الاسلاميون في الاردن و الاربعون حراميا...
جفرا نيوز- فارس الحباشنة
حرب على الظلم و الفساد و القمع و التسلط ، الاردن دولة تحاكم أركان حكمها ، ودولة تسعى الى أن تحافظ على مدنيتها ، وهويتها السياسية والوطنية ، دولة لا يصلح أن يسيطر المشايخ على حكمها ، و لا حتى أصحاب اللحى الخفيفة ، وفريق الامراء الافتراضيين ، تخيلوا لو أن مؤسسات الدولة سيطر عليها مشايخ الاخوان المسلمين و جلادوا السلفية الجهادية ... و أجتهدوا في صولات و جولات ، نشرت الرعب و الخوف ليضاف الى القمع و اليأس و الفوضى المنتشرة في نفوس الاردنيين .
هل كل ما يحدث هو مجرد خدعة أجنبية لينتصر الاسلاميون في الانتخابات البرلمانية و ليصلوا للسلطة ؟ أم أن الخدعة لمصلحة تمهيد الاردن ليكون وطنا بديلا للفلسطنيين لاعادة تدوير ماكينة التوطنين ببركة قرانية حنيفة مصحوبة بفتاوي عصرية لمشايخ السفارات الغربية في عمان .
فعل التغيير و الحراك لم يفعل في الاردن شئيا سواء تحطيم الحواجز و الاسوار ـ وتكسير تابوهات الفساد في السلطة ، ليبدو اللعب على المكشوف ، ولتخرج دينورصات الفساد من كهوفها ، في حرب أخيرة مع ظلم السلطة ، حرب بين الشعب و القمع ، حرب بين العدل و الظلم .
حرب على من يضع قناعه على فساد باسم عوض الله و محمد الذهبي وما تبقى من أرثهم في مؤسسات الدولة ، حرب لمن يضع قناعا على فساد جنرالات المقاولات السياسية ، حرب على ما يصدرون صكوك غفران في الوطنية الاردنية ، حرب على الذين تجاروا في فقر الاردنيين ، و لبسوا أقنعه سميكة تسترت على فسادهم و ظلمهم و هتكهم للوطن .
لم يصل الاسلاميون متأخرين ... وصلوا بعدما أكتلمت فصول الفساد ، و جعلت الاردنيين بانتظار برابرة السياسة ، وصولوا بعد طول انتظار لهذا المشهد الاستعراضي الساحر ، لمهرجين يتفنون في اللعب على أقدار الشعب .
أنتظروا طويلا مفاجأة لتسقط من أعلى ... من حيث يستغلون غضب الاردنيين ، و يرثون حصتهم من السلطة ، و يديرون البلاد بالعناية الالهية و السياسية من وحي تدبير سفراء واشنطن و لندن و باريس في عمان ، يريدون أن يخرجوا من الغرف المغلقة و المحكمة للساحات و لكراسي السلطة ، يريدون أن يشهروا مؤامرتهم على الشعب و الدولة .
دخول خطير للسلطة ، وحرب شهوات عليها ، و يريدون المزيد و المزيد من السلطة ، ويزدادون شراسة كلما تطلعوا لما يجري في مصر و تونس ، لولا أن تظهر لهم العين الحمراء ، لكانوا أكثر وقاحة و أفراط في السعي للسيطرة على السلطة .
سياسيو السلطة ، بلا رصيد ، و لا خطاب هيمنة على مجتمع في أنتظار مستقبل ... هم في واد و الشعب بواد ثان ، ما يجري في الاردن لا يعنيهم ... خزائنهم ملئية بالاموال ، و خطابتهم باتت فارغة ... الا من كلمات مستهلكة و فارغة ، وأكثر من نصفهم ينتظرون محاكمات و ملفاتهم بيد القضاء .
الاسلاميون أستفادوا كثيرا من أفلاس رجال السلطة ، و تصوروا أنهم قادرون على طرح نفسهم كبديل لتحالفات النظام السياسي القائمة و القديمة ، و أنهم مؤهلون للانتقال الى مراكز السلطة كما كانوا يخططون لها بداية... من تنظيم يسعى لتحقيق نصر برلماني ب10 نواب الى تنظيم يخطط لاقتحام مراكز السلطة بوجهها الناعم المبشر لدولة للاسلاميين في الاردن .
في فراغات مؤسسة الحكم ، قد يجدوا في الاسلاميين حليفا ، في مجتمع متدين محافظ ، تسيطر عليه أفكار اليمين ، وقد تتقاطع مخليات سياسية تجعل من الاسلاميين هم البديل المتاح ، فالسلطة أكتشفت في اكثر من محطة أنياب الاسلاميين و شهوتهم العالية للمشاركة في السلطة في أكثر من مستوى ، وعلى اكثر من نوع و طريقة .
بدت الحكومة مطمعا للاسلاميين الان ، بعدما كان حلمهم في البرلمان ، فمؤسسة الحكومة تعيش على أطلال من الفشل و العجز و الفوضى ، و هذه هي الفرصة لتصادم المصالح ، و تقاطع الشهوات نحو السلطة و أستقرارها ، وقد يبدو ما يبدو من مؤشرات تؤكد كل ذلك أن صح الاعتقاد .