تتضمن المناهج المدرسية وحدات خاصة عن البيئة، وان تكون هناك مساقات محددة عن البيئة في الجامعات. فالبيئة والمحافظة عليها مسؤولية الجميع، ولا يمكننا ان نتقدم بهذا المجال الا بتعاون وشراكات جماعية، وإشراك الشباب والمجتمع المدني والقطاع الخاص بذلك.
*رئيس المجلس الاعلى للشباب الاسبق