77 حادث وفاة بحوادث سير على الصحراوي في العام الماضي

جفرا نيوز - "إنتبه.. امامك تحويلة" التحذير الذي لا يفارق سالكي الطريق الصحراوي منذ البدء بتنفيذ مشروع إعادة تأهيل الطريق وتوسعته قبل حوالي 4 أعوام، وسط تساؤلات متعددة تدور حول جدوى فتح تحويلات جديدة في أجزاء من الطريق كانت قد أُنجزت وفُتحت أمام حركة السير.

المشروع الذي يبلغ إجمالي كلفته نحو 324 مليون دولار، منها 138 مليون دولار منحة من الصندوق السعودي للتنمية، و105 ملايين دولار قرض من الصندوق نفسه، والبقية تُموله خزينة الدولة، يتعرض الآن لتحويلات جديدة وتضييق للجزء الواقع من منطقة ما بعد "السواقة" للمسرب القادم باتجاه عمان، وذلك بعد فتحه أمام السير أخيراً.

وكانت قد أعلنت الجهة المعنية عن تنفيذ المشروع بوقت سابق أن انتهاء الاعمال سيكون في آب من العام 2020، إلا أن إعادة الأعمال في الطريق حال دون تنفيذ الطريق في الوقت المحدد.

مواطنون يطالبون بالتخلص من هذه التنبيهات في الطريق الذي وصفوه "بطريق الموت"، بسبب العديد من الأرواح التي حصدها الطريق قبل وأثناء العمل فيه، نتيجة وقوع العديد من حوادث السير عليه.

وبحسب مصدر من مدرية الأمن العام في إدارة السير شعبة التحقيق المروري، فقد بلغ عدد الحوادث على الطريق الصحراوي خلال العام السابق 934 حادثاً منها 77 حادث وفاة، و 789 حادث تصادم، نتج عنها اضرار مادية، و 13 حادث دهس بدون وفاة، و55 حادث ممتلكات مادية تمثلت بضرب لافتات وأعمدة كهرباء على الطريق.

وخلال عام 2019، بلغ عدد الحوادث على الطريق 2796 حادثاً، منها 391 حادث وفاة، و197 حادث دهس، و 2011 حادث تصادم، نتج عنها أضرار مادية، و 197 حادث اضرار ممتلكات عامة تمثلت بضرب لافتات وأعمدة كهرباء على الطريق.
المواطن ابراهيم فلاح، أحد سالكي الطريق الصحراوي، ويقطن في محافظة الكرك، قال، إن الطريق الصحراوي يشهد حالياً في بعض المناطق تحويلات ضيقة جداً، وأن مناطق التحويلات سبق وأن تم تجهيزها أثناء تنفيذ الطريق بشكل كامل، متسائلاً عن جدوى التحويلات الجديدة، بالرغم من إعلان الجهات المعنية انتهاء أعمال الطريق في تشرين الأول شهر من العام الماضي.

وأشار إلى أنه وبحكم طبيعة عمله بنقل البضائع لمحلات تجارية من العاصمة عمان إلى الكرك، يتعرض دائماً لمخاطر عند وصوله إلى تلك التحويلات، خاصة وأنها لا تتسع إلا لمركبة واحدة وتستمر لمسافات طويلة.

وطالب المواطن محمد الرفوع من محافظة الطفيلة، الإسراع في إنجاز المقطع المروري قبالة منطقة السواقة النافذة لعمان، نظراً لضيق المسرب من جهة، وعدم توفر عناصر السلامة المرورية اللازمة من جهة أخرى، خاصة في ظل ارتفاع نسبة الحوادث على الطريق أخيراً. وقال المواطن عدنان الحباشنة، إن الطريق الصحراوي من الطرق الحيوية في المملكة، والتي تربط بين محافظات الجنوب والعاصمة عمان، حيث أن الطريق شهد العديد من الحوادث خلال العمل في إعادة تأهيله وتوسعته.

 وتساءل الحباشنة عن إعادة العمل على الجزء الذي سبق وأن انتهت الجهات المعنية من العمل فيه أخيراً، مبيناً أنه تم إزالة الخلطة الاسفلتية في التحويلة لمسافة 5 كيلومترات تقريباً للجزء الواقع بعد منطقة السواقة باتجاه العاصمة عمان.
وأوضحت وزارة الأشغال العامة والإسكان، انها استكملت أخيراً أعمال إنشاء المسرب الثالث للطريق الصحراوي في منطقة السواقة للسير القادم من العقبة - عمان بطول 14 كيلو مترا.

وأكدت الوزارة أنه تم في نهاية العام 2020 استلام الطريق الصحراوي بالكامل بعد الانتهاء من إعادة تأهيله من جسر المطار إلى المريغة بطول 220 كيلو مترا ، باستثناء اعمال انشاء مسرب ثالث للشاحنات في منطقة السواقة بطول 14 كم، والتي تم الانتهاء من الأعمال فيها بالكامل أخيراً وفتحها امام حركة السير وطرق الخدمة في منطقة القطرانة، بحسب بترا.

