قلق الأهالي من الأعراض الجانبية سبب عدم تطعيم أبنائهم باللقاح
جفرا نيوز - يشعر عدد من الأهالي بالقلق حيال الأعراض الجانبية المصاحبة للقاح كورونا ما أثر على إقبالهم لتطعيم ابنائهم مفضلين الانتظار مدة أطول حتى تبدو الأمور بشكل أوضح.
وفي الوقت الذي أكد فيه أطباء على ضرورة تلقي اللقاح ودوره في التقليل من شدة الأعراض المصاحبة للإصابة خصوصا لمن يعانون من أمراض مزمنة وخطيرة، كان هناك تفاوت واضح في آراء الأهالي حول تطعيم ابنائهم بين مؤيد ومعارض، وكل له أسبابه ومبرراته.
وبحسب دراسات علمية فإن لقاح كورونا للأطفال في الفئة العمرية ما بين 12–18 عاما هو آمن، حيث اجازت الجهات المختصة المطعوم لهم بعد عدة تجارب سريرية، وبالفعل بدأت الولايات المتحدة وعدة دول أوروبية خلال الأشهر الماضية بإعطائهم إياه، في حين قررت وزارة الصحة بالمملكة تخفيض سن التطعيم إلى عمر 12 عاما، على ان يكون اختياريا وبموافقة ولي الأمر.
المواطنة رشا القاسم وهي أم لطفلين أحدهما 12 عاما والآخر 14 عاما، قالت لـ$ انه بالرغم من خوفها على طفليها من الإصابة بالفيروس إلا انها تفضل عدم إعطائهما المطعوم حاليا، بسبب الأعراض الجانبية بعيدة المدى التي قد يخلفها والتي سمعتها من أناس كثيرين على حد قولها، مبدية قلقها من ان يؤثر المطعوم على جيناتهما ويسبب لهما العقم مستقبلا.
في حين أكد سامر الطوالبة وهو أب لطفلة في الثانية عشرة من عمرها، ان ابنته تلقت مطعوم كورونا، ولم يشعر بالقلق الشديد حيال ذلك لأنه استشار أكثر من طبيب متخصص في هذا المجال ولم ينظر للإشاعات والخزعبلات، مشيرا ان ابنته تعاني من الربو ولا يمكن ان ينتظر ان تصاب ابنته بالفيروس ويؤثر على صحتها او ان تحدث لها مضاعفات خطيرة لا سمح الله.
أما محمد شديفات وهو ولي أمر طالبة بالثانوية العامة، شدد على انه لا يمكن لأحد بالعالم ان يجبره على تطعيم ابنته، معتبرا ان الأعراض الجانبية للمطعوم ما زالت غير واضحة، وان اللقاح قد يفيد كبار السن أما الصغار فأعراضهم خفيفة إن أصيبوا، فلماذا يتلقون اللقاح؟ رئيسة الجمعية الأردنية للتثقيف الصحي الدكتورة كاترينا أبو فارس شددت في تصريح لـ $ على انه بالرغم من أهمية لقاح كورونا، إلا انه اختياري ولا يمكن اجبار الأهالي ان يعطوه لأبنائهم، مشيرة الى ان في تاريخ المطاعيم المختلفة كان هناك من يشكك بالأعراض الجانبية سواء الجدري او شلل الأطفال أو الحصبة وغيرها.
وأضافت ان خطورة مضاعفات الإصابة بفيروس كورونا أسوأ بكثير من مضاعفات اللقاح، ولغاية الآن لا توجد اي اثباتات على ان اللقاح يسبب أعراضا خطيرة، وهناك دول أجازته لمن هم فوق 5 سنوات، وهذا دليل على أمانه، مؤكدة على ضرورة ان يتلقى اللقاح فئات معينة من الأطفال والذين يعانون من أمراض مزمنة او مناعية.
ولفتت الى انه حتى الآن لم نسمع عن أعراض شديدة او وفيات عند الأطفال الذين تلقوا لقاح كورونا بالمملكة، وأغلبها كانت أعراضا متوقعة كارتفاع الحرارة والم عند موضع الحقن، أما ما يثار حول تأثير اللقاحات على الجينات، فقد أثبتت الأبحاث ان لا صحة لما يتداول، وهو كلام غير علمي ولا يعدو عن كونه إشاعات وخزعبلات، ولا يمت للعلم بصلة.
وعن الاجراءات التي يجب ان تطبقها الجهات المسؤولة لإقناع الأهالي على تطعيم ابنائهم، شددت أبو فارس على أهمية مخاطبة الناس بلغة العلم والمنطق لا الإجبار والتخويف، وان تكون اللغة بسيطة وقريبة منهم دون كلل او ملل، مع التثقيف المستمر بأهمية اللقاحات وتغيير لغة الخطاب ليكون أقرب للعقل والعاطفة، فوظيفة المسؤولين الوصول للناس وإقناعهم وليس العكس.
الرأي