خمسون عاما يا وصفي
جفرا نيوز - كتب : محمد عبدالكريم الزيود
خمسون عاما يا وصفي ، ونحن نحتفي بك ، خمسون ولم يخبو الشوق لوجهك ، خمسون عاما وما زالت إبتسامتك تفرح قلوبنا ، وأنت تلّوح بيدك لنا مودعا ، رأسك عاليا يلامس الغيم ، ويديك تهطلان مطرا .. وحمام يرفّ فوق طائرتك أنّك ستحلّق عاليا شاهقا ..
خمسون عاما ؛ وصورتكَ معلّقة بالمضافات ، وكيف تحوّل وجهك ذات مساء تشريني إلى قمر يضيء على القرى والبوادي .. حتى شمغ الرجال فاضت بالدمع ، ولوّحت الأردنيات لجسدك المسجى بالزغاريد وبقلب مجروح كان صوتهن: قولوا لوصفي زعلن عليك خيّاتك ..
يا وصفي .. خمسون عاما وزيتك مضيء في بلادنا ، كفّاك يابن عمي ويابن دمي تعطرت بمروج القمح ، وبريحان الأمهات ، وبنعناع الشبابيك ، وبزيتون الحواكير ، تطلّ على الحصادين ، وتقول لمن جاؤوا بعدك وتنادي : منجلي وا منجلاه ..
يا وصفي التل ، نجتّر حزننا كل عام ، نلطم صدورنا أنك حميتنا ولم نحميك ، كنت واضحا مثل قصيدة ندية ، ولكننا لم نفهمك .. بنيت لنا أول جامعة وأول جريدة وأول تلفزيون، وأول درب لوطن حر مستقل .. كنت أول جيش المقاومة على ثرى فلسطين ، فخذلناك ، كنت المعركة وكنت القائد وكنت الشهيد ..
خمسون عاما يا سيّد الشهداء ، ويا أول الواصلين لسدرة الوطنية الصادقة ، لم تختبئ وراء أحد ، شجاعا عندما تهتز السيوف والشوارب ، الأردن والهوية وفلسطين لا يتقدم عليهم أحد ، وعندما حانت ساعة اللقاء مع الموت ، قلت : يا مرحبا… هم جبناء من ضغطوا على الزناد ، ولكنهم لم يدركوا أنهم خلدوا قائدا وزعيما ومنهاجا ، فسلام على وجهك النديّ الرضيّ ، وسلام على دمك الذي ما زال يحيا فينا ، سلام على دمع البنات إذ شابت الجدائل وحبّك لم يشبْ..