وقالت الوزارة ، إنه ولأهمية المسرب الثالث الفنية تم إعادة العمل في السواقة بداية العام الحالي بعد توفر المخصصات المالية اللازمة وللضرورة الفنية المتمثلة بتوحيد عدد مسارب الطريق دون اي تغيير مفاجئ؛ وذلك لتأمين مسرب مخصص للشاحنات، وليصبح المسرب القادم من العقبة - عمّان ثلاثة مسارب بالكامل بعرض حوالي 15 متراً.

وأضافت الوزارة، أن العمل الذي تم لانشاء مسرب ثالث في السواقة لم يتطلب تحويل السير في المنطقة، حيث تمت التوسعة المطلوبة خارج مسارب الطريق العاملة مع اجراء تضييق محدود للمسرب الخارجي لغايات تامين التشريك المناسب بين طبقات الطريق القديم والجديد، وفق المعاير الهندسة المتبعة بالخصوص.

وشددت على أنه لم تسجل طيلة فترة العمل لإنشاء مسرب ثالث في السواقة والتي انتهت اي حوادث سير ولم يؤثر العمل في المنطقة على حركة السير، مشيرة إلى أن العمل تم خارج الطريق وضمن منطقة مفصولة عن الطرق المنجزة سابقا بحواجز خرسانية وعناصر السلامة العامة والإشارات التحذيرية ومستلزمات السلامة كافة.

بالنسبة لأعمال السلامة العامة التي تم اضافتها أخيراً والتي يجري تنفيذها حالياً، بينت الوزارة أن الاعمال المتبقية هي: أعمال انشاء ثلاثة مطبات بمنطقة الدامخي والزميلة ومن المتوقع الانتهاء من تنفيذها خلال عشرة أيام، موضحة أنه يتم خلال تنفيذ اعمال إنشائها تضييق اختصار مسرب واغلاق اخر امام حركة السير؛ ليتم العمل بالتناوب على عرض الطريق ويتم تزويد أي منطقة اغلاق للمسرب بجميع عناصر السلامة المرورية والإشارات التحذيرية وفصل لمنطقة العمل عن بقية المسارب.

كما يتم وبحسب الوزارة العمل على تنفيذ مدخل منطقة الكسارات والتي هي خارج الطريق وليس لها أي اثر على حركة السير، بالإضافة إلى إنشاء جسر المشاة بمنطقة ضبعة والذي تم الانتهاء من صب قواعده وهو خارج الطريق وسيتم تركيب الجسر الذي هو بمراحل التصنيع الأخيرة قريباً ولم يؤثر ايضاً على حركة السير على الطريق.

وفيما يتعلق بالتحويلات المرورية القائمة على الطريق حالياً، أكدت الوزارة أنه لا يوجد أي تحويلات باستثناء مناطق عمل المطبات الثلاث المذكورة سابقاً بطول 100 متر لكل موقع من المواقع الثلاثة والمزودة بعناصر السلامة المرورية كافة.

ولفتت إلى أنه يتم العمل حالياً بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة لتوفير المخصصات المالية اللازمة لإعادة تأهيل طريق النقب وربطه بالطريق الصحراوي، مشيرة إلى أن طريق النقب لم يكن من أعمال عطاءات الطريق الصحراوي.

يشار إلى أن الطريق يربط محافظات الجنوب الأربع مع وسط وشمال المملكة، والطريق الرئيس لميناء العقبة، كما يعتبر جزءاً من محور الربط الأردن والسعوديّة ودول الخليج العربي، من خلال مركز حدود المدوَّرة، وله أهميّة خاصّة كونه المسار الرئيس للحجّاج والمعتمرين الذين يسلكون الطريق البري.

وحول الأثر الاقتصادي على الطريق، قال الخبير حسام عايش، إن قطاع النقل في الأردن يشكل 2ر6 من الناتج الاجمالي، الأمر الذي يدل على دوره المركزي للأداء الاقتصادي في الاردن.

وأوضح، أن تعطل الطريق الصحراوي خلال الفترات السابقة أثر على الأداء الاقتصادي، والذي انعكس على رفع الكلف لنقل السلع والمنتجات المختلفة، نظراً إلى ان الطريق يربط محافظات الجنوب بعمان.

وتشكل كلف النقل بالمعدل حوالي 20 بالمئة من كلفة السلع، وبالتالي فإن انخفاض 10 بالمئة من هذه الكلف يخفض من كلفة المنتجات والسلع حوالي 2 بالمئة وفق عياش.
 
ويؤكد، أن تعطل الطريق أثر على حركة الترانزيت بين المحافظات، وأثر على الفرص الاستثمارية التي من الممكن ان تستفيد منها المحافظات وعلى فرص العمل للمواطنين.