اكتشاف أثري في محافظة المفرق لقبة الصخرة
جفرا نيوز - أعلن رئيس جمعية أصدقاء الآثار والتراث الشعبي في محافظة المفرق الباحث الآثاري الدكتور عبدالقادر الحصان، عن اكتشاف منحوتة نقش أثري مهم لمسجد قبة الصخرة المشرفة في البادية الشمالية بمحافظة المفرق.
وقال الحصان، إن الصورة المنحوتة لقبة الصخرة المشرفة المكتشفة، تم العثور عليها في إحدى مناطق البادية الشمالية الغنية أصلا بالنقوش الأثرية، مشيرا إلى أنها منحوتة على الصخر البازلتي.
وأضاف إن هذا المسجد معروف تاريخيا بمسجد الصخرة وهو من أهم آثار العصر الأموي المبكر، كما أنه أقدم أثر إسلامي في تاريخ العمارة الإسلامية، وقد شيد في عهد عبدالملك بن مروان سنة 72 هجرية الموافق: 691م – 692م.
وأوضح أن مسجد الصخرة المشرفة كان يطلق عليه في بعض الأحيان اسم مسجد عمر أو مصلى عمر، لأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أقامه كمصلى مدشن من الأخشاب، ثم شيد على أنقاضه عبدالملك بن مروان البناء الحالي، وهو يقع في وسط هضبة صخرية واسعة تسمى (الحرم الشريف) وتقع على امتداد المحور الرئيس للمسجد الأقصى المبارك.
ويمثل هذا الاكتشاف الجديد والفريد، إلهاما اثريا وتاريخيا ودينيا على حد سواء، بحسب الحصان، في صورة منحوتة بالصخر الناري – البازلتي الأسود بشكل غائر وبأداة معدنية حادة لمسجد الصخرة كاملا، كواجهة أمامية له تظهر القبة المزخرفة والهلال الذي يعلوها باتجاه السماء، وفوقها مباشرة كتابة من كلمتين على يمين ويسار القبة كالتالي: مسجد الصخرة، وهي كتابة عربية كوفية غير منقوطة تبدو انها مبكرة، مؤكدا أن القبة مقامة على قاعدة مستديرة من أربع دعائم كبيرة، وتعلو القبة رقبة أسطوانية فيها ست عشرة نافذة مستطيلة الشكل، وهذه الرقبة تحمل القبة المستديرة العلوية وقطاعها الخارجي نصف دائرة، إضافة إلى أن النوافذ الظاهرة في رسمة الصورة المرسومة على الصخر بشكل غائر، تتكون من ثماني نوافذ، وهي تمثل نصف العدد الإجمالي للنوافذ الخاصة بالرقبة الاسطوانية التي تحمل القبة المشرفة.
ويرى الحصان، أن النحات والفنان المبدع قد رسم القبة بطريقة احترافية فريدة وفنية جميلة، وكان يحمل على ما يبدو ذاكرة قوية طيبة، إذ أنه رسمها وكأنها أمامه مباشرة، القبة والرقبة التي تحملها وكذلك النوافذ الثماني التي تعلو الجسد المثمن، لافتا الى وجود حرفين باللغة الإغريقية – اليونانية أسفل الرسمة مباشرة وكأنها توحي بتوقيع الرسام والنحات وهي تمثل حرفين هما: ألفا ودلتا وإلى يمينهما شجرة زيتون بخمسة فروع.
وجاء الاكتشاف الجديد، خلال أعمال المسح الأثري الميداني التي أجراها الباحث الحصان، بشكل متواصل لمناطق البادية الشمالية الشرقية في المنطقة الواقعة ما بين وادي تل ارماح ووادي السحيمي شمال شرق دير الكهف، وقد تم نشر النقوش العربية الشمالية - الصفائية التي عثر عليها هنالك ضمن موسوعة أوسيانا في العام 2018م.
ويؤكد الاكتشاف الجديد مدى ارتباط أهالي الأردن وبلاد الشام كافة بفلسطين والقدس الشريف والمسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة، وسيتم نشر الاكتشاف من قبل الحصان في مجلة علمية محكمة ضمن بحث متكامل ودراسة مقارنة شمولية للموضوع من كافة النواحي